رام الله - وفا
أطلق عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير، الكاتب الإعلامي والسياسي نبيل عمرو، مساء اليوم الأحد، كتابا جديدا عن سيرة إذاعات الثورة الفلسطينية في المنفى 'صوت العاصفة'، عن المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية- مواطن.
وقدم عمرو كتابه في ليلة أدبية نقدية، في حضرة متحف محمود درويش، بحضور عدد كبير من الكتاب والأدباء، وأعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح.
وسرد عمرو بين سطور كتابه الذي يتكون من جزئين، الأول صوت العاصفة، والثاني أيام الحب والحصار قصة إذاعة الثورة الفلسطينية في بيروت أثناء الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، ويقع الكتاب في 165 صفحة، تجربته مع الشخصية والمهنية مع إذاعة 'صوت العاصفة'.
وقال عمرو 'إن إذاعة صوت العاصفة انطلق باسم الحلم، تحت أسقف واعتبارات الدول المضيفة، وكانت معرضة للتدمير، كما حدث مع المحطة البدائية في درعا، عندما اقتلعتها الجرافات السورية، وكانت عرضة للانتقال من مكان لآخر، وللإغلاق في العديد من المرات من قبل الدول المضيفة'.
وأضاف 'حرصت على سرد حكايتي كتلميذ ساهم كثيرون في تعليمه وإرشاده، وكشاهد عي جهد جبار قام به متطوعون من الطلبة، تعلموا القراءة الإذاعية في أيام، ثم تعلموا الكتابة كذلك، وكان قائد الفرقة الإبداعية في ذلك الوقت عميد الإذاعيين الفلسطينيين ومؤسس صوت العاصفة فؤاد ياسين'.
وأشار إلى أن صوت العاصفة كان يعتمد كثيرا على الأغاني الوطنية والأناشيد، لتعبئة الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم، فكان الشاعر محمد حسب القاضي، ومريد البرغوثي، وغيرهم الذين قدموا للثورة الفلسطينية أجمل الأغاني الثورية.
وأوضح أن الإذاعة كانت تطلب من الشعراء تأليف نشيد عن قضية معينة ليدخل الشاعر إلى غرفة ويبدأ بتأليف أجمل الكلمات ثم تلحن وتغنى في الإذاعة، التي كان الجميع يحسب لها ألف حساب.
وقال عمرو إن الفرق كبير بين ما كانت عليه إذاعة صوت العاصة، والإذاعات الفلسطينية الآن، لأن المذيع كان في صوت العاصفة، إنسان صادق موهوب بالفطرة، ما يهمه هو ما سيكتب ليوم غد ويقدمه للمستمعين، مضيفا أن أحد القائمين على إذاعة ليبيا جاء إلى مقر صوت العاصفة في القاهرة، يحمل معه عقود عمل برواتب مغرية، طالبا عددا من الإذاعيين في صوت العاصفة، إلا أن أحد لم يذهب إلا الشيء البسيط من المذيعين الثانويين، وذلك لأننا حينها لم نكن نبحث عن العائد المالي بل العمل الوطني.
وفي ذات السياق، قال مستشار الرئيس لشؤون منظمة التحرير أحمد عبد الرحمن، الذي قدم عمرو في بداية الأمسية، 'عندما قرأت الكتاب اعتقدت للحظة أنني أقرء لنفسي، في كتاب شيق يروي تاريخ الثورة عبر انطلاقة صوت العاصفة'.
وأضاف أن الكتاب أعظم تجربة لصوت العاصفة، فهو قد حفظ التاريخ وسجله، وعند قراءته يشعر القارئ وكأن الرمال تجري إلى الوراء، إلى تجربة فتحت جروحا وآمالا، وعادت بنا 40 عاما أو أكثر.
ووصف عبد الرحمن، الكاتب عمرو بالذاكرة الواسعة، فهو لم يحتج إلى أي كتاب أو وثيقة يقرؤها لكتابة كتابه، بل اعتمد فقط على ذاكرته الواسعة.
وقال عبد الرحمن الذي كان مديرا لإذاعة صوت العاصفة عندما ذهب عمرو ليتدرب فيها أول مرة في درعا ولم يقبل عبد الرحمن ذلك، 'الإذاعة كانت في ذروتها قبل التلفزيون في تلك الفترة، أما اليوم فأصبح ترتيبه الثالث بعد اكتساح الإنترنت كل شيء، ثم التلفزيون، فاليوم يوجد تحد كبير للإذاعة'.
نبيل محمود عمرو ولد بمدينة دورا التي تقع جنوب غربي الخليل في 6 سبتمبر/أيلول 1947، درس الحقوق في جامعة دمشق، والإعلام في مصر. بدأ حياته العملية متفرغا في الثورة الفلسطينية، عمل رئيسا لإذاعة الثورة ورئيسا لاتحاد الإذاعات العربية، وسفيرا في الاتحاد السوفيتي ومصر، ومندوبا دائما لفلسطين في جامعة الدول العربية.
كان أحد المساعدين المباشرين للرئيس ياسر عرفات، وعضوا في اللجنة العليا لتوجيه المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وعضو في المجلس التشريعي الأول، عمل وزيرا للشؤون البرلمانية ووزيرا للإعلام، ومستشارا للرئيس للشؤون الثقافية والإعلامية.
ألف عددا من الكتب هي: ألف يوم في موسكو، ياسر عرفات وجنون الجغرافيا، وأيام الحب والحصار.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر