الرباط ـ حاتم قسيمي
بذل مؤلف كتاب "في أوراق خارج الأقواس"، الكاتب محمد أديب السلاوي، جهدًا كبيرًا بهدف الكشف عن جيل صاعد من الإعلاميين المغاربة، الذين وجدوا طريق التعليم والتحصيل سهلة وميسرة أمامهم.
وحرص مؤلف هذه " السيرة " على أن لا يخفي عن الأجيال الجديدة، أي درس من دروس المعرفة التي قادته ليكون فاعلا في ساحة هذه المهنة، بقوة الواقع والقانون، عبر استيعاب أحداث ومشاهد وصراعات انخراطه في "مهنة المتاعب" خلال السنين الماضية.
إن كتابة مذكرات صحافي، احترف مهنة المتاعب منذ نصف قرن، دون تكوين أكاديمي، كانت بلا شك، مهمة شاقة، تطلبت من كاتبنا الكثير من الثبات والصدق، كما تطلبت منه مرونة خاصة في التعامل مع الأحداث والوقائع والأشخاص.
إن الانخراط في مهنة المتاعب، في ستينيات القرن الماضي، حيث لم يكن للمغرب في ذلك الزمن، لا معهد ولا مدرسة لتعليم هذه المهنة، كانت المؤسسات الإعلامية هي المدارس التي تعلم الصحافيين الكتابة والتصحيح والإخراج والطباعة، وهي التي يتخرج من فصولها الكتاب والمحررين والمفكرين والسياسيين، وأحيانا الزعماء والقادة، إما بمنهج صحيح، أو بجهالة، فهي التي تمنحهم شهادة الكفاءة، أو التي تبعدهم عن مسارها.
لذلك كان الانخراط في صفوف هذه المؤسسات في بداية عهد الاستقلال، يعتمد بالأساس على المغامرة، والكفاءة الثقافية والسياسية للطالب الجديد الجديد، وعلى قدرة استيعابه لدستور مهنة الصحافة اغير المكتوب، كما يعتمد على قدرته تحمل الأتعاب المادية والعقلية والنفسية لهذه المهنة.
لقد حاول مؤلف هذه السيرة بالكثير من التأني والتأمل والصدق، أن يكون وفيا للأحداث التي مر منها في طريقه إلى احتراف مهنة المتاعب، وللشخصيات الإعلامية والسياسية والثقافية، التي أخذت بيده وعلمته كيف يحقق طريقه.
إنه كتاب جدير بالقراءة، جدير بالتأمل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر