دمشق - سانا
يتضمن كتاب "ملامح في الأدب المقاوم فلسطين أنموذجا" للدكتور حسين جمعة شرح مفهوم الأدب المقاوم بوصفه أساسا قويا في تشكيل الوعي بالقضايا الوطنية النضالية التحررية وتدعيما للثقافة الوطنية القومية التي تتنشق حياتها من عبق الحرية والكرامة.
ويختص الكتاب الذي يقع في 235 صفحة من القطع المتوسط بالقضية العربية الكبرى وتحديدا فلسطين التي ستبقى محط أنظار أبناء العروبة وشرفاء العالم حيث يتجه الكتاب إلى كشف الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الغربي بحق الشعب العربي فضلا عن الإبادة الجماعية والتهجير القصري الذي أوقعه الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني فقتل منه ما قتل واقتلع من أرضه من اقتلع.
كما يتطرق الكاتب جمعة إلى جرائم الكيان الصهيوني المدعوم بآلة الفتك الغربية الذي استمر بالاعتداء على الأمة العربية ولم يترك أبناء الضفة الغربية ومن هم في قطاع غزة بمأمن عن الاعتداء مستغلا الضعف العربي وتواطؤ بعض الأنظمة العربية معه.
ويعد رئيس اتحاد الكتاب العرب أن الأدب المقاوم يرتقي في معراج القيم إلى مصاف التعبير عن كل ما هو نبيل وسام لتحقيق كرامة الإنسان وحريته وهو يحمل أسرار الحياة الخيرة في كل زمان ومكان لأنها تنبثق من مفهوم العزة والحرية والاستقلال والسيادة.
ويروي الكتاب حكاية شغف الناس قديما وحديثا بأدب المقاومة ما أدى لظهور تجليات الشعراء بأنماط شتى ومضامين عدة إذ مازال المبدعون يبتكرون انواعا ومضامين جديدة تساير ارتقاء الحياة والحضارة إضافة إلى شغف الناس للالتزام الثابت بقضايا المجتمع والهموم الوطنية والانسانية وأهمها قضية فلسطين التي تعد مرتكز النضال الوطني والقومي.
ويحمل الكتاب في مضمونه ملامح العام والخاص في أدب المقاومة الفلسطينية بأسلوب يتصف مضمونه بالمتعة والدهشة لأنه يعمل على توصيف الثورة والتمرد على أشكال القهر والظلم والاستبداد التي عاشها شعبنا الفلسطيني فانعكست في كثير من الكتابات الأدبية بمختلف أنواعها.
ويتوسع الكتاب في بعض صفحاته ليخوض مجابهة شرسة مع اشكال القهر والظلم في مختلف الاراضي الفلسطينية مبينا بذلك أن أدب المقاومة تجلى حضورا جماليا مقاوما لكل ما يؤذي الإنسان والمجتمعات على الصعيدين الذاتي والموضوعي.
كما يؤكد الكاتب أهمية مجابهة كل من يقهر الإنسان وكرامته مركزا على مجابهة الاحتلال الصهيوني الذي أودع بفلسطين كل أنواع القهر والاستبداد مشيرا إلى أن الأدباء والكتاب والمثقفين يحملون في الدرجة الأولى مسؤولية تصليب الإرادة وبث الوعي بملامح المقاومة وتوثيقها لتحفيز المجتمع على التمسك بقيمه وثوابته الأخلاقية والوطنية والقومية ليغدو كل نص يبدعونه جزءا أصيلا في الحفاظ على الكرامة والسيادة.
ويعد جمعة أن الدم المسفوح من الأحرار والشرفاء مثار إبداع للحرية والكرامة ورسالة للادباء والكتاب لأنها تعنيهم قبل غيرهم فهم يمثلون ضمير الوطن والأمة وعقلها وإدارتها وصورتها الروحية الرفيعة ويؤصلون قيم الانتماء والأخلاق في مجتمعاتهم.
ويوضح الكتاب أن علاقة الأدباء والكتاب بالازمات والنكبات التي تواجه وجودهم وهويتهم وثقافتهم ليست علاقة طارئة أو جديدة وإنما هي علاقة متجذرة في التاريخ والحياة وهي رسالة جمالية وخلقية ضد كل أشكال القبح والشر وبخاصة إذا كانت في مواجهة المحتل الغاصب والطامع في خيرات هذه الأمة قديما وحديثا.
ووزع جمعة كتابه على فصلين اثنين عنوان الأول مواجهة الأدباء للأزمات والنكبات ملما بمواقف الأدباء وأحداث النكسة والنكبة في فلسطين وما كتب عنهما من خلال امتداد آثارهما والأزمات التي أعقبت هذين الحدثين ما استدعى من المبدعين التأهب الدائم لمقاومة كل النكبات والنكسات والجرائم التي ارتكبها الاستعمار الاستيطاني.
أما الفصل الثاني فاشتمل على تجليات الأدب المقاوم إذ حاول جمعة العزوف عن كثير من تصنيفات الدارسين وذهب إلى عرض مفهوم الهوية العربية والانتماء إلى الأرض في حضور اسطوري يتغذى من المحبة والمشاعر الفياضة في الحنين اليها والتوق إلى الرجوع إلى ترابها.
كما استحضر جمعة عددا غير قليل من الأشعار المستحدثة في الدوريات وغيرها منطلقا من مفهوم تغليب الشعر على غيره من الأجناس الأدبية الأخرى على اعتبار ما وصل إلينا من داخل الأرض المحتلة ولم تستطع الأسوار أن تحجبه وهو يجسد قضايا الأمة الكبرى بمختلف الأجناس الشعرية والأدبية ويعد أمرا مهما في تاريخنا النضالي والثقافي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر