عبد العزيز الريس أنماط شعرية مختلفة ورومانسية مسيطرة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"عبد العزيز الريس" أنماط شعرية مختلفة ورومانسية مسيطرة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الرياض - العمانية

في مجموعة حملت عنوانا يفيض بالرومانسية يقوم الشاعر السعودي عبد العزيز الريس بالتنقل بين انماط واساليب شعرية مختلفة وفي اجواء رومانسية مسيطرة. نجد الريس في مجموعته هذه التي حملت عنوان "وفي المساء يصمت الغروب" متنقلا دون استقرار نهائي تقريبا على نمط واحد من انماط الكتابة الشعرية. انه يتنقل بين القصيدة التقليدية العمودية ذات الوزن الواحد والقافية الواحدة وهي تشكل غالبية شعره وبين متفرع منها هو تلك التقطيعات التي تركز على عدد من الابيات هي اربعة او ثلاثة ويتبع فيها وزنا واحدا وقافية واحدة لينتقل بعدها الى ابيات اخرى بقافية مختلفة على غرار الموشحات الاندلسية لكن دون "قفلة" نهائية. الا انه في مجالات اخرى ينتقل بين انماط شعرية اكثر حداثة منها قصيدة التفعيلة اي تعدد الاوزان والقوافي ومنها ما يبدو مزيجا من هذه ومن قصيدة النثر التي تتحرر من الوزن والقافية. ولا بد من الاشارة الى انطباع واضح قد يتكون لدى قارىء شعر عبد العزيز الريس وهو ان القصائد الحديثة اي تلك المتعددة الاوزان والقوافي تبدو غالبا متسمة بشعرية موحية اكثر من القصائد التقليدية. ولا بد من الاشارة الى ان القصائد الحديثة نظمت في فترة متأخرة زمنيا عن معظم القصائد التقليدية التي تعود الى فترات سابقة لتلك الحديثة. وردت المجموعة في 85 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان. تستهل المجموعة بإهداء مختصر حافل بالحزن الرومانسي اذ يقول الشاعر "الى حب/ قديم الكآبة/ غض الدموع" وقصائد المجموعة لا تحمل عناوين. في القصيدة الاولى يقول عبد العزيز الريس "تعول في مشهده الاقلام/ تصفعه الايام/ ويغرف العذاب من شقائه/ يعزف من ضوضائه/ لحنا بلا صوت/ وأشواقا بلا هيام/ يسمعه سرابه اللئيم/ يستمطر السحب به/ ويستميل حبه القديم." وينتقل الى القسم التالي من القصيدة متابعا القول "يرقص في الدجى السكون/ وتختفي في خفة النجوم/ اشواق هذا الليل/ هذا انفجار الصمت/ هذي نزوة اللا شيء/ تسكن فيها دولة البؤس/ وارواح المسافر/ ويصمت القلب على رقصتها/ وتخرس المنابر. "تعول في مشهده الاقلام/ تلعنه الايام/ ويغرف العذاب من شقائه/ يسكن في ضوضائه/ وتحت عزف موته ينام." وفي قصيدة اخرى يتخلى عن تعدد القوافي ويكتب شعرا موحيا متعدد الوزن موسيقاه داخلية اكثر منها واضحة مدوية. يقول "ويكوي اللظى نبتة القلب/ حر الدموع/ يذيب العيون/ وفي الساعدين/ يباس الخريف/ووهن الشتاء. "ويبكي الغبار ابتسام الصباح/ وترتعد الشمس/ يسبق ميعاده المغرب." وفي قصيدة اخرى يبدأ بأبيات ذات وزن متعدد ودون قافية لكن الابيات الختامية تعود الى الوزن والقافية متعددين. يقول الشاعر في صور موحية "يستحيل الليل اشواق غروب/ وفم الشاطيء آيات بكاء ومنى/ ولهيب الموت يخطو/ يرسم الايام/ يجتاز تضاريس الوجوه المتعبة/ وأنا -العشق- سبيل تائه/ اكل العمر واحلام الربيع/البس الاحرف همزات الرجوع/ البس الاسطر احبار السفر/ والصدى التائه في الامس يضيع/ والندى الباكي دعاء لا يعود." وفي مجال اخر يبدأ القصيدة على نمط قصيدة النثر لكنه لا يلبث ان يجعلها "مطعمة" بقواف ووزن. يقول "لنكمل الاقداح كلها قبل الشروق/فسيكون حبنا حلما مع المساء/ وسيصير عشقنا رسما على الهواء/ وسننسى كل ما كان من الكلام/ وزخرفات العشق والهيام/ وسيمضي الدرب عنا/وتجافينا المراكب/ وسيمضي الكل في سكّته/ والشوق ذاهب." وفي قصيدة اخرى يكتب شعرا عموديا ذا ابيات ثلاثة ثم ينتقل بعدها الى ثلاثية اخرى بقافية مختلفة. يقول "يا ليل لو كنت تدري/ بمحنة العشاق/ وقصة العمر اضحت/ حكاية الاوراق/ وطعنة من حبيب/ تسيل في الاعماق." وينتقل الى قافية مختلفة فيقول "يا ليل ليتك تعلم/ في النفس ما لست افهم/ بيني وبين فؤادي/ حواجز ليس تهدم/ ان فات في العمر حب/ قد فات ما هو اعظم." وفي احيان تجد ان هناك خللا معينا في الوزن بين بيت وآخر حيث يقول "يا شعاع الامل المشرق/ ما الذي ضاع وماذا بقي/ كالذي في ضحكتيه اختزلت/ انفجارات الهوى المحرق/ ارضه عطشى ليس لديم/ بل لذكرى قطرة في الافق." وفي قصيدة رومانسية تقليدية يكتب الشاعر "عدت تستغربين ماذا اتى بي/ شقوتي دمعتي وطول اغترابي/ فتشي في ملامح الوجه تلقي/ فارسا شاخ بعد طول اغتراب/ ابحري في مدامع العين تلقي/ واديا جف بعد شح السحاب/عدت يا صحبة الشباب وما بي/ من شبابي سوى انين الشباب." لكن ليست كل القصائد التقليدية برومانسية ما مر.. فبعضها منبري يذكرنا بقصائد لشعراء اخرين. يقول "ابا المعارك مهلا اين ترحال/ هذي المعارك لم يهدأ لها بال/ كأنها في شفير الموت قافية/ مصلوبة في سفوح النصر تغتال/ "ابا المعارك لم تهدأ لها دون/ والخيل لم يثنها في الليل ترحال/ هذي السيوف عيون اجهشت كللا/ بالدمع لا بدماء الحرب تنهال/ ما كل من فاز يوم النقع منتصر/ ليل الخيانة دون النصر قتال/ لو تسمع البلبل الملتاع هامدة/ لو يسمع النوح والاهات تمثال/ هذي فلسطين نادت لو رأت رجلا/ هذا هو الخيل لو اجراه خيّال".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبد العزيز الريس أنماط شعرية مختلفة ورومانسية مسيطرة عبد العزيز الريس أنماط شعرية مختلفة ورومانسية مسيطرة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 23:49 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

الليمون الحل النهائي للقضاء على "قشرة الشعر"

GMT 20:01 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نادي الشحانية القطري يعلن غياب 3 من لاعبيه الأساسيين

GMT 13:59 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الجديدي لكرة السلة يحتفي بنجمه السابق الصبار

GMT 15:49 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

قصة جديدة لفئة اليافعين بعنوان "لغز في المدينة"

GMT 10:50 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

زوج يطعن نفسه بسلاح أبيض بسبب خلافات زوجية

GMT 05:24 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

شواطئ ماوي السياحية تستقطب محبي رياضة الغوص

GMT 11:05 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

تمتعي بأجواء صيفية لا مثيل لها في موريشيوس
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya