رباب من بياض على مشارط النقد في برشيد
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"رباب من بياض" على مشارط النقد في برشيد

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الرباط - وكالات

نظم نادي حروف ولحظات، مؤخرا ، بدعم من وزارة الشباب والرياضة وبشراكة مع المجلس البلدي برشيد، لقاء حول المجموعة القصصية «رباب من بياض» للقاص أحمد لطف الله، بدار الشباب وفيق ببرشيد، بمشاركة أنيس الرافعي، عمر العسري، عبد الخالق العمراوي، بنيونس عميروش، وسير اللقاء جبران الكرناوي. واستهل أنيس الرافعي مداخلته عن هذه المجموعة القصصية، انطلاقا مما كتب على ظهر غلافها «الكثير من البياض بالورق، ولا بد لنزيف الذاكرة أن يغمره. الكتابة فقر، فالصفحة البيضاء العذراء تقول كل شيء، وحينما تسود تقول ما سودها فقط»، حيث اعتبرها عتبة أساس لفهم العوالم التخييلية لهذه المجموعة، واستقراء لفلسفة صاحبها في الكتابة، باعتبار أن السرد له فاعلية القبض على اللحظات الهاربة من النسيان، أو بالأحرى سيغدو النسيان نفسه خالقا لهذه اللحظات المتفتتة ومسودا لانفلاتها المستمر، مضيفا أن الحكي في قصص لطف الله يجري كما لو أنه يحدث أمام أعيننا من وراء نافذة مخادعة، لأن لغة المجموعة بينية يحف بها اللايقين والاحتمال، تجعل الخيال هو ما حدث وما لم يحدث، وتجعل من الواقع هو ما حدث على وجه التقريب، لدرجة أن كل شيء واقعي في حد ذاته ما هو إلا نتيجة لعملية صنع الخيال، وكل شيء خيالي ما هو إلا نتيجة لعملية صنع الواقع. أما عمر العسري، فقد تناول هذه المجموعة القصصية انطلاقا من هموم ذات الكاتب في علاقتها بالبيئة والمحيط وبمؤرقات الكتابة وإكراهاتها، لكونه يعيش في واقع متناقض منحه الإحساس بالغربة والحنين إلى إحياء روح الإنسان في نصوصه، مع بعث قيم المحبة في زمن الالتباس في كل شيء، كما وضع عمر العسري لغة المجموعة القصصية للطف الله في مرتبة خاصة، لأن معمارية النصوص لا تنظم الفضاء والزمن كما يقول، بل تنظم المعنى في علاقته بطبيعة السرد المتشكل من الوجود وموقعه من القيم كذلك، لتقوم اللغة باستخراج الحدث واستكمال فنية القصة، مستشهدا في ذلك بعدد من النصوص القصصية للكاتب، مشيرا إلى أنها لا تلتزم بموضوع واحد، وإنما بأسلوب وحيد، وببنية لفظية دالة ومؤشرة على عمق الموضوع. بينما اعتمدت مداخلة عبد الخالق عمراوي، تحليلا بلاغيا للجسد في تجربة لطف الله القصصية، كما أشار عمراوي إلى أن هذه القصة لا تخرج عن سابقاتها في تمجيد الجمال والاحتفاء بقيمته، خاصة بالنسبة للون الأبيض، الذي يعتبر أحد أركانه الأساسية، ويحضر بتجلياته وتشبيهاته في أكثر من قصة. حيث واصل حديثه وامتداحه للبياض استنادا لقصة «محنة البياض»، التي اعتبرها فلسفة مغايرة برؤية جديدة، جعلت من البياض قوة فاعلة في تحريك الأحداث، وهندسة السرد، اعتمادا على تقنية التناوب والبناء الموازي: بياض المرأة الذي يقابل لون بياض الورقة. أما بنيونس عميروش، فقد كانت رؤيته للمجموعة القصصية في مداخلته، رؤية أيقونية، باعتبارها لوحة وصورة ذهنية، من خلال لون بشرة المرأة بإرهاصات تصويرية مصحوبة بسؤال محوري حول اللون في قصص لطف الله، ويمكن أن يحرك كذلك اشتغال المصور le peintre، إلا أن لغة الكاتب على حد قوله، تشحن هذه الإرهاصات بطاقة تأملية عميقة، وتمنحها المعاني والدلالات التواصلية التي يتلمسها القارئ بقدر من المتعة والوضوح، حيث إن اللغة نسجت مقابل اللون، مقاربة بين عنصري الخط والشكل Ligne/Forme، من خلال فن البورتريه البارز في نص للطف الله بعنوان «بالأبيض والأسود»، حيث يلبس السرد لغة محاكية للغرافيك، كأن الأمر يتعلق حسب رأيه، بتشكيل الوجه عن طريق الرسم Dessin، الذي يعتمد الخط بالأساس في هندسة وتركيب ملامح تقاسيم الوجه، مشيرا إلى أن ميل الكاتب وعشقه للفنون البصرية عموما، ناتج عن اهتمامه بعلاقة الفن والأدب بعد إنجاز موضوع أطروحته لنيل الدكتوراه حول «تجليات الفنون التشكيلية  في الرواية العربية – نموذج التصويرLa peinture». 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رباب من بياض على مشارط النقد في برشيد رباب من بياض على مشارط النقد في برشيد



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya