ملحمة فنية تمزج الموسيقى المغربية بالفلامنكو في مسرح محمد الخام
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

ملحمة فنية تمزج الموسيقى المغربية بالفلامنكو في مسرح محمد الخام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ملحمة فنية تمزج الموسيقى المغربية بالفلامنكو في مسرح محمد الخام

المسرح الوطني محمد الخامس
الدار البيضاء - المغرب اليوم

تَمَايَلَتْ جنبات المسرح الوطني محمد الخامس طربا مساء أمس الخميس على أنغام آلة القانون وموسيقى ورقص الفلامنكو، في حفل فني نظّمه معهد ثربانتس الإسباني بالرباط، بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال المغربية، وهو ما جعل العَلَمَيْن الإسباني والمغربي يتجاوران في سكون على خشبة المسرح.

ألوان وألحان

خلفيةٌ خضراء وحمراء، جمهور مُتَوَاجِد، آذان طَرِبة، تصفيقٌ حار؛ هكذا مرّ العرض الموسيقي الافتتاحي لـ"فرقة أفنان لآلة القانون"، التي أطربت الحاضرين بألحان أخّاذة ذات نكهة أندلسية.

وبعد دقائق من إنهاء أعضاء فرقة آلة القانون عَرْضَهم، دخل عازف قيثارة إسباني مداعبا أوتار آلته، ولحقت به مغنية فلامنكو بعدما زادت حِدّةُ الألحان التي تغيّر على إثرها لونُ خلفية خشبة مسرح محمد الخامس إلى الأخضر الغامق والأحمر الداكن، مُضْفِيا على القاعة جوّا يتلاءمُ وطبيعةَ أنغام الفلامنكو الإسباني، قبل أن تتّشح الخلفية باللونين الأزرق والأخضر الدّاكنين مؤذنة بدخول راقصة الفلامنكو.

نقرٌ على الأرض وعينٌ على السماء

تدور حول نفسها بالمسرح ويُمناها تشير إلى السماء، يبدأ التصفيق فتتحرّك يمنة ويسرة، تزداد وتيرة التصفيق فتزيد معه وتيرة الحركات الراقصة؛ ترقص اليدان اللتان تمسكان الوشاح والفستان، وتنقر القَدَمَان بخفة على الخشبة لتنطّ راقصة الفلامنكو من مكان إلى آخر تاركة وراءها العيون بين معجبة ومشدوهة.

تنطلق الأغنية فيَخْفُتُ الرّقص بسلاسة حتى ينسجم معها، ثم تزداد حدة الغناء فينطلق الرقص النّقْرِي ويبدأ معه عرض الفلامنكو كما نعرفه.

عينُهَا على الجمهور، وثَغْرُها باسمٌ، وحَركات رجليها تتواتَرُ بإتقان، ويصاحبها تصفيق إيقاعي.. فستانُها ووِشاحُها امتدادٌ لجسدها؛ وتُحكِمُ بهما راقصةُ الفلامنكو سردَ القصة التي ترافق تمايلاتِها الخاضعةَ لأوتار القيثارة، ولحدة صوتِ المُغَنية الإسبانية التي تُذكِّر بالغناء النسائي الأمازيغي الأطلسي.

نقراتُ قَدَمَيْ راقصةِ الفلامنكو، ووشاحُها الذي لا يعصي ليديها أمرا، يجعلها توحي بكونها فراشةً تصارع من أجل بسط جناحيها في كمال، كلما انتصبت باسطة يديها أمام الجمهور الوَلِه بإتقانها عَرْضَها.

سقط الوشاح

تخلّت راقصة الفلامنكو عن وشاحها، وأَحْيَتْ عرضا آخر لا مكان فيه إلا للرّقص النقري المُتْقَن الذي يطابق أنغامَ الأوتار، والتصفيق، ولا يُخْطِئُ موعدَه مع السَّكتات التي تأخذ أنفاس المتابعين في خِضَمِّ التّوالي المشحون للأصوات والحركات.

تهدأ أنغام الأوتار شيئا فشيئا، وتُغادر الراقصة بهدوء خشبة المسرح ثم تختفي بين الستائر مع الضربة الأخيرة على الوتر، لتعود بعد ذلك في جو من التصفيات منحنيةً وزميلَيْها شكرًا للجمهور.

كمال إنساني

اجتمعت الفرقتان في عرض أخير، وتَوَاجَدَتْ (من الوَجْدِ) القاعةُ بأنغام "القانون" الذي تجاوِرُهُ القيثارة، والعود، والتشيلو، وآلاتٌ إيقاعيةٌ نفخت في مداد النوتات الموسيقية روحا صَدَعَتْ بألحان "لمّا بدا يتثنّى"، و"يا بنت بلادي".

وفي العرض الأخير عادت راقصة الفلامنكو مرتدية ثوبا أسود أدّت به مقطعا نقريّا بدون موسيقى، ووقفت بَعْدَهُ متأمّلة ما يتجاوز سقف المسرح، قبل أن تعطي إشارة بدأ معها الغناء، وجَهَرَتْ على إثرها الآلاتُ بِمَكنوناتها، ثم أَسْلَمَتِ القاعة نَفْسَهَا لموجة تصفيق حارّ بمجرد النُّطْق بآخر كلمة من أغنية "لاموني لي غارو مني" التي خُتمت بها السهرة.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملحمة فنية تمزج الموسيقى المغربية بالفلامنكو في مسرح محمد الخام ملحمة فنية تمزج الموسيقى المغربية بالفلامنكو في مسرح محمد الخام



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 12:09 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 12:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 17:49 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

GMT 19:23 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الدلو

GMT 19:31 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مناقشة رواية "غيوم فرنسية" في معرض الكتاب

GMT 04:30 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

باتاكي ترتدي بكيني أحمر متوهج وتتباهى بجسدها

GMT 06:55 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على كيفية معرفة الفرق بين الألماس الحقيقي والصناعي

GMT 02:40 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الأعمال الفنية الحديثة تخلو من الراقصة الممثلة الموهوبة

GMT 02:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

استكمال جمال سليمان ومنة فضالي وياسر فرج "أفراح إبليس2"

GMT 13:55 2016 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

استنفار أمني في زايو بعد العثور على فتاة مقيدة

GMT 23:33 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة ريم مصطفى تنضم إلى فريق عمل "اللهم إني صائم"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya