الرباط ـ وكالات
محمد نجيم (الرباط) - تواصل فرقة «مسرح المدينة الصغيرة» المغربية حالياً تقديم عمها المسرحي الجديد في المغرب والذي يحمل عنوان «امرأة وحيدة تُؤنسها الصراصير» تأليف أحمد السبياع وإخراج يوسف العقوبي وسينوغرافيا الفنان عبدالمجيد الهواس فيما توزعت أدوار البطولة على طاقات شابة من المسرح المغربي وهي: رجاء خرماز، رباب الخشيبي، محمد بوغلاد، يوسف أهمو.
مسرحية «امرأة وحيدة تُؤنسها الصراصير» قُدمت في عدد من القاعات المغربية قبل تحطُ الرحال في تونس للمشاركة ضمن فعاليات مهرجان خليفة السطمبولي للمسرح المغاربي الذي أختتم مؤخراً، وهي مسرحية تقوم على التأمل في الذات المشروخة والمتشظية، حياة أشخاص يتعرضون لمواقف مشحونة بالألم والصراعات الداخلية والاندفاعات التي يفرضها واقع معيشي مُؤلم مشحون بالضغوطات النفسية والاجتماعية جراء الوحدة والإقصاء التي يعانيه أبطال المسرحية. فكاتب النص المسرحي أحمد السبياع، يضع أبطاله بين أربعة جدران ويحكم عليهم بالعزلة التي غالباً ما تقود إلى الموت أو الجنون، تظهر بطلة المسرحية.. في صراع مع ذاتها ومع الآخر لتخلق من خلال التجاذب والتنافر مع الآخر حلقة مُفرغة تشدُّ المتلقي بما تملكه البطلة من جاذبية لتتوالى مشاهد المسرحية مُسرعة كأنها تقول وتتحدث بما يعيشه الإنسان بين الجدران الأربعة بأثاث مُكون من كرسي خشبي، كما أن ألوان ديكور المسرحية يعكس الحالة النفسية المضطربة التي تعيشها بطلة المسرحية رفقة محيطها المرموز إليه بالصراصير مع ما تحمله إيحاء قدحي يحيل على الانحطاط والبخس وانعدام الكرامة وانشراح الذات.
لأن بطلة مسرحية «امرأة وحيدة تؤنسها الصراصير» تحاول أن توصل إلى المُتلقي أن الإنسان هو في صراع دائم مع شرور الحياة هذا الصراع الذي يُدمر في الإنسان إنسانيته في عالم يعيش التشظي، والانفصام والقلق والتشتت واللاجدوى وتحاول بطلة المسرحية أن تنطق بما يختلج في أعماق المرأة / الإنسان، لأن الفنان وحده هو من يمكنه أن يُصور لنا الواقع المشحون بالمواقف الصعبة والآلام المتوالدة باستمرار.
تقوم بطلتا المسرحية: رجاء خرماز ورباب الخشيبي على استنطاق الذات واستغوار المشاعر الدفينة من خلال إمكانات وخبرات طويلة في المسرح لمسايرة الحبكة الدرامية للمسرحية بعمق تجريبي تصاحبه في انسجام تام لحظات موسيقية سحرية ومؤثرات صوتية من توقيع عبد المقيت المرابط.
التصور الإخراجي لمسرحية امرأة وحيدة تؤنسها الصراصير» سوف يرتكز، كما يقول المخرج أولا على أسلوب واقعي وطبيعي.. وهذا لا يعني بتاتا نقل الواقع، كما هو على خشبة المسرح.. بل الغاية هي الوصول إلى الفن الخالص.. إلى عرض مختلف يتكون من المواد الواقعية الممتزجة معا بالمادة الفنية.. من خلال البحث في ما وراء الأشياء والأحداث.. وتقديم شخصيات غير نمطية متباينة ومختلفة من حيث البناء السيكولوجي والفسيولوجي تعتمد على الاقتصاد في الحركة تارة والمبالغة تارة أخرى.. تعميق روح الكوميديا السوداء التي تعيشها الشخصيات في علاقتها ببعضها البعض. وفي علاقتها بالجماعة والأنظمة.
وقد سبق للفرقة المسرحية التي تنتمي إلى مدينة شفشاون أن توجت بعدد من الجوائز المغربية والعربية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر