3مسرحيات غنائية ملونة عن البيتلز في لندن
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

3مسرحيات غنائية ملونة عن "البيتلز" في لندن

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - 3مسرحيات غنائية ملونة عن

لندن ـ وكالات

يهتم الإعلام البريطاني والحياة الثقافية والفنية باكتشاف المواهب الجديدة وتسليط الضوء عليها وتقديمها للجمهور وتشجيعها على تقديم ما لديها من ابتكارات جديدة تضيف حيوية وبهجة وتدفع نحو التنافس الذي ينتهي بنجاح وتألق واستمرار. هذه القاعدة تعمل في مختلف وجوه الحياة، بخاصة على ساحة الفن والموسيقى والغناء، فهناك دائماً عشرات البرامج والمسابقات التي تركز على اكتشاف المواهب ومنحها فرصة للظهور وتقديمها للرأي العام. ولهذا السبب هناك عشرات الفرق الموسيقية الجديدة التي تظهر بجانب الأخرى الموجودة منذ سنوات، والشهور الأخيرة أعادت اكتشاف نجوم الرولينج ستونز وزعيمهم الشاب "68 سنة" ميك جاجر، الذي ظهر على خشبة مسرح "أوتو" وهو في هذه السن المتأخرة، لكنه حول خشبة المسرح إلى نبض شباب متدفق خلال ساعات من التاريخ الموسيقي الذي يعود إلى نصف قرن إلى الوراء. عودة تلك الفرقة الموسيقية للعزف والغناء صاحبه الفيلم التسجيلي عن تاريخ جاجر ورفاقه الذين شكلوا وعي القرن السابق ويصرون على البقاء في القرن الحالي. القديم لا يقف أمام الجديد ويعانده ويمنع ظهوره ويطلق الاتهامات ضده، فهناك على العكس رعاية من أجيال سابقة لأخرى شابة وافدة إلى المسرح، وهذا يعبر عن حيوية فلا خصومة ولا تناقض بين الأجيال الفنية، وإنما كل فرقة غنائية تعبر عن زمنها ومكانها وإيقاع شخصيتها. في بريطانيا مازال فريق البيتلز يلمع وتواصل أسطواناته التربع على عرش المبيعات، وهناك مسرحية غنائية تعيد رصد حياة الفرقة وتأمل الثورة التي رافقت بريقها مع صعود هؤلاء الشباب وقيامهم بانقلاب حقيقي أثر على الذوق وطريقة تصميم الملابس وتكوين الفرق الموسيقية. كان "البيتلز" عنوانا على دخول العصر الحديث بعد الحرب العالمية الثانية بالتمرد وكراهية النفاق والحديث مباشرة عما يدور في القلب من مشاعر وما يعكسه اللسان من تعبيرات اللغة عن مصاعب في الحياة وأمل للوصول إلى تحقيق الأهداف البسيطة أن يلتقي شاب بفتاة ويعيشا معاً في ظل سعادة وبهجة واستقرار بعيداً عن انفجارات الحروب والمآسي الأخرى. وأنا لا أمل من سماع "البيتلز" والعودة إلى شرائط تحمل أغانيهم الرائعة البسيطة والمباشرة، وقد تابعت تاريخ حياتهم منذ ظهورهم في مدينة ليفربول الساحلية حتى انفصال جون لينون عنهم وانطلاقه في غناء بديع يدعو للحرية والعطاء والاعتراف بالآخر والعيش معا في سلام من أجل سلامة هذا الكون ونبذ الحروب ومعاندة الكراهية. كان صوت جون لينون يدعو إلى سلام ضد الحروب والخصام. وقد جاءت أغانيه على خلفية الحرب التي جرت في "فيتنام" وفجرت الغضب بين الشباب والأجيال التي وقفت أمام هذه المحنة تعارضها بالغناء وسلسلة من أفلام اتذكر منها "العسكري الأزرق" ثم محاولة المخرج فرانسيس كوبولا الذي ترجم رؤيته للحرب الفيتنامية بفيلم رائع اسمه "القيامة الآن". وقد أعطت هذه الحرب دفعة للأفلام الشبابية وموجات الغناء والحديث عن السلام والعداء للحروب. وكان جون لينون هو الصوت البارز والمعبر والقادر على فضح تناقضات العصر والنفاق الموجود على وجه الأرض والغريب انه لقى حتفه برصاص شاب آخر متهور اختلط عليه الموضوع في ذهنه فقرر اغتيال هذا النجم الذي كان يغني للحب والسلام والمشاعر الإنسانية. المسرحية المعروضة في لندن الآن هي عن فريق البيتلز وتاريخ هز العالم كله وحوله من حال إلى آخر. ومازال تأثير هذه الموجة باقياً مع اهتمام بإعادة قراءة التاريخ مع غناء السير بول ماكارتني عضو الفرقة السابق الذي مازال يغني ويواصل رحلة الإبداع مع أنه يقترب من السبعين، ويظهر وكأنه في العشرين من العمر لأن الفن كما يقولون يجدد خلايا الجسم والعقل ويجعل العواطف دائماً في حالة صحوة وانتباه. الموسيقى وراء حيوية ماكارتني وميك جاجر. وعندما أرى المغنية "لولو" التي تقدمت في العمر لكن الغناء يجعلها شابة صغيرة مازالت تتحدث عن الحب وجمال الحياة وقدرة الإنسان أن يصنع بهجته بنفسه. وإذا كانت هناك مسريحة عن فرقة "البيتلز" تعرض في لندن وتحقق النجاح، توجد أخرى عن مطرب البوب الراحل مايكل جاكسون في استعراض بالغناء عن حياته من الطفولة حتى الرحيل. لا يوجد في هذا العمل نص مسرحي وإنما الغناء هو الذي يربط كل شيء بايقاعات صاخبة متفجرة بالطاقة وأخرى هادئة تعبر عن أحاسيس المغني الذي تألم في حياته لكنه صنع لوحات البهجة بالموسيقى.كأن فريق "البيتلز" يتحاور ويتجاور مع تجربة جاكسون وتاريخه المثير، وكان ملك موسيقى البوب معجباً هو نفسه بالفرقة الإنجليزية وتأثر بها وما أحدثته من ثورة في عالم الغناء والموسيقى، فقد جاءت الفرقة بشكل جديد ومختلف تماماً يعتمد على آلات الجيتار المصاحبة بايقاعات تعبير عن موسيقى سريعة عاكسة لعنوان العصر الذي جاءت فيه وكانت نهاية مرحلة وبداية أخرى مانزال نعيش فيها حتى الآن. وقد تأثر مايكل جاكسون بالمغني الأمريكي الفيس بريسلي الذي بدوره استلهم إيقاعات موسيقاه من التراث الزنجي الحزين حيث شدته الجمل الحزينة العميقة العاكسة لمشاعر الإنسان وحنينه إلى الأوطان التي غادرها بالقسوة إلى بيئات أخرى جديدة. لأغاني الزنجية كانت تعبر عن حزن ووحشة ولوعة وحنين وتم صوغها من خلال آلة "الساكسفون" التي عكست أوتار القلب وكأنه النغمات الخارجة منه وقادمة من عمق الوجدان ومن مشاعر النفس.انت أغاني "البلوز" الزنجية الأمريكية حزينة وتألق الفيس بريسلي في اقتباس جملها، وقد رأيت فيلماً عن حياته داخل معهد الفيلم البريطاني يعبر عن موسيقاه وأغانيه وتأثره بالألحان الزنجية الحزينة، وعندما كنت أرى مسرحية مايكل جاكسون في لندن تذكرت الفيس بريسلي، وخلال حضوري لعرض مسرحية "البيتلز" تذكرت ملك الروك الأمريكي والبصمات التي تركها على الغناء الأوروبي الحديث كله. الفيس بريسلي مازال حياً من خلال الأفلام ومسرحيات عنه، لكن هذا الموسم في لندن تتألق المسيرة الغنائية التي رافقت فرقة "البيتلز" الإنجليزية وحضورها الذي مازال قائماً. وعندما ذهبت إلى إسبانيا استمعت إلى فرقة غنائية ترتدي ثياب فريق "البيتلز" وتعزف على آلات الأغاني التي كانوا يرددونها وانطبعت في الوجدان الأوروبي والإنساني، رغم غياب جون لينون وصمت رينجو ستار، لكن بقاء بول ماكارتني على الساحة يجدد أعمال هذا الفريق الذي قلب مسرح الغناء الأوروبي كله. إذا كان المسرح البريطاني يحتفي بفريق "البيتلز" ويقدم مسرحية عنهم، فإنه بجوار ذلك توجد مسرحية غنائية عن مايكل جاكسون وعروض أخرى تستلهم تاريخ الموسيقى، فعلى مسرح بارز وسط لندن تنجح مسرحية عن فريق "كوين" تستعرض حياة مغنيها الأول فريدي ميركوري الذي قلب بدوره مسيرة الغناء وألوان موسيقى الروك. جانب هذه الأعمال المتنوعة التي تؤرخ للموسيقى الأوروبية الجديدة هناك العرض المسرحي الآخر الذي يتناول هذه المرة فرقة نسائية شابة جاءت منذ سنوات وكانت صيحة كاملة غيرت أشياء كثيرة بالصوت والأداء وطريقة الملابس لتدشن ما يسمى الآن "عصر البنات" ونفوذهم الذي يتضح في المجتمعات الأوروبية بشكل خاص، فالمرأة تقتحم مجال العمل والحياة السياسية والثقافية والفنية واصبح تأثير النساء واضحاً في كل شيء، ويكفي أن وزير الداخلية في بريطانيا امرأة هي تريزا ماي.المسرحية الإنجليزية في منطقة البيكاديللي تتحدث عن فريق "السبايس جيرلز" الذي تكون خلال التسعينيات وهز الحياة البريطانية وانتقل إلى أوروبا والولايات المتحدة ليكرر ما فعلته موجة "البيتلز" ولكن بشكل بناتي ونسائي. هذه الفرقة طرحت نفوذ النساء وقدرتهن ورؤيتهن عن الحياة والحب والمجتمع.كانت عضوات الفرقة فتيات عاديات أغلبهن من قاع المجتمع، لكن فجأة نقلهن النجاح من الظلام والتجاهل إلى أضواء وثروة ونفوذ. وقد تفككت الفرقة وعادت للالتئام مجدداً، غير أن الموجة التي فجرتها أحدثت التغيير فخرجت عشرات الفرق بعد ذلك من فتيات يتحدثن بلغة الفن وجرأة التعبير. وقد جربت فيكتوريا بيكهام زوجة لاعب الكرة الإنجليزي التمتع بأمواج الشهرة وانطقلت من الغناء في فرقة السبايس جيرلز إلى تصميم الأزياء، لكنها أكدت هذا الأسبوع أنها فخورة بالانتماء إلى هذه الموجة وستظل دائماً تنتمي إلى الفريق النسائي الذي فجر الثورة وأعطى للبنات هذه القوة. وقد وجدت فرقة البنات تشجيعاً من الصحافة والإعلام، وأذكر تجربة شاركت فيها هي فرقة "بنات النيل" المصرية للعزف والغناء والتي أعادت تقديم تراث الغناء بتوزيع جديد ورؤية تعبر عن العصر والوجدان. وقد نجحت الفرقة وضمت أسماء لامعة مثل ميرفت جرانة عازفة الفيولينة ومنال محي الدين عازفة الهارب بالإضافة إلى أخريات. وأعطت هذه الفرقة بدورها إشارة عن قوة وإبداع النساء وقدرتهن على المشاركة والتألق والتحاور مع المجتمع بأنغام الفن وإيقاعات الموسيقى. وكل هذه الإسهامات على المسرح البريطاني والحياة المصرية والعربية تؤكد أن الفن والموسيقى مكون حيوي في تاريخ الشعوب وله أهمية قصوى تماماً. وقد تمت صناعة الأفلام والمسرحيات للحديث عن تاريخ الفن خلال أحقاب البيتلز والفيس بريسلي ومايكل جاكسون وهناك الحدث المهم عن السبايس جيرلز. في لندن عشرات المسرحيات الغنائية التي تستلهم تاريخ الفرق الغنائية الإنجليزية والأمريكية بجانب حكايات مسرحية عن نجوم في حجم مايكل جاكسون والفيس بريسلي، وهذا يدل على حيوية تعبر عن حماس مجتمعات للفن وتشجيعه والوقوف خلفه بمختلف الصور والأساليب. Type the text here

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

3مسرحيات غنائية ملونة عن البيتلز في لندن 3مسرحيات غنائية ملونة عن البيتلز في لندن



GMT 18:52 2019 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

"كسارة البندق" تُحيي أجواء عيد الميلاد

GMT 12:19 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مختارات من مسرحيات وأغانٍ عالمية بمعهد الموسيقى العربية

GMT 13:56 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ساقية الصاوي تستقبل حفل "الحب والخير والجمال"

GMT 07:55 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

غزل المحلة للفنون الشعبية تتألق بالرديسية في أسوان

GMT 17:20 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

عرض "باليه كليوباترا"على المسرح الكبير في دار الأوبرا

GMT 11:05 2019 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

ألوان موسيقية تُطرب جمهور "منظار" في خريبكة

GMT 19:36 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حفلات لفرقة الطبول النوبية وفرقة حسب الله بقبة الغوري

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 08:25 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

8 مليارات رسوم امتياز شركتا "اتصالات" و"دو"

GMT 05:17 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أفكار مبتكرة لتزيين نوافذ المنزل بالورود والزهور

GMT 16:05 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

توقيف أربعيني في أغادير بحوزته مليون يورو مزوّرة

GMT 08:31 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

جبل بثرة في الطائف من المزارات السياحية المميزة

GMT 18:10 2018 الأربعاء ,16 أيار / مايو

اعتداءات على مشجعي الرجاء البيضاوي في غانا
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya