حراس الحزن الليليون لطالب هماش صوت المرأة نافورة موسيقى
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"حراس الحزن الليليون" لطالب هماش صوت المرأة نافورة موسيقى

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

دمشق - سانا

أهم ما يميز مجموعة الشاعر طالب هماش حراس الحزن الليليون هي حالة الحزن التي شكلت محورا هاما لأغلب قصائد المجموعة لكن في الوقت عينه تمكن الشاعر من خلق أجواء متعددة تتمحور حول الحزن وتؤدي إلى مستوى فني يصنع من هذه الحالة عددا من الجماليات. في قصيدة سهريه موسيقية يميل الشاعر هماش إلى الحالة الاجتماعية الأليفة التي تجمع الأحباب والأصحاب فيغلب على هذا الجمع بعض المواساة والأمل وإن كان ثمة حزن موجودا بينهم.. كل مساء نجلس ملتمين على مسطبة النوم.. ونصغي للريح.. تحف بأوتار عرائشنا الليلية.. مصدرة موسيقانا المليئة بالآهات ولهذا نحن نحب الموسيقى المبحوحة.. في حنجرة القصب المشبع بالبحات. ويعبر هماش في بعض نصوصه عن تشاؤم يودي بالأحلام التي لا يراها قابلة للتحقيق أو قادرة على الاستمرار وفق أمل يمكن أن يصل إلى رغبة ما وبهذه العبارات التشاؤمية التي تفتقد إلى الأمل يغطي الشاعر مواضيعه وأفكاره بمفردات جميلة وتترك مساحة من التأهب والتساؤل عند المتلقي لعله يجد أملا يشع بين المعاني التي جاء بها الشاعر كما في قصيدة الأحلام البعيد المطلقة. صوتان زرقاوان في صمت الصبيحة.. يزقزقان على الغصون.. فيوقظان صبية من حلم جنتها الجميل.. ويسكران صباحها بالزقزقة. ويحاول هماش أن يرتكز على عاطفته في بعض نصوصه الشعرية لتختلف عن نصوصه الأخرى فتكون أكثر حميمية في وصولها إلى المتلقي بعد أن خفف عنها وطأة الرمز واستخدم كلمات بسيطة في نسيجه التعبيري حيث بدت مفرداته أكثر واقعية بما أدته من معنى يقول في قصيدة بحر الغريب. يا بحر أتيتك كالعصفور جريحا ظمآن أضم جناحيا المكسورين على جسدي البردان فلا يدفئني جنحي. ويكبر الحزن فتتسع مساحته ويرى كل شيء حزينا فينعكس الحزن على ذاته فيرى ألمه موزعا على كل شيء حوله إلا أنه يتمكن من صنع حالة جميلة بعد أن تمكن من تشكيل صورة فنية قوامها الحزن وأشياء أخرى يعيش معها الإنسان أو يتآلف ومن هذه الأشياء يصل الشاعر إلى مبتغى فكرته الذي يريد أن يعبر عنه ويجسده من خلال حزنه الكبير كما جاء في قصيدته بحر الليل الكبير نهنه يا ناي كئيبا.. واعزف مجروحا يا عود وترقرق يا نغم الليل.. جريحا في الأوتار فأنا أقف اليوم يتيما.. تحت مصابيح الليل. ويخرج قليلا من موضوع الحزن محاولا أن يدخل في باب اخر ويكتب بأسلوب مختلف عن الأساليب التي استخدمها في القصائد الأخرى إلا أن الحالة النفسية تفرض مناخ الكآبة برغم أنه يحاول أن يتكلم بلسان الشعراء أي يحاول أن يخرج من الخاص إلى العام في قصيدته كلمات الشعراء الليليين التي يقول فيها.. البحر كآبة قديس يشخص في ظلمة ما بعد الليل ويغرق كالرائي في ماء مرارته الظمآن. ويستخدم الشاعر في بعض قصائد مجموعته أسلوب القص الشعري الذي يعتبر من اهم الوسائل التي استخدمها الشعراء عبر التاريخ العربي الطويل فيلتزم بتوازن القصة الموضوعي دون أن ترهقه الموسيقا الشعرية ما يؤدي إلى وجود نص ناجح يمتلك معظم الأسس الشعرية والوسائل التعبيرية التي تقنع المتلقي كما في قصيدته هذا خريفي كله مطر.. أسفا عليهم لقد راحوا.. وما كانوا قلائل أسفا عليهم من صميم القلب.. للموتى الذين تقمصوا شجر الخريف وأصبحوا رهبان هذه الريح.. في طرق الرواحل. ويرسم الشاعر هماش الضيعة والوادي والبيئة التي تتكون من تلك الأشياء الجميلة ليودع فيها أحلامه وذكرياته وكأنه يتحسر على شيء قد فقده محاولا أن يعبر عن حزنه بكبرياء الشاعر وعنفوان ابن الضيعة الذي ينعكس صفاء بيئته على نفسه الرقيقة وعلى عواطفه السمحاء حيث يبدأ قصيدته بحرف الجر "في" كناية على فداحة الذكرى الأليمة التي دعته لسرد موضوعه الشعري وكتابة تعابيره وكلماته المعبرة عن وجود هذه الأشياء الغالية فيها كما قال في قصيدته القوس الأزرق للغيمات.. في تلك البرية.. بين هواء الضيعة والوادي.. حين تذوبنا صفرات العصفور.. فتركع في صومعة الموسيقى.. مصغين إلى الصفرات.. وتكون الغيمة ساهرة في أعلى التلة.. تلك العائمة البيضاء على ماء الأحلام الأخضر. طغى على أسلوب الشاعر التعبيري الرمز في عدد من قصائد الديوان إلا أن بعض القصائد تباينت وتمكنت من الخروج على هذا الأسلوب معتمدة على العاطفة وتداعي الذكريات والسرد القصصي الذي يفيض بالشعور ما يوءدي إلى حضور موهبة شعرية ليست قليلة عند الشاعر.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حراس الحزن الليليون لطالب هماش صوت المرأة نافورة موسيقى حراس الحزن الليليون لطالب هماش صوت المرأة نافورة موسيقى



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 23:49 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

الليمون الحل النهائي للقضاء على "قشرة الشعر"

GMT 20:01 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نادي الشحانية القطري يعلن غياب 3 من لاعبيه الأساسيين

GMT 13:59 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الجديدي لكرة السلة يحتفي بنجمه السابق الصبار

GMT 15:49 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

قصة جديدة لفئة اليافعين بعنوان "لغز في المدينة"

GMT 10:50 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

زوج يطعن نفسه بسلاح أبيض بسبب خلافات زوجية

GMT 05:24 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

شواطئ ماوي السياحية تستقطب محبي رياضة الغوص

GMT 11:05 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

تمتعي بأجواء صيفية لا مثيل لها في موريشيوس
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya