يَسمعونَ حَسِيسَها رواية للعتوم في طَبعتها الثالثة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"يَسمعونَ حَسِيسَها" رواية للعتوم في طَبعتها الثالثة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

عمان ـ وكالات

أيّ روحٍ تلك الّتي تتحمّل كلّ هذا المستوى من العذاب؟! ما الّذي يجعل الجسد البشري قادِرًا على أن يبتلع جمر المحنة في أوج التهابه واضطرامها؟! كيف يُمكن لإنسانٍ أن يُقاوم الرّعب والهذيان والجنون والموت والمرض والانفصام والكآبة في مُحيطٍ يطفح بها كافّة دون انقطاع؟! ماذا يكمن خلف تلك الإرادة الجبّارة حتّى يكون صاحبُها مُصمِّمًا أن يقطع سبعة عشر عامًا من العيش في جهنّم على الأرض، ويخرج حيًّا من هناك؟ تلك هي رواية الشّاعر والرّوائيّ الأردنيّ (أيمن العتوم). تصدر الطّبعة الثّالثة من رواية: (يسمعون حسيسها)، بعد نفاد الأولى والثّانية في ثلاثة أشهر، وفي أقلّ من نصف سنة تُصدِر المؤسّسة العربيّة للدّراسات والنّشر الرّواية في طَبعتها الثالثة، مِمّا يجعلها في قمّة الصّدارة من المبيعات في الأردنّ وخارجه، إذْ سجّل الموقع الرّسمي لمعرض الرّياض على التويتر المراتب الستّ الأولى للرّوايات الأكثر مبيعًا في المعرض في دور النشر العربيّة، فجاءت (يسمعون حسيسها) في المرتبة الأولى، وجاءت (يا صاحبَي السجن) في المرتبة الثانية، وكلا الرّوايتان (للعتوم). تروي (يسمعون حسيسها) قصّة الطّبيب (إياد أسعد) الّذي اعتُقِل من المستشفى في دمشق حيثُ كان يعمل، واقتيد في البداية إلى فرع الخطيب ليمكث فيه سنتين يواجه فيهما من الأهوال ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر. ثمّ يُرَحّل هو ومجموعة كبيرة من المساجين إلى سجن تدمر الصّحراوي، وهناك يبدأ رحلة الغياب الّتي لا يُمكن لأيّ لغة أو بيانٍ أو كلماتٍ أن تصف مستوياتها من العذاب والقهر والإهانة والحَيونة. مُشاهدات الطّبيب (إياد أسعد) في هذه الرّواية تتحدّث عمّا عايشه في المهجع رقم (27) الّذي مكث فيه أكثر من اثني عشر عامًا، والمهجع (34) الّذي قضى فيه ما تبقّى له من السّبعة عشر عامًا وهي كامل فترة سجنه. واجه هو ومجموعة المساجين الآخرين الموت في كلّ لحظة، وعاينوا الهلاك في كلّ ثانية، وارتفع أمام ناظريه (699) شهيدًا على أعواد المشانق، وكان أخوه الأصغر المهندس (أحمد) أحد هؤلاء الّذين أُعدِموا أمام عينيه.  وثّق البطل في هذه الرّواية كلّ ما يخصّ السّجن من طرائق التّعذيب المُمَنْهجة، والقتل، والسّحل، وتشويه الوجوه والأجساد، ووثّق في المقابل الإرادة القويّة الّتي تمتّع بها السّجناء والّتي استطاعوا بها أن يواجهوا العيش في جهنّم لعَقدين من الزّمان والخروج منها أحياء.. وحديثه عن الأمراض الّتي فتكتْ بآلاف السّجناء، وكادت عدواها تنتقل إلى السّجانين أنفسهم... ورصد البطل مجتمع السّجن الّذي تنشب فيه بعض الخلافات أحيانًا بسبب اختلاف الرّأي أو الفكر أو المنهج...!! الرّواية تنضح بالألم المُرعب، لكنّها في المقابل ترشح بالأمل المُطمئن، وبالأمل واجه السّجناء الّذين خرجوا أحياء كلّ آلامهم، وبالإيمان العميق، والارتباط بمن يُحبّون خارج السّجن حاولوا الحياة؛ فبعضهم نجح وبعضهم سقط في حفرة الاكتئاب أو الجنون أو التنبّؤ!! بعد روايته الأولى: (يا صاحبي السّجن) تأتي رواية (يسمعون حسيسها) الثّانية في أدب السّجون للعتوم، وهي في طبعتها الثّالثة هذه تضمّ بين دفّتيها (368) صفحةً توزّعت على (60) فصلاً. وتصدُر في طبعةٍ أنيقةٍ تصدّر غلافَها الأماميّ لوحةٌ للفنّان الرّوسيّ (فيودور برونيكوف) رسمها عام 1872، وعلى غلافها الخلفيّ ظهرتْ الأعمال الأخرى للشّاعر والرّوائيّ (العتوم).

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يَسمعونَ حَسِيسَها رواية للعتوم في طَبعتها الثالثة يَسمعونَ حَسِيسَها رواية للعتوم في طَبعتها الثالثة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 09:34 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

تنظيم الدورة الثالثة لدوري أنزا لركوب الموج

GMT 08:07 2017 الأربعاء ,16 آب / أغسطس

شبكات التواصل بين السلبي والإيجابي

GMT 14:01 2017 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

5 أسرار طبيعية للحصول على رموش جذابة و كثيفة

GMT 03:34 2015 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

اطلاق أشغال مجمع الفردوس السكني في خريبكة

GMT 23:33 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تأخير قطع الحبل السري مفيد للمولود

GMT 03:55 2016 الأربعاء ,28 كانون الأول / ديسمبر

"البحث عن الإلهام على انستغرام" أبرز أفكار تنظيم الخزانة

GMT 17:08 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مباي نيانج يرفض فكرة الرحيل عن فريق "ميلان" الإيطالي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya