الرباط - المغرب اليوم
ضمْن إصدارات مجلّة «الكويت» الثقافية الشهرية، صدر كتاب «طغاة من التاريخ» للكاتب والشاعر المصري الراحل محمد يوسف. في هذا الكتاب، يعرض المؤلّف بأسلوب أدبيّ أخّاذ تاريخ الطّغاة ونفسياتهم المركّبة. هذه النفسية التي يمتزج فيها السلطوي بالعاطفي والتاريخي والذاتيّ والأخلاقي عند أبرز الطغاة الذين عرفتهم البشرية. والكتاب كذلك جرْد لسيرة وحياة وأعمال وسلوكات عشرين طاغية وديكتاتورا في العالم، حيْث نجد أنّ المؤلف لا يغفل الحديث عن مُنظر وملهم هؤلاء الطغاة جميعا، وغيرهم، ممن نعاني من ظلمهم وقسوتهم حاليا، ألا وهو ميكافيلي صاحب كتاب «الأمير»، الذي يعتمد، حسب الكاتب، الخديعة ودفن المبادئ في مقبرة التحلل الأخلاقي.
ومن بين هؤلاء الذين تناولهم الكتاب: نيرون حارق روما، الذي قالت أمّه يوما: »فليقتلني ابني بسيفه، المهم أن يتولى الحكم«. وبينيتو موسولينى زعيم إيطاليا، وجوزف ستالين زعيم روسيا البلشفية، وأدولف هتلر مؤسّس ألمانيا النازية، إلى جانب طغاة آخرين شهدت عصور حكمهم حربين عالميتين حصدتا عشرات الملايين من البَشَر.
ويتناول المؤلف بالتحليل سيرة أبي العباس السفاح الذي كان يعتمد على نفث ونفخ كلّ من أبي مسلم الخراساني والأسود الملثم. وأما هولاكو، الذي ينعته الكاتب بالسفاح الأكبر، فيشير إلى انه كان قد أدمن القتل والتخريب. ويبين أنه وضع المستعصم وأبناءَه في كيس مخيط .. رماه رجاله في طريق الخيول التي داست عليهم وتركت جثثهم في العراء.
ويتطرق يوسف الى سيرة كاترين الثانية: أوغستا فردريكا. ويلقبها المؤلف ب «المرأة الأفعى»، لافتا أنها ولدت في مدينة ستتين، في الثاني من شهر مايو عام 1729. واختارت أن يكون اسمها كاترين الثانية، لتمييزها عن كاترين الأولى، زوجة بطرس الأول. ويحكي عن ممارساتها الطغيانية، موضحا في احداها أنها فرضت على زوجها الإمبراطور، أن يكتب جملة تعبر عن تنحيه: « أنا لا أصلح للحكم «. كما كلفت أثنين من رجالها خنق زوجها السجين بقطعة قماش.
والكتاب الذى جاءت فكرته منذ رحيل الشاعر محمد يوسف فى نوفمبر 2003 لمدير تحرير مجلة الكويت الثقافية على غازى العدوانى ونجل الشاعر محمد يوسف الإعلامى أحمد يوسف، مذيع قناة النيل الثقافية عبارة عن حلقات مسلسلة كانت تنشر شهريا فى مجلة الكويت تحت نفس عنوان الكتاب، وقد صمم الغلاف الفنان الفلسطينى المقيم بكندا (عبد الهادى شلا )، وجاء الاختيار عليه لأنه نفس الفنان التشكيلى الذى كان يرسم طغاة الحلقات.
نجل الشاعر الراحل الإعلامى أحمد يوسف يقول: «حلقات طغاة من التاريخ كانت إحدى المناطق الإبداعية بخلاف الشعر التى كانت تشغل وجدان الشاعر محمد يوسف، والذي كان مهموما بمحاربة الكبت والطغيان في أي مكان.. وقد تأثرت أجيال مختلفة بهذه الحلقات لدرجة أن منتديات الإنترنت منذ نهاية التسعينات تجمع فى ثناياها جزءا كبيرا من هذه الحلقات مع تعليقات الناس وانطباعاتهم وهو ما يعنى أن تلك الحلقات قد مست قلوب وعقول أكثر من جيل».
الجدير بالذكر أن الشاعر والكاتب الصحفي الكبير محمد يوسف، ظل فى الكويت منذ رحيله عن مصر فى عام 1976 وحتى وفاته في 18 نوفمبر 2003 بعدما أثرى الحركة الشعرية المصرية والعربية بأكثر من 13 ديوانا شعريا، 7 كتب ما بين الكتابة الساخرة والكتابة السياسية و4 كتب مترجمة، بالإضافة إلى تطوير مناهج المرحلة الثانوية بالكويت تحت إشراف اليونسكو وله مجموعة دروس تدرس إلى الآن في المرحلة الثانوية بطرق التدريس الحديثة من ضمنها درس عن «العالم الدكتور أحمد زويل «ودرس عن «الروبوت».
ويعد كتاب «طغاة من التاريخ» الكتاب الثانى الذى يصدر للشاعر محمد يوسف بعد رحيله بعد كتاب النصوص المفتوجة «كمنجة التوت» الصادر عن مركز الحضارة العربية بالقاهرة لعام 2005.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر