دمشق - سانا
كتاب "سورية الاستهداف والمؤامرة" دراسة فكرية وسياسية في التاريخ والواقع للدكتور حسين جمعة يتصدى في رؤاه لعمليات الاستهداف وصيغ المؤامرة على هذه المنطقة بحجمها وأدواتها متجولا بين تاريخ المصطلح وخبث التلاعب بمفردات الجمال المرخى على ربيعه وكشف الآمر والمتآمر بعد تحليل موضوعي نوعي للجغرافيا السياسية والديموغرافيا الاجتماعية والصور الثقافية بكل مكوناتها.
يبين جمعة في كتابه أن الغرب عامة والولايات المتحدة خاصة ما زالا يستهدفان السيطرة على منطقتنا والهيمنة على العالم ويعملان جاهدين على إنجاز مخططات ذات مستويات عدة سياسيا وعسكريا وتقنيا وثقافيا وغير ذلك من اجل تقسيم المنطقة وفق "شرعة دولية" توافق المصالح الغربية وبعض الأنظمة العربية والكيان الصهيوني.
ويوضح جمعة أن الدوائر الغربية والصهيونية لم تعد تقتنع باتفاقيات التقسيم القديمة ومشاريع الاستعمار التقليدية فابتكرت أساليب جديدة تواكب تطور الذهنية المعرفية المستجدة بمثل ما تستجيب لمشاريعها النفسية العدوانية والاستعلائية المتنامية وهنا ليست سياسة الفوضى الخلاقة أو زرع مفاهيم العولمة بعيدة عنا وكلها في صميم "مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير" ومشاريع الغزو العسكري المباشر من أجل إعادة رسم خارطة المنطقة.
وفي كتابه يقول جمعة إن تاريخ الدوائر الغربية والصهيونية حافل بالمشاريع الإجرامية التي انتهكت كرامة الإنسان وداست قيم التاريخ البشري من أجل مصالحها كما أن الإدارات الأميركية المتعاقبة وجدت ضالتها في الأحداث الجارية في الوطن العربي ورأت أن الفرصة مواتية لتحقيق أهدافها ومصالحها.
ووفق ما أورده جمعة فإن الخلافات الدولية والتوترات والاضطرابات الاجتماعية والسياسية والثقافية في المنطقة ساعدت هذه الإدارة وحلفاءها غربا وشرقا على تنفيذ سياستها التي قامت على استغلال مقدرات الشعوب ومواردها الطبيعية والبشرية والسيطرة على القرار السيادي للدول.
وتبنت تلك الدول الاستعمارية كما جاء في الكتاب اتفاقيات التقسيم والفتنة بشكل منهجي وكامل حيث ابتكرت أشكالا جديدة من الاستهداف والتآمر كما حصل في غير مكان من دول العالم من فلسطين والصومال وأفغانستان إلى العراق ولبنان والسودان فراحوا يمارسون تدمير مكونات الأمم الأخرى وخاصة العربية وتفتيت مشروعها القومي بحجة مكافحة الإرهاب موضحا أنهم يقدمون كل الدعم لمن يصنعون الإرهاب والعنف والقتل بذريعة الدعوة إلى الحرية بينما يكبلون حرية الآخر لصالح ما يرغبون.
ويتضمن الكتاب أن السياسة الدولية التي تنفذها الإدارة الأميركية وحلفاؤها في سورية تستند إلى "لعبة دموية" تخالف كل القوانين التاريخية ولا تمت إلى الأخلاق والمبادئ الإنسانية بصلة فهي من احلت سفك الدم السوري حين "اشعلت بذور الفتنة الطائفية في نفوس الضعفاء".
وتوجه جمعة في كتابه إلى السوريين مبينا أنهم كانوا رسل حضارة ورجال بناء وتطوير ودعاة لحل أي خلاف بواسطة الحوار من أجل مستقبلهم ووطنهم لذلك من المفترض ان تبقى المروءة في وجداننا كسوريين تجاه وطننا الغالي من أجل درء الخطر الذي يهدد كرامتنا ووطننا.
ويدرج جمعة في منهجه الأحداث بشكل منطقي ومنهجي حسب ما أثبته ووثقه بما يتوافق مع الواقع والصحف والدوريات والمراجع التي كانت مرتكزا لبحثه ودراسته مبديا قصده في ان هذا الكتاب هو غاية هامة من أجل العمل على التوافق والأخاء والتسامح والاهتداء بحق الرحمة والعدل الاجتماعي.
يذكر أن الكتاب من منشورات دار الشرق للطباعة النشر يقع في 240 صفحة من القطع الكبير.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر