كتاب التعاليم قراءة تطبيقية في أفكار جمال الدين الأفغاني
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

كتاب "التعاليم" قراءة تطبيقية في أفكار جمال الدين الأفغاني

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - كتاب

دمشق - سانا

يعتمد الدكتور نبيل طعمة في كتاب "التعاليم.. خلاصة أفكار جمال الدين الأفغاني" على المنهج التطبيقي الدقيق في معالجة القضايا التي تخص حياة هذا الفيلسوف والمصلح الاجتماعي بعيداً عن الحدث الشخصي غير الموضوعي لفكر مصلح كبير تعرضت حياته للكثير من الافتراءات. ويستعرض الكتاب كيف وقع الأفغاني في محنة الأصدقاء الذين جردوه من هويته ووضعوا له مساراً لم يكن يرتضيه ولم يؤمن به وفي محنة الأعداء الذين حاولوا أن يلحقوا به تهم الزندقة والكفر محاولين أن يسلخوا هذا الرجل عن كل ما قدمه من فكر خدم الإنسانية وساهم في بناء فلسفة أخلاقية تدعو إلى الحلم والفضيلة ومؤسسة على رؤى ودراسات لفلاسفة قدماء. ويرى طعمة أن الأفغاني كان متمرداً على كل الذين يأتون بأفكار غير علمية ولا تهدف لخدمة الإنسان ما جعلهم يكيلون التهم ويبدون الغيظ والحقد لرجل فاقهم ذكاء وتجاوزهم بقدرته على خلق المعاني وابتكار النظريات التي كان قوامها الابتعاد عن الفتن وإثارة النعرات حيث ربط بين السماء والأرض بعلاقة جدلية فلسفية تقول إنه لا يمكن أن ترضى السماء بخراب الأرض. ويذهب الباحث إلى تفسير ظاهرة الفلسفة الجديدة عند الأفغاني التي تقتضي فهم الدين بشكله الصحيح والابتعاد عن البلاغة الببغائية والإيمان بكرامات الناس وحرياتهم ومسؤوليتهم عن الحياة والبناء والنهوض مبتعداً في كتابه عن أي تقييم تناول الأفغاني ما لم يكن هذا التقييم منصفاً. ويبين طعمة أن هذا الفيلسوف المجدد دعا المسلمين جمعياً للعودة إلى القرآن الكريم ونبذ الخصومة المذهبية والرجوع إلى زمن الإسلام الأول قبل انفصال الرتبة العلمية عن رتبة الخلافة عندما حكم العباسيون باسم الخلافة دون أن يحوزوا شرف العلم والفقه الديني والاجتهاد. تنقل الأفغاني كما ورد عند طعمة في بلاد الهند ومصر والحجاز وإيران والعراق واسطنبول ولندن وميونخ وغير ذلك فكشف جوانب الضعف والقوة في هذه البلاد كما عرف مواطن الاستكانة والتحفز بعد قراءته لكل الرؤى الدينية المتمثلة بكل الأديان من خلال كتبها السماوية وإسقاط ما أتى في هذه الكتب على ما رآه في تنقلاته وحياته ونتيجة ذلك وصل إلى رؤاه التي اختلفت مع أصحاب البدع الفكرية والدينية والاجتماعية لأنه ارتكز على الشرائع التطبيقية المتوافقة مع منطق الدين الحقيقي فانتزع أمثلته من تاريخ الشعوب وما دار في حياتهم معتبراً أن كل من يخالف إرادة الشعب ومصالح الإنسانية هو في النتيجة يخدم الغرب وأحقاده وأطماعه. وكشف الكتاب أن الأفغاني أكثر من الحديث عن الأمة بدلاً من أن يتحدث عن تحجيم الدين وبذلك وصل إلى نتيجة تبادل الناس بالرأي بينهم وبين الحاكم لإنهاء نظرية الاستغلال والاضطهاد وبذلك فهم المعاني الحقيقية للقرآن فاعتمد ما جاء فيه وجعل منه كثيراً من منظوماته الأخلاقية والاجتماعية. ويعتقد الأفغاني أن الاستعمار الغربي جاء إلى البلاد الإسلامية ليس من أجل الخيرات والأطماع فقط بل من أجل القضاء على الشخصية الإسلامية التي تعتمد القرآن وتجمع بين المسلمين في رباط واحد وإن أخطر صورة يراها هي تشكيك المسلم بهذه العقيدة أو صرفه عنها. وإن أفضل ما رآه الأفغاني في اتجاهاته الأخلاقية والفلسفية حسب طعمة هو اعتماد التربية على الحياء والأمانة والصدق وضرورتها للسلوك المستقيم في المجتمع إضافة إلى عدم تحديد شرف النفس وإخضاعه للعرف والعادة وإن الضعف الذي عانت منه مجتمعاتنا سببه اعتماد واتباع الرؤى المستحدثة والتي سببت ضعف الأمة. وفي الكتاب كثير من الرؤى المتنوعة التي تبين الأسس الحياتية للإنسان التي تبعد النفس البشرية وعقائدها عن الوقوع تحت سيطرة الأباطيل فتتفسخ وتنهار وتبقى عرضة لكل أسباب الشر وأدواته بسبب غياب المنظومات الأخلاقية الحقيقية وانهيار الرابط المنطقي بين الخالق والمخلوق. ارتكز كتاب الدكتور طعمة الصادر عن مركز الناقد الثقافي في 356 صفحة من القطع المتوسط على الوقائع الأساسية التي اعتمدها الأفغاني وفق الدلالات والإشارات الرابطة بين الفكر والموضوع وبين ما استشهد به من آراء واتجاهات أدت إلى عقائد خالفت العقيدة الإنسانية الحقيقية فكانت سببا في تمرد الأفغاني وفي طرحه الأخلاقي الجديد وفلسفته الإنسانية.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب التعاليم قراءة تطبيقية في أفكار جمال الدين الأفغاني كتاب التعاليم قراءة تطبيقية في أفكار جمال الدين الأفغاني



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 23:49 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

الليمون الحل النهائي للقضاء على "قشرة الشعر"

GMT 20:01 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نادي الشحانية القطري يعلن غياب 3 من لاعبيه الأساسيين

GMT 13:59 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الجديدي لكرة السلة يحتفي بنجمه السابق الصبار

GMT 15:49 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

قصة جديدة لفئة اليافعين بعنوان "لغز في المدينة"

GMT 10:50 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

زوج يطعن نفسه بسلاح أبيض بسبب خلافات زوجية

GMT 05:24 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

شواطئ ماوي السياحية تستقطب محبي رياضة الغوص

GMT 11:05 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

تمتعي بأجواء صيفية لا مثيل لها في موريشيوس
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya