مكاوي سعيد يفضح من ركبوا موجة الثورة في كراسة التحرير
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

مكاوي سعيد يفضح من ركبوا موجة الثورة في "كراسة التحرير"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مكاوي سعيد يفضح من ركبوا موجة الثورة في

القاهرة - أ.ش.أ

في كتابه "كراسة التحرير" (الدار المصرية اللبنانية) يتأمل مكاوي سعيد تفاصيل "ثورة 25 يناير" وتداعياتها من قلب الحدث ومن زوايا خفية تخصه وحده بحكم وجوده الدائم في وسط القاهرة، أو "وسط البلد"، بحسب التسمية الشائعة. حين اندلعت الثورة أدرك صاحب رواية "تغريدة البجعة"، قيمة اللحظة التي يعيشها، فالحلم الذي بدا بعيدا لعقود عدة نزل على الأرض، أمام عينيه، وأحداثه تدور على مقربة منه، فتحولت جولته اليومية إلى جولات، والملاحظات التفقدية إلى مشاركة، وبات الميدان مقصدا أوليا، وممرا حتميا، وهو المنطلق إلى البيت والمقهى، ومشاوير العمل لا العكس، ولأنه يعرف مدينته عن ظهر قلب، لم ير الثورة على ضخامتها حدثا سياسيا مجردا، بل إنسانيا بالمعنى الأشمل للكلمة. رصد مكاوي سعيد تفاصيل الثورة من "صابرين"؛ فتاة الشارع التي دخلت ميدان التحرير مصادفة في البداية، واندمجت مع بنات الثورة اللاتي أحببنها وأحبتهن، وتفانت في خدمتهن، وبعدها ابتلعها الزحام، في دلالة على بقاء الشقاء كما هو بلا تغيير حتى الآن. كتب عن "نمر الثورة"؛ المناضل "كمال خليل" الذي أرهق نظام "حبيب العادلي" وزير الداخلية لسنوات طويلة في عهد مبارك، بشعاراته الثورية، وقيادته المتظاهرين كما كتب عن "بيير السيوفي" الثوري الحالم، صاحب أهم عمارة تطل على ميدان التحرير، و"أحمد لطفي" الذي فتح شقته للثوار. وفي المقابل وقف بذكاء وخفة ظل أمام كل من خانوا الثورة من الانتهازيين، من يزعمون أنهم شعراء الثورة، وأنهم كانوا في الميدان من أول لحظة وهم لم يدخلوه، ومن عادوا الثورة من أول لحظة لصالح نظام مبارك، وحين تنحي تنصلوا منه، وادعوا الثورية المبدأية، وأعلنوا انحيازهم للشعب، ولفقوا لأنفسهم تاريخا مزيفا، لكن مصيبتهم أن كل اكاذيبهم كانت "على الهواء مباشرة" والشعب "مفنجل عيونه" في لحظة لا ينتج فيها الخداع إلا الفضيحة لفاعله. ولم ينس مكاوي سعيد صمود الناس في مواجهة الجوع والبرد وظروف الإقامة القاسية في ميدان لا تتوفر فيه الخدمات الانسانية، لكنه أصبح مجالا مفتوحا للتكافل الاجتماعي الهائل، وأقيمت فيه منظومة إعاشة عشوائية رائعة، فمنهم من أقام عيادات ميدانية لتطبيب الجرحى والمرضى، ومنهم من يحضر كميات كبيرة من الأطعمة والعصائر، وتشكلت تنظيمات دفاعية عن الميدان والثورة ضد النظام وبلطجيته، وحدث أشهر الصدامات التي استقرت في الوعي العام باسم "موقعة الجمل" التي عجلت بنهاية النظام، وما حدث في "المتحف المصري" الذي يضم أهم آثار الدنيا. ولم يغفل شيئا يستحق الذكر في الثورة، خاصة الأبنية في الميدان، وعلى رأسها المجمع ومسجد عمر مكرم والجامعة الأمريكية، وعرض لتاريخ الشوارع المحيطة والمتصلة بالمكان، ولم يكن هذا كله بقصد التأريخ للثورة سياسيا، ولا بغرض تفقد "العمدة" لأملاكه فقط، بل لحفظ وجدانيات الأمة في أجمل وأهم تجلياتها، وليهدهد الشعب المنهوبن ويجعله يري الروابط الخفية بين الأشياء، والتي ربما لا تبدو في الظاهر، لكنها تكون أدق في رصد ورؤية الحقائق بجلاء. وكتب أيضا لطمأنة محبوبته، هذه البلد التي أرهقها الظلم، وأنهكها الفساد، وواتتها الفرصة لتتخلص مما يثقل كاهلها، وتنال حريتها التي طال انتظارها، وإن عطلها أعداء الشعب إلى الآن، لكن الثورة ما زالت تتفاعل، وتداعياتها لن تتوقف في المدى المنظور، والثورات لا تكف يدها عادة إلا بتحقق كل مطالبها. وقد شارك الفنان عمرو الكفراوي برسم غلاف الكتاب، كما رسم الشخصيات الداخلية وقدم حكايات بالريشة موازية لحكايات الكتاب.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكاوي سعيد يفضح من ركبوا موجة الثورة في كراسة التحرير مكاوي سعيد يفضح من ركبوا موجة الثورة في كراسة التحرير



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya