مكناس - و م ع
تم مساء الخميس بمكناس ، تقديم كتاب " صمت له كلامه" للناقد المسرحي عبدالرحمان بن زيدان وذلك خلال لقاء نظمته الجمعية الإسماعيلية الكبرى.
وينقسم هذا الكتاب المسرحي الصادر في 70 صفحة من القطع المتوسط،، إلى نصين هما "مقامات الجرح " و" "صمت له كلامه"، يتمحوران حول معاناة المرأة في المجتمعات العربية.
وأبرز عبد الرحمان بن زيدان ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن إصداره الجديد عبارة عن "مونودراما" فيها نوع من "الجنون الإبداعي وبعض الشطحات الصوفية التي كتبت حول موضوع له علاقة ببعض المفارقات التي توجد عليها المرأة في المجتمعات العربية"، مشيرا إلى أن هذا ا العمل يدخل ضمن اهتماماته بالكتابة الابداعية المسرحية .
وعن المسرحية الأولى "مقامات الجرح"، أكد المؤلف أنه عمل يحكي قصة دخول بطلة المسرحية في غيبوبة بعد تعرضها لحادثة سير"مخطط لها" وتتناول "الواقع العنيف الذي يريد أن يصادر حرية القول والفعل والاختلاف وبناء المجتمع المديني الذي يعيش على الاختلاف والتساكن وعلى بناء المدينة التي يحلم بها كل مجتمع يريد أن يؤسس نظامه الديمقراطي" .
إنها مسرحية ، يضيف بن زيدان، مملوءة بالدلالات والإيحاءات فهي كتبت بلغة شعرية وفرجة مسرحية تعتمد على الحلقة وعلى الحكي الشعبي والتشخيص الفردي، إنها بنية مونودرامية تقوم بتشخيصها ممثلة واحدة تؤدي دورا مركبا حيث تقوم بتشخيص دور الحكواتي والمرأة الراوية والمرأة التي ترمز إلى التاريخ والتي تبحث عن حل للمدينة التي تعيش فيها.
أما المسرحية الثانية "صمت له كلامه" فهي تتناول، حسب الكاتب، قصة امرأة فقدت بصرها ولكنها تنظر إلى العالم من خلال الحواس المتبقية لديها، فهذه المرأة رغم أنها تعرف العالم وتعرف أقرب الناس إليها فهي تبحث عن زمن بديل يمكن أن تعيش فيه بعيونها ولكن هذا العمى كان متخيلا حيث سيعود للمرأة بصرها الذي يوحي إلى "الربيع العربي" الذي تحلم به كل المجتمعات العربية.
ومن جهته، اعتبر الناقد عبد الإله قيدي، في مداخلة له ، أن هذا النص المسرحي يشكل إضافة نوعية على مستوى المونودراما أو ما يسمى ب"المسرح الفردي" ، مضيفا أنه عمل يزج بالعنصر النسوي ليتقمص الشخصية المحورية لهذه المسرحية.
وتطرق قيدي، وهو أستاذ جامعي بفاس، إلى بعض اللحظات التي يعج بها إيقاع الكتابة في هذا المؤلف انطلاقا مما هو سينوغرافي و درامي، مشيرا إلى أن هذا العمل يظل ناقصا ما لم يتحول إلى عرض مسرحي لكونه يتوفر على كل شروط الركح .
من جانبها ، أبرزت ماريا الغالمي، وهي أستاذة باحثة في التراث الشعبي، أن كتاب " صمت له كلامه" عمل مونودرامي يطرح معاناة المرأة من الإقصاء والحرمان من طرف المجتمع الذكوري الذي كان فيه الرجل دائما يتقمص دور المرأة ويتحدث بصوتها ، مشيرة إلى أنه نص مسرحي يعتمد في تناوله لموضوع المرأة على مجموعة من التيمات منها "المرأة وسؤال الهوية" و"المرأة والاقصاء" و"المرأة والمنع" و"المرأة وكتابة الجرح" .
يشار إلى أن لعبد الرحمان بن زيدان عدة إصدارت منها "من قضايا المسرح المغربي" و "أسئلة المسرح العربي" و "مقامات القدس في المسرح العربي" و "زنوبيا في موكب الفنيق" و " قضية التنظير في المسرح العربي" و " إشكالية المنهج في النقد المسرحي العربي".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر