الفلاسفة كانت حياتهم مع النساء مختفية وراء حجاب
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الفلاسفة كانت حياتهم مع النساء مختفية وراء حجاب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الفلاسفة كانت حياتهم مع النساء مختفية وراء حجاب

الرباط - وكالات

في كتاب «الفلاسفة والنساء»، للأستاذ عزيز الحدادي، يتتبّع الكاتب نصوص الفلاسفة العرب والمتصوفة والفقهاء والأدبيات الشعبية، والتي أقحمت لا وعي الإنسان العربي، وأصبحت تشكل جزءاً ثميناً من تراثه، تقيم معه في بيته وتخلصه من الكآبة، ولعلّ ما يجعل النصّ الشعبي محبوباً عند القراء، استناده إلى القرآن والحديث النبوي في مدح قدسية ومشروعية الكلام في فن الحياة.أمّا الفلاسفة، فكانت حياتهم مع النساء مختفية وراء حجاب، إذ تجد سقراط يدعو إلى مشاعة النساء بين حرّاس الجمهورية، من أجل تحقيق النظام والاستقرار لجمهوريته.. إنه يحقق فوائد لا نظير لها للدولة بالدفاع عنها في الحرب، وإنجاب أطفال أقوياء وعباقرة، وبواسطة هذه الأفكار يتم إخضاع الدولة للنظام والانسجام والعدالة. وغير بعيد عن المكر السقراطي، نجد قراءة أخرى لحبّ الحياة، يقول المؤلف إنها في كتاب «سرّ الأسرار»، المنحول على أرسطو، الذي هيمن بظلاله على الأدبيات التي تتعلق بفن الحياة والكتابات الطبية الجسمانية والروحانية وحفظ الصحة، لأنه نصّ شامل وجامع لهذه المعارف وغيرها، لغته تمزج بين الإغراء والخرافة. ويشير المؤلف إلى أن فلاسفة الإسلام استسلموا لوصايا المذهب المشائي الذي خلّفه أرسطو.. باستثناء ابن سينا الذي كان متمرداً داخل المشائية الإسلامية، إلى درجة أنه أبدع فلسفته المشرقية، ما أغضب ابن رشد. فانتقده بعنف في كتابه تفسير ما بعد الطبيعة، بل اتهمه بالانحراف عن مذهب المعلم الأوّل، إنّ مزاج الشيخ الرئيس، كان ثورياً عاشقاً للإبداع في الفلسفة وصناعة الطب ومتعة الحياة، لأنه لم يكن يقدس النصّ الأرسطي كما يقدس الرهبان النصّ المقدس، فترك هذه المهمة للفارابي وابن رشد. ويحكي المؤلف عن ابن حزم الذي كان بارداً تجاه المرأة، وكأنه يصف الثلج مكتفياً ببياضه وبرودته. ويرى أن ابن رشد كان عقلانياً محافظاً ينظر إلى النساء كأمر ثانوي.. إنها دعوة الى العدم، لكي يتحد مع المطلق. ويقول المؤلف، إنه اختفى ابن رشد بشكل مفاجئ، وتركنا نتأمل اختزال مسار رجل عظيم في ليلة واحدة ممتلئة بحب الحياة، ثم إلى عنف الميتافيزيقا التي تقود عاشقها نحو الموت . ويلمح إلى أنه يعتقد الشيخ الأكبر في رسالة روح القدس، أن الله بشره بالجنة، غير أنه لم يكن يدري هل تمسّه النار أم لا .. هكذا يتحول تأويل الرؤيا إلى حقيقة قابلة للتصديق، وكان مفتوناً ببريق الجنة ومندهشاً بالجمال، لأنه كان شاعراً متجولاً تقتات روحه من فتنة المرأة والمكان، فالمرأة هي هيبة المكان ومصدر جماله وكشوفاته الروحية، فنساء اشبيلية يتمتعن بالحلاوة والظرافة، والمرأة من الجزيرة العربية تلقّت من الله ثلاث مواهب : الجمال والمعرفة والحكمة، ونساء فاس جمالهن فتنة تغري على ارتكاب المعصية، والشاميات المدهشات مصدر الفناء والخلود. ويبين المؤلف أن ابن عربي كان يقدس النساء، ويعتبر جمالهنّ عبادة وزهداً وورعاً إلى حدود الفناء، لذلك فإن وحدة الوجود لا يمكن أن تتحقق إلا بقوة الجمال التي تتجلى في زهرة الحياة التي يستخرج بها الحقّ، لأن النساء الجميلات: «فتنة يستخرج الحقّ بهن ما خفي عنّا فينا مما هو به عالم، ولا نعلمه من نفوسنا»

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلاسفة كانت حياتهم مع النساء مختفية وراء حجاب الفلاسفة كانت حياتهم مع النساء مختفية وراء حجاب



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 09:34 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

تنظيم الدورة الثالثة لدوري أنزا لركوب الموج

GMT 08:07 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

شبكات التواصل بين السلبي والإيجابي

GMT 14:01 2017 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

5 أسرار طبيعية للحصول على رموش جذابة و كثيفة

GMT 03:34 2015 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

اطلاق أشغال مجمع الفردوس السكني في خريبكة

GMT 23:33 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تأخير قطع الحبل السري مفيد للمولود

GMT 03:55 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

"البحث عن الإلهام على انستغرام" أبرز أفكار تنظيم الخزانة

GMT 17:08 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مباي نيانج يرفض فكرة الرحيل عن فريق "ميلان" الإيطالي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya