محمد غبريس يغرف الشعر من جرار الضوء
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

محمد غبريس يغرف الشعر من "جرار الضوء"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - محمد غبريس يغرف الشعر من

القاهرة - وكالات

ندرج المجموعة الجديدة للإعلامي والشاعر اللبناني محمد غبريس "جرار الضوء" الصادرة حديثًا من أكاديمية الشعر في أبوظبي، بين الشعرية الحالمة والرومانسية المتمردة، فعبر 21 قصيدة، تنوعت موضوعاتها من خلال عناوين القصائد، وهي عبارة عن كلمة واحدة توجز المعاني الكبيرة مثل: ميلاد، كفاك، صحوة، مسودة، قبلة، اشتهاء، قفص، اعتراف، أمي، تسبيح، ربيع، نجمة، حلم، صهوة، رصاص، شهداء، بيروت، نور، احتمال، أبي، ونسيان.  كلها كلمات تخرج من "جرار الضوء" بروح شعرية وثابة ويقظة. ثمة أختفاء من الضوء أو ما يتبقى من ضوء في الجرار، وهي تصبو إلى عتبات الغربة والوطن والجرح والحب. "وجدتك في دمي، مليون ذكرى". ثمة امتزاج بين الكلام المعتاد والنبض الشعري عبر ما يمكن أن نطلق عليه الحكاية في سرد الشعر. قارة الألم في قصيدة "صهوة" يذهب الشاعر نحو الجنوب ليصور المعاناة والآلام، "تتأبط شمس الجنوب/ وتحمل غصن الولادة/ قافية/ وعلى شفتيها نشيد الحمائم/ يهدل: ملء الزمن/ كلنا للوطن "فاطمة". يتجسد الجنوب مكاناً للجرح، في فلسطين ولبنان وأي جزء يقع في المعنى الرمزي إلى الجنوب. وتتكرر فكرة الوطن المستباح في قصائد عديدة، وهي تجربة يعيشها الشاعر بامتلاء، فهو ابن الجنوب، وشاهد عيان على مآسيه، كما هو الحال في قصيدة "رصاص"، هذه المفردة التي اعتاد عليها، ليس هو فقط بل الأطفال ذاتهم الذين يعيشون على قرقعة أزيز الرصاص. أشلاء وطن ويتحرر الشاعر من الخوف في قصيدة "شهداء" ويتساءل: إلى متى/ سنظل أسرى الخوف/". وهو يجمع في نظرة قومية إلى أشلاء الوطن العربي سواء كان في المغرب أو اليمن أو العراق أو مدينة كالقدس. وتعود موضوعة الحرب لتشّكل العمود الفقري لهذه المجموعة كما في قصيدة "بيروت".. "هنا الشهداء يقتطفون/ فجراً/ كلانا فرقتنا الحرب/ ظلماً/ وعاث بنا الهوى الغربي/ عمراً/ وتهنا بعد ذلك". ثمة تشبث بالأرض وتحدي الموت. وبما أن الشاعر أهدى مجموعته إلى أبيه، "إلى أبي الذي لا يكفّ عن العطاء والصمود"، فـتأتي قصيدة "أبي" لكي تخاطب هذا الكائن الذي يضعف أمامه الأبناء" وحيداً هناك/ يلم/ بداياته وحكاياته/ لا يكف/ عن الصمت والذكريات/ الحزينة/ ويحمل أنشودة الحزن/ في رئتيه/ وأغنية من بقايا المدينة". وهو كمن يرث الحلم من أبيه، يقول في القصيدة ذاتها "كان أبي يحرث البحر/ في مقلتيه/ يشق طريقاً إلى الحلم". حلم الشاعر ويبقى الحلم يداعب ذهن الشاعر، وهو يقول في قصيدة "حلم" سأسكب في جرار الضوء/ ذاكرتي/ وأعبر في دفاتر دمعتي/ مسراه/ أممنوع عليّ/ الحب والحلم الملون؟". قصيدته مزيج من الحنين والشجن والذكريات والزمان والمكان، يتحرك فيها الشاعر، ملتقطاً أنفاسه عبر الرحلة الشاقة نحو الحلم. ويختتم مجموعته "جرار الضوء" بقصيدة "نسيان" وهو يستعيد فيها ذكرى "الدم العابر للكون". معجم شعري وتتميز المجموعة عموما برقي في تناول المفردة الشعرية، حيث نهل قاموسة من مجموعة من الروافد وأخذ الكلمات معاني عدة، حملها المعنى الذي يريد، في لغة مسبوكة وخيال جنح الى الحلم، واستمد من المعاش واليوم ومن الوطن والغربة تفاصيل كثيرة. ولايخفى على القارئ ما يحمله عنوان "جرار الضوء" من ألق وقوة منحت المتن والمدخل بداية شعرية تستوجب الوقوف عندها. سيرة سبق صدور مجموعته الشعرية الحالية، مجموعة (نبض الأقحوان) دار الحوار ـ سوريا (2010)، كما لديه كتاب تحت عنوان "قريباً منهم: كيف ينظر المبدع الإماراتي إلى المشهد الثقافي" الصادر عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة. وقد شارك الشاعر محمد غبريس في برنامج (أمير الشعراء)، وهو عضو هيئة تحرير مجلة "دبي الثقافية" التي تصدر عن دار الصدى في دبي.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد غبريس يغرف الشعر من جرار الضوء محمد غبريس يغرف الشعر من جرار الضوء



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya