الرباط ـ وكالات
ضمن منشورات ‘بيت الشعر في المغرب’ صدر للناقد المغربي بنعيسى بوحمالة كتاب موسوم بـ ‘مضايق شعرية’ (ترجمات، مقتربات، بورتريهات) في طبعة أولى السنة الجارية. يقع الكتاب في 302 صفحة، وهو إبحار في عوالم شعرية وحساسيات وتمثلات تشاكس أسئلة الكينونة والعالم والمصير.
وتضع موضع بناء وتخييل كل ما بحوزته إسعاف الإنسان على نيل تجوهره الحقّ. وفي تقديمه للكتاب يشير الناقد بنعيسى بوحمالة الى مدار قراءات ومتابعات الكتاب نابعة من استدعاء ولاء روحي ورؤيوي لأسماء و نصوص و تجارب بعينها. لذلك يمثل الكتاب احتفاء رمزي بأسماء ونصوص وتجارب مقروء بعض منها كان الناقد قد حررها بدواعي المساهمة في ندوات و ملتقيات ثقافية، لتتحول في ‘مضايق شعرية’ الى نقط استجلاب القارئ واستضافته.
وهكذا نقرأ في الكتاب عن كتاب جزر الأنتيل و نصّ سان جون بّيرس، جووي بوسكي الشاعر الفرنسي الذي عاد من جحيم الحرب العالمية الأولى موشوما بجرح عميق، متعقّب الفوري إيف بونفوا أحد القامات السامقة في المشهد الشعري الفرنسي المعاصر، وصاحب مقولة ‘الشهر والعقل ليس عدوين’ جان شاروبنسكي، دومينيك دوفيلبّان والذي زاوج بين الجنون الشعري والوقار السياسي، الشاعر الفرنسي سيرج بّي صاحب رائعة ‘تشيرنوبيل’ والذي تمثل عالم حيث شعرنة قلق سياسي، ويعلمنا راينر ماريا ريلكه مراسيم الإقامات العالية، ونكتشف جزءا من أسرار علاقة سيلان / هايدغر أي بين الشاعر والفيلسوف، وينتقل الكتاب الى طرق معالم الشاعر الألماني اليساري بّيتر بول زاهل الفائق الحماس لنعمة اسمها الحرية، ونقرأ قصائد للشاعرة الإيطالية دوناتيلاّ بيزوتي، وأيضا لمارك بّورسو، ونتعرف على خربشة مجاز الرّمق المأساوي لسيرغي يسنين، تم يكشف لنا الناقد الخبير بنعيسى بوحمالة تجربة شعري عميقة من بلجيكا الشاعر جيرمان دروغنبرودت ونقرأ منتخبات لشاعرة تكتب بحاسة الفلسفة الكرواتية لانا ديركاك، ومنها الى الشاعر السلوفاني جوراج كونياك، ثم الصيني بيي ضاو المتوج بجائزة الأركانة 2002، والذي خط رؤيا رام الله، وينتهي الكتاب عند ‘الزّنجية: ممهّداتها النظرية والثقافية’ ومن خلالها يؤطر تجربة رائدة وأحد رموزها الذين رحلوا الشاعر الكبير إيمي سيزير، والذي سخر الكتابة لتصفيّة حساب رمزي مع الغرب.
هي رحلة نقدية في جغرافيات شعرية وأرخبيلات عميقة، عودنا عليها الناقد بنعيسى بوحمالة، ليتحول عشقه وإبحاره الى دعوة لاستضافة ‘مجانية’ للإقامة في في استعارات الشعر اللانهائية .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر