كتاب إبن حزم القرطبي للدكتور محمد رضوان الداية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

كتاب "إبن حزم القرطبي" للدكتور محمد رضوان الداية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - كتاب

دمشق - سانا

يلقي كتاب ابن حزم القرطبي للدكتور محمد رضوان الداية الضوء على أحد أعلام الفكر والعلم والفن في الحضارة العربية الإسلامية عامة وحضارة الأندلس خاصة ورغم إحراق بعض كتب ابن حزم في حياته ظلما وعدوانا وضياع بعضها الآخر لكن بقي من تراثه قدر كبير في أغراض شتى هو كاف للدلالة على شخصيته الإبداعية. وتبين كتبه ملامح فكره وسعة أفقه وتنوع إبداعاته وعلى تركه أثرا كبيرا في الحضارة العربية الإسلامية والفكر العالمي فكان يغرد في سرب الأندلسيين بمشاركته في قضايا أدبية وفنية وثقافية وتاريخية وعلمية يقل جدل خصومه فيها. كما يوضح الباحث الداية أن ابن حزم اشتغل خارج سرب الأندلسيين في آرائه ونظرياته ومواقفه في شوءون كثيرة من الرأي والسياسة والفن والفقه وشؤون متعددة في مناحي الحياة ما لا ينسجم مع فكر الأكثرية ومواقفهم حيث شكل علامة بارزة في تاريخ الفكر الأندلسي ونماذج للرجل الذي يتعايش مع مشكلات الحياة والسياسة والمجتمع ومع تردداتها وتوابعها عليه. وفي الكتاب ينهض ابن حزم بما يعتقد أنه حق في الحياة عامة وفي فنون الآداب والعلوم الإنسانية والرأي خاصة ويحافظ على اجتهاداته واختياراته في الفقه والأصول والأحكام والفرق والملل ويمضي في تدريس منهجه ومؤلفاته وإن اعترض عليه المعترضون إضافة إلى فصاحة لسانه وقوة طرحه على نية مكشوفة يدعو خلاله إلى مناظرة يستعد فيها لمشاركة الموءيدين والمخاصمين على حد سواء. وابن حزم كما يوصف في الدراسات الأجنبية والعربية بحسب رضوان الداية هو رجل موسوعي حيث أن دائرة اهتمامه واسعة والعلوم والفنون التي عالجها في كتاباته كثيرة ومتنوعة إذ كان من الرجال الكبار الذين عرفهم تاريخنا الحضاري من سعة الاطلاع ومن النظرة الثاقبة واللمحة الذكية والآراء الناضجة كما كان قادرا على التأليف والتصنيف. يقول الداية.. تلقى كتب ابن حزم رواجا كبيرا حيث يتلقاها القارئ بشغف وتتوالى طبعاتها ويكثر امتداد الأيدي إليها من العلماء والباحثين ومن الطلبة والدارسين فهو من أهم أئمة المذاهب الإسلامية الرئيسية ومن كبار رجال مذهب الظاهر وتعد كتبه أشهر مؤلفات هذا الفقه بصفته المؤسس الرئيسي له والناطق الأول باسمه . ويضيف.. من أهم جوانب شخصية ابن حزم الفقه والأصول والحديث والتاريخ والأنساب والمنطق والبلاغة والشعر وفلسفة الحب واللغة والنحو ومقارنة الأديان والأخلاق والجدل والسياسة إلى مشاركات في موضوعات أخرى فهو صاحب طوق الحمامة في الألفة والتآلف الكتاب الذي تتكرر طبعته في الأقطار العربية وظهر له نحو عشرين طبعة. ويرى الداية أن حياة ابن حزم تختلف عن حياة الفقهاء الآخرين فتجده في الأدب ناثرا فنيا ممتازا لا يقل عن أي كاتب من كتاب عصره وبلده وربما امتاز بجودة الفكرة مع جودة الديباجة وجمال الصورة البيانية كما امتزجت حياته بالسياسة متأثرا بمعطياتها. أما عن حياته الشخصية فقد انتظم ابن حزم من فترة مبكرة من حياته مع عدد من الفتيان وهم رفقة من الأصفياء في صحبة ومودة ذكر بعضهم في طوق الحمامة يتميزون بالأناقة ويرتدون أفخم الثياب في أحدث الأنماط يفتنهم الجمال وتستهويهم الطبيعة والموسيقا ويفضلون الأدب ويتبعون فيه منهجا ثوريا ومن هؤلاء أبو عامر بن شهيد الأديب والكاتب والشاعر. وكشف الداية أن ابن حزم دخل السجن مرات عديدة وتقلد مناصب وزارية ثم خاب أمله فيها ونفض يده منها وتوجه كليا إلى العلم الذي عرف حلاوته منذ صغره لكنه صار عنايته الأولى والأخيرة وهدفه الأسمى لكن قلمه ظل يتابع انهيار الدولة وضعفها وانهيار الوحدة وظهور الدويلات الهزيلة التي لا يصلح واحد من زعمائها للحكم ولا للإدارة فتعرض منهم للإيذاء والتغريب. وأوضح الباحث أن من الذين قاموا بإيذاء ابن حزم هم جماعات مختلفة من الفقهاء وأهل الحكم وغيرهم ممن صدمهم بقوة مناقشته وحماسته واتساع باعه في علمه وشدته في جدله وممن حسدوه ووشوا به إلى الحكام وهكذا تنقل إما داعيا لفكره وإما هاربا بنفسه من ضغط خصومه ومن غضبة الحاكم عليه. يذكر أن الكتاب من منشورات الهيئة العامة السورية ويحمل رقم 19 ضمن سلسلة أعلام الناشئة ويقع في 103 صفحات من القطع المتوسط .

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كتاب إبن حزم القرطبي للدكتور محمد رضوان الداية كتاب إبن حزم القرطبي للدكتور محمد رضوان الداية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 23:49 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

الليمون الحل النهائي للقضاء على "قشرة الشعر"

GMT 20:01 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

نادي الشحانية القطري يعلن غياب 3 من لاعبيه الأساسيين

GMT 13:59 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الجديدي لكرة السلة يحتفي بنجمه السابق الصبار

GMT 15:49 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

قصة جديدة لفئة اليافعين بعنوان "لغز في المدينة"

GMT 10:50 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

زوج يطعن نفسه بسلاح أبيض بسبب خلافات زوجية

GMT 05:24 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

شواطئ ماوي السياحية تستقطب محبي رياضة الغوص

GMT 11:05 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

تمتعي بأجواء صيفية لا مثيل لها في موريشيوس
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya