رنيم الطائر الجارح مقاطع شعرية للشاعر فايز خضور
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"رنيم الطائر الجارح" مقاطع شعرية للشاعر فايز خضور

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

دمشق - سانا

تحتوي مجموعة رنيم الطائر الجارح للشاعر فايز خضور عددا من المقاطع الشعرية التي تكون قصيدة واحدة تعبر في مضمونها عن عدد من القضايا الاجتماعية والإنسانية التي تناولها الشاعر من خلال استعارته للطائر كي يستخدمه كرمز دال على مجمل قضاياه الموجودة في القصيدة. يعبر الشاعر من خلال هذا الطائر الذي استعاره كرمز عن شموخ الإنسان الذي يتمسك بكرامته وعزته فيكون هذا النوع من البشر عالي الهمة يسمو فوق كل الأشياء ليصل إلى النقاء المطلق يقول.. في جبال السماء .. ينحت الحر خيمته .. تاركا للغيوم غبار جناحيه .. يرقب منظومة النجم .. في هذيان ارتعاشاتها. ويرى خضور أن هذا الرجل الإنسان الذي رمز له بالطائر الجارح أصبح مختلفا في زمن مترد وعبئا على من حوله لأنه يمتلك صفات الشاعر ولانه عندما يتألم لا يبكي لكنه يمضغ القهر فاغترب في سلوكه عن بيئته واختلف معهم في رؤى الحياة يقول.. صار عارا وبيلا .. بتاريخه الحيوي المصدع في كونه أدمن الشعر والخمر.. والنار في محبرات النساء.. عيبه مفرد ...أنه يمضغ الدمع قهرا .. ولا يتلهى بطقس البكاء. وبرغم كل ما يتعرض له بطل قصيدة خضور يشق سبل الحياة محافظا على منظومته يتحدى الشتاء ولا يأبه ببرده أو ضبابه ويقاوم قيظ الصيف ويخترق سرابه لا شيء يثنيه عن إرادته وبهذه المعاني تبدأ القصيدة باتجاه درامي تصاعدي العاطفة ليأخذ النص شكلا قصصيا رغم كل الدلالات التي توءكد وجود الشاعر والشعور والقصيدة في الألفاظ والبنية المكونة لتسلسل المعاني والتعابير يقول .. يحفر الحلم أيقونة في جبين الضباب .. تلك أحواله في جليد الشتاء .. وفي جمرة الصيف ينقش أسماءه في أجيج السراب. ويخرج الشاعر إلى الواقع المرير الذي تميز بطغيانه على القيم الإنسانية وهتك مشاعر الإنسان بما يحتويه من قهر وظلم وخنوع واعتداء الإنسان على الإنسان كاشفا ذروة المؤامرة على ذلك الطائر الذي يمثل الإنسان بكل آماله وآلامه وتطلعاته نحو الخلاص يقول .. إثر التفاخر والتبجح والتلذذ .. يوم تقطيع الجسد .. يتدافعون ليجلدوه ويقتلوه ويصلبوه ويحرقوه ويسحبون بذيله حبل المسد. ويعبر خضور عن هذا الكائن العظيم بأنه قادر أن يتحدى الليل ويبدد الظلام دون ان يخاف من الموت تدله إلى مبتغاه تلك الأشياء النبيلة الموجودة في أعماقه عندما تنعكس في أعماق تطلعاته كضوء يقول .. سريرته ضووءه .... والموت بوصلة الدهر .. تلهو بها راحتاه. ويوضح خضور مدى الهم والمشقة والآلام التي كابدها وهي تعمل على قهره متحملا صعوبة التنقل بين المغارات دون أن يسلم رأسه لإغراء أو يتساقط لأمر ما يقول .. عاش بين الندامة أمير المغارات .. لم يغره الجاه والضوء من لم تستمله الصروح .. على الناس أن يروا المخلوق بشكل يتلاءم مع صفاته حسب ما يرى خضور لان معاييره مختلفة وطقوسه مغايرة لطقوس الآخرين فحياته كومة أوجاع تدل على قامة سامقة تستحق التقدير وتستأهل العذر والتأمل يقول .. لا تلوموه إذا ما قال عنه الخلق شكاك .. صيفه ثلج وأهوال .. وريح صرصر. ويبين الشاعر أن كل المواجع التي انتابته وكل المتغيرات التي عاشها هي أشياء قليلة وصغيرة أمام ما يمتلك هذا الإنسان العظيم الذي وجد في الكون كمخلوق لا يساويه أحد يقول .. بكى وراح .. يهز بالأرجوحة السكرى ثمار الحلم .. لم تمسسه أنفاس الرضا. وتتفرع في قصيدة الشاعر قضايا أخرى من خلال الإنسان الموجود في جملها الذي يعتبر محور الحياة وإن كان كما وصفه الشاعر يمتلك صفات إنسانية كريمة فلا بد من وجود إنسان آخر تختلف أخلاقه ونظمه الحياتية بشكله وسلوكه الرديئين عكس الإنسان الذي جاء بأول القصيدة يقول .. الطلاق بشارعه .. واجتراعاته المذهبية والفلسفية .. ذئب عظيم هو القتل عمدا. ويتصاعد خط القصيدة البياني فيظهر فيها الإنسان بتقلبات حياته وانعطافات سلوكه وتتباين المواضيع والقضايا فتختلف هذه المرة قصيدة خضور وتحمل في رسالتها طبائع الإنسان وما يترتب عنده وعليه خلال تلك الحياة البائسة يقول.. عما قريب تنتهي الأعراس .. فألتمس لكحلة الرشا حماية .. ومطرحا يقي الفتون. يذكر أن الكتاب من منشورات اتحاد الكتاب العرب ويقع في 136 من القطع المتوسط .

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رنيم الطائر الجارح مقاطع شعرية للشاعر فايز خضور رنيم الطائر الجارح مقاطع شعرية للشاعر فايز خضور



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya