أفكار وملاحظات سينمائية في السينما  العشق والتأويل
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أفكار وملاحظات سينمائية في "السينما العشق والتأويل"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أفكار وملاحظات سينمائية في

القاهرة ـ وكالات

في كتاب "السينما .. العشق والتأويل" يقدم الكاتب الصحفي محمود عبدالرحيم مجموعة من المقالات الصحفية التي تمزج بين الذاتي والموضوعي، مقسمة إلى قسمين أولهما حول السينما القصيرة الروائي منها والتسجيلي، والثاني عن الأفلام الروائية الطويلة، تقدم هذه المقالات الفيلم المصري ثم العربي فالعالمي. في البداية يقول المؤلف: السينما والكتابة عنها والقراءة النقدية لفنها ومنجزها لها حكاية قديمة معي، تحوي مواقف وشخصيات وأمكنة كان لها أثر في خوض هذه التجربة، ربما البداية يعود إلى سني طفولتي حيث كنت أمضي أوقاتًا طويلة أمام الشاشة الصغيرة، وكنت أتمنى أن أدخل هذا العالم لأكتشفه بنفسي واكتشاف الفارق بين إحساس المشاهدة عبر هذا الصندوق الصغير المتلفز، والشاشة الضخمة في قاعة مظلمة، وكم كان الإحساس مدهشًا، حين دخلت قاعة عرض سينمائية "سينما الشرق"، وعرفت أن هذا العرض يفوق عشرات المرات العروض المنزلية، حيث الانفصال عن العالم الخارجي.وفي الجزء الأول المخصص للسينما القصيرة والتسجيلية، يقول المؤلف: هي "سينما الأفكار.. هكذا يطيب لي أن أصف الأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية، التي أنحاز إليها كثيرًا، ولصناعتها خاصة.وتحت عنوان "ثقافة الثرثرة البصرية ونقد الفكر" يقول المؤلف: بعد مشاهدة قرابة عشرين فيلمًا مشاركًا في المهرجان السابع للسينما الروائية القصيرة بساقية الصاوي، ويبدو الأمر كما كان لو كان الهدف إقامة مهرجان والسلام ليتم عرض قرابة عشرين فيلمًا متتاليًا، دون استراحة ودون مساحة للحوار والنقاش أمر يدل على العشوائية في التنظيم وعدم الجدية في دعم السينما الروائية القصيرة. وخرجت من هذا المهرجان بملاحظات عامة خرجت بها من المشاهدة مساحة الثرثرة البصرية والحوارية في كثير من الأفلام وغياب فكرة الاقتصاد أو التكثيف للمشاهد، إلى جانب وفرة اللقطات المجانية، ولا تضيف إليه بأية حال من الأحوال بالإضافة إلى الاستهلاك في المعالجات، واللجوء إلى المناطق الشائعة والقيمات المتداولة، فغالبية الأفلام التي شاهدتها – مثلًا – بها مشاهد مكررة لشباب يشربون الكحول ويدخنون في بار أو في شقة مغلقة بصحبة فتيات رخيصات. أما عن تجربة غير ناضجة أخذت أكبر من حجمها يشير المؤلف: إلى فيلم أصوات للمخرجة دينا حمزة واحد من أحدث الأفلام التسجيلية المصرية، الذي جرى تسليط الضوء عليها مؤخرًا بشكل مبالغ فيه. أما الملاحظة الأولى، والأبرز التي لا تخفى على أي مشاهد لهذا الفيلم، هو ارتباك البناء الفني، ووضوح غياب تصور لصورته النهائية، فالمخرجة لم تحسم على ما يبدو خياراتها.. هل ستحكي عن الشاعرين: صلاح جاهين وفؤاد حداد وتستعرض حياتهما من خلال ابنة جاهين سامية، وابن حداد أمين، مع استغلال أرشيف فوتوغرافية وتسجيلات صوتية تركاها الشاعران الراحلان أم أنها تبغي أن تتحدث عن ابني الشاعرين، وكيف أنها بشكل أو بآخر، ما زالا يحافظان على إرثهما الفني، أم أنها تريد أن تتوقف عن العلاقة الخاصة، التي تجمع عائلتي جاهين وحداد. ويضيف المؤلف: إن عنوان الفيلم ذاته غير معبر عن مضمونه، و"أصوات" تعني التنوع والتعدد والرؤية من أكثر من زاوية، في حين أن ثمة صوتًا واحدًا، وإن جاء على لسان أكثر من شخصية، أو صوتًا معارضًا أو مخالفًا لتجربتي جاهين وحداد، أو صوتًا – مثلًا – متحفظًا على جانب من جوانب شخصيتهما كعلافتها مثلًا، بالسلطة خاصة صلاح جاهين، فقد صوت واحد يتحدث بانبهار بحكم العلاقة الأسرية ربما انبهار المخرجة ذاتها بحفلات أبناء جاهين وحداد. • أفلام روائية طويلة وفي الجزء الثاني من الكتاب المخصص للأفلام الروائية الطويلة، يشير المؤلف إلى فيلم "إحكي يا شهر زاد" الفيلم الذي أثار ضجة ولا يزال، للدرجة إلى تدفعك بقوة للسعي وراء مشاهدته خاصة إذا ما عرفت أن أسماء ذات بريق تتصدره، ولأول مرة تكتفي مع السينارست وحيد حامد ومخرج رائعته "باب الشمس" يسري نصر الله، فضلًا عن العنوان الجذاب الذي يحيلك إلى أروع القصص في تراثنا الثقافي. وإذا توقفنا عند العنوان ذاته فرغم جاذبيته إلا أنه لا يعبر عن مضمون الفيلم بأية صورة من الصور، فشهر زاد كانت هي التي تقوم بفعل الحكي من أجل تشويق الملك شهريار وجعله يؤجل قتلها ليلة وراء أخرى، بينما المذيعة هنا "الأنثى" تستمع إلى أخريات أنثى أيضاً، في غياب رجل يحكون عنه، وعن شروره ثم إن الحكايات ذاتها لم تكن مشوقة ولم تحتفظ بانتباهنا، ولم نرغب في إكمالها ووفق هذا الطرح فلا معنى لهذا العنوان. وعن فيلم "أمريكا" يقول المؤلف: يبدو فيلم "أمريكا" لشرين دعبس، المنتج حديثًا بتمويل أميركي قمة الخطيئة كونه يبدو جذابًا وبسيطًا، وتوافرت له ميزانية كبيرة، ما يجعله يمتلك إمكانية التأثير خاصة على جمهور الشباب الذي صار يعاني من حالة تشويش ثقافي. فالفيلم يبدو من قراءته المباشرة السطحية، أنه يناقش معاناة امرأة فلسطينية تقرر الهجرة لأميركا، هو يأمن مضايقات قوات الاحتلال، خوفًا على مستقبل ابنها من خلال قالب اجتماعي لا يخلو من كوميديا الموقف، التي تنطق من بعض المفارقات، ومن اللعب بالألفاظ والمعاني المتناقضة لبعض الكلمات العربية والإنجليزية إلى جانب الملامح الخارجية للبطلة التي تميل للبدانة والسذاجة والثرثرة. ويرى المؤلف أن مشهد النهاية أكثر تجسيدًا لرسالة التعايش المشترك الوهمية، وقبول كل من الفلسطينيين والإسرائيليين لبعضهما البعض، بصرف النظر عن ميراث الدم والتشريد، بأن جعلت المخرجة السيدة الفلسطينية تصر على مشاركة صديقها اليهودي لعائلتها في حفل غذاء يزينه طعام عربي وموسيقي وغناء عربيين، ثم الانتهاء برقصة مشتركة تجسد حالة الانسجام والألفة الحميمة، وكأنه دعوة صريحة للجانب الفلسطيني بأن يبادر للتسوية لأن تلكأه ليس في صالحه، فالمكسب على مرمى حجر. ويذكر المؤلف: يمكن القول إن فيلم "اسمي خان" للمخرج الهندي "كاران جوهر"، وبطولة نجمي بوليوود دشاروخ خان وكاجول ديفغان، من الأفلام التي توافرت له عناصر الإبهار الشديد غير أنها لا يجب أن تعمي أبصارنا عن رؤية ما بين السطور، والرسالة السياسية الخفية التي يحملها. ينطلق الفيلم من فرضية أن سوء الفهم وغياب الحوار، هو الذي يقف وراءه المناخ المحتقن والممارسات العنصرية في أميركا، فضلًا عن أن الآخر الأميركي لا يعرف حقيقة الدين الإسلامي والمسلمين، وأنه إذا وصلته الرسالة الصحيحة فإنه سيتلقفها ويحل السلام والوئام، ولذا علينا كمسلمين أن نأخذ زمام المبادرة، مهما كانت الصعوبة؛ لذا نرى بطل الفيلم من أول لقطة إلى آخر لقطة، يسيطر عليه هاجس الوصول إلى الرئيس الأميركي لتوصيل رسالة أن "اسمه خان، وأنه ليس إرهابيًّا" في منحى يضع المسلم في خانة المتهم، الذي عليه أن يثبت براءته ويدافع عن نفسه. وسعى المخرج إلى إخفاء رسالته الدعائية السياسية، وراء إطار إنساني عاطفي، في جانب منه كوميدي لجعلها تبدو غير مباشرة، فثمة دلالة تخدم على رسالته الرئيسة فالمسلمون في الهند أقلية في مجتمع متعدد الأعراق والديانات ولكن السيادة للهندوس، وثمة احتقانات تحدث من وقت لآخر، ومظاهر عنصرية لذا حين نقارب بين وضعه في الولايات المتحدة فالصورة لا تختلف كثيرًا وتبرر ما جرى معه.يذكر أن كتاب "السينما .. العشق والتأويل" للكاتب محمود عبدالرحيم صدر في 216 صفحة من القطع الكبير عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفكار وملاحظات سينمائية في السينما  العشق والتأويل أفكار وملاحظات سينمائية في السينما  العشق والتأويل



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya