سقوط الصمت رواية تأسيسية ومشهدية عن ثورة يناير
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"سقوط الصمت" رواية تأسيسية ومشهدية عن ثورة يناير

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

القاهرة - أ.ش.أ

اعتبر نقاد أن رواية عمار علي حسن الأخيرة "سقوط الصمت"، التي صدرت طبعتها الثالثة عن الدار المصرية اللبنانية قبل أيام، تؤسس لإبداعات روائية وقصصية ستتوالى تباعا عن الثورة المصرية، لاسيما أنها سجلت الجوانب الجمالية والنفسية والإنسانية علاوة على الاجتماعية لهذه الثورة. وقال الدكتور شاكر عبد الحميد، أستاذ علم النفس الإبداعي ووزير الثقافة السابق، إن "سقوط الصمت" أشبه ببكائية ومرثية للثورة يحاول مؤلفها أن ينفخ في الرماد الذي تراكم فوقها، ويستطلع طبقات عديدة من المعاني والشخصيات المتنوعة التي شاركت في هذا الفعل التاريخي الكبير. وأوضح عبد الحميد أن بناء الرواية مثل "الدوامة، حيث تبدأ من نقطة صغيرة هي مقتل بطلها الشاب الثوري حسن عبد الرافع، لتتسع الدائرة حتى تكاد أن تغطي مصر كلها، كما أنها أشبه بالمتاهة، نعرف بدايتها لكن نهايتها مفتوحة على احتمالات عدة، لتجسد شبكة عنكبوتية تتعقد وتتشابك وتتفرع وتحيط بكل شيء". وأكد أن كاتب الرواية، الذي يمزج بين الفكر والإبداع والممارسة ويجسد حالة للمثقف العضوي، صنع عملا روائيا مشهديا، يحوي رؤى متعددة، ووجهات نظر مختلفة، مجسدا مقولة أرسطو: "الوجود يتجلى على أنحاء شتى". وأثنى عبد الحميد على مزج الرواية بين الواقعي والمتخيل، والتاريخي والآني، واحتفائها بطبوغرافيا المكان وتبيانها لتحولات الثورة، ورصدها لشعاراتها وهتافتها وأنماط البشر التي شاركت في صناعتها، وكثير من المعلومات والأسرار المطمورة عنها، وكل هذا بلغة شاعرية رهيفة، وبناء اختاره الكاتب ليساعده على استيعاب هذا الحدث الكبير. من جانبه قال الدكتور صالح سليمان إن "سقوط الصمت" واجهت كل المخاطر المحيطة بكتابة عمل إبداعي عن حدث لا تزال فصوله تتواصل، وقدم كاتبها، بحس مرهف وعقل واع، عملا متماسكا يحوي نماذج بشرية عديدة، ويستعصي على تصنيف واحد وقاطع، ويشكل عملا تأسيسيا، يطرحه أمامنا "راوي عليم" هو الكاتب نفسه، الذي كان من ضمن الطليعة الثورية. وأضاف سليمان "الشخصيات في الرواية مترامية الأطراف، ولا يوجد نموذج واحد له علاقة بالثورة إلا وجاءت على ذكره، في وضع يتراوح بين الحلم والواقع، وفي بناء معماري أمتعنا كما أوجعنا". أما الكاتب والشاعر شعبان يوسف فأكد أن "سقوط الصمت" ستقرأها الأجيال القادمة، التي لم تعش وقائع الثورة، لتتعرف على حقيقة ما جرى بتفاصيله، عبر لغة شاعرية وبناء روائي مشهدي، وستكون لبنة قوية في حائط صد من يحاولون أن يزورون التاريخ، أو يهيلون التراب على الثورة. وقال يوسف "يجب أن نقرأ هذه الرواية في سياق الأعمال الإبداعية الأخرى لكاتبها والتي تتنوع عوالمها، وتعبر جميعها عن نجاحه المتواصل إبداعيا، وبناء مشروع أدبي يتوازي مع مشروعه الفكري وكفاحه الوطني". بدروه قال عمار علي حسن إن هناك أكذوبة يروج لها بعض النقاد باستمرار وهي أن الكتابة عن الحدث الثوري يجب أن تأتي متأخرة، مبينا أن هذا التصور ينطوي على تناقض فاضح، إذ إن الثورة في حد ذاتها عملا إبداعيا، كما أن اكتمالها أمام المبدع قد يكون لحظة انطلاقها، والتي تأتي تتويجا لزمن طويل من "التخمر الثوري"، كما أن الكتابة عن جوانبها الجمالية والاجتماعية في حينها يجعلنا لا نفقد طزاجة الحدث وانفعالنا الإنساني معه. وأوضح عمار أن هناك ثلاثة اتجاهات في هذا الشأن: الأول يطالب بانتظار "اكتمال الحدث" والثاني يفضل التعامل معه مباشرة حتى لا يفقد الروائي طزاجة التفاصيل الإنسانية والجمالية التي يراها ويعايشها،وعلى الأديب أن يبحث عن "حيلة فنية" لمعالجة الأمر، والثالث يرى إمكانية تسجيل هذه الأشياء الحميمة ثم إعادة استخدامها فيما بعد.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سقوط الصمت رواية تأسيسية ومشهدية عن ثورة يناير سقوط الصمت رواية تأسيسية ومشهدية عن ثورة يناير



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya