ليزا والجسد السماوي تفاصيل الحياة والجسد
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"ليزا والجسد السماوي" تفاصيل الحياة والجسد

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

القاهرة ـ وكالات

تنتمي الكاتبة الألمانية "زلك شيرمن" إلى الجيل الجديد من الكتاب، فهي من مواليد 1973عاشت في مدينة فرانكفورت، ودرست العلوم المسرحية والأدبية، نشرت عدة قصائد ومجموعات قصصية، هذا بالإضافة لتجاربها في كتابة الرواية.في مجموعتها القصصية "ليزا والجسد السماوي" الصادرة عن دار قدمس في دمشق، يحضر الخيال الخصب والمتداخل الذي يميز كتابة "شيرمن" مما يضفي عنصر الإثارة على قصصها؛ لأنها قادرة على البوح عن مكنونات الحب وحياة الجسد، بنبرة هامسة لكنها تضج ببوح حميم يهدف إلى الكشف عن عوالم داخلية مضطربة وقلقة، تطغى عليها الرؤية العصرية للواقع، للتفاصيل، للحياة ككل.تغوص قصص "شيرمن" في عمق الشخصية الإنسانية في ظروف متباينة، وتعمد إلى رصد أحوالها في مواقف شتى من خلال تجارب معاشة، هذا ما يلمسه القارئ في القصة التي حملت عنوان المجموعة "ليزا والجسد السماوي"، تسير أحداث القصة عبر راوية تحكي عن فتاة تدعى "ليزا" تعمل في مكتبة، تقول في مطلع القصة: "وحين أخرج من المكتبة من جديد، لا أحمل من باب الاستثناء، أو الشذوذ كيسًا من الورق، بل هو مجرد هذه القصة الغريبة في رأسي التي حدثتني بها ليزا كراوس."لكن الكاتبة تسحب القارئ للتفكير في شخصية "ليزا"، ولماذا يحدث هذا التماهي بينها وبين راوية القصة؟ لماذا تحكي الراوية القصة كما لو أنها تعيشها من جديد بكل أجوائها وأحداثها الخاصة بليزا فقط؟ هناك حديث عن الحب، الجنس، التبعية، البحث عن السلام، والمعاناة، لكن الكاتبة في هذا كله تستخدم الخيال وصيغة القص الافتراضي لحدث لم يقع، لكنها تفترض حدوثه ونتائجه في خيالها، تقول: "وبينما أتوجه نحو مطعم صيني للوجبات السريعة، تأتي ليزا في تصوري لتسير إلى جانبي مارة برهط من الرجال يتفاوضون مع حاجب، وهم في قمصان ملونة، وبينما أطلب من الآسيوية قدحًا من الشاي، تظل ليزا في الخارج".تحضر "ليزا" على مدار القصة البالغة في عدد صفحاتها 30 صفحة، كما لو أنها بطلة افتراضية، أي أن هناك شخصية الراوية التي تحكي، وهناك حكاية "ليزا"، وبين الشخصيتين توجد تقاطعات سردية، تركز على الجانب النفسي من حياة ليزا، تقول: "وليزا تُسر بأن تمد يدها إلى حقيبة يدها في بعض الأحيان، وتلامس الشيء المعدني البارد، وتقول لنفسها: أنا أستطيع من الناحية النظرية أن أدافع عن نفسي دائمًا". تتمكن الكاتبة عبر هذه القصة من عرض كافة الجوانب في حياة "ليزا"، تلك الفتاة الهشة، غير الواثقة من نفسها، التي تعاني من خوف واضطراب نفسي في رؤيتها للآخر، وفي علاقتها مع الرجل تحديدًا، والتي تبدو مزيجًا من الوحدة، افتقاد الحب، والاغتراب تقول: "لقد قدمت لها هذه الليلة على نحو نهائي وحاسم، على أنها لن تعرف حبًّا عاديًا طبيعيًّا أبدًا، وأنها لا بد لها من الانحناء بعض الشيء لترغم الآخرين على أن يلامسوها، بمسدسها".تضم المجموعة القصصية ثماني قصص هي: "ليزا والجسد السماوي"، "محيط البروق"، "التعرج أو الخطايا السبع القاتلة"، "الاستسلام"، "عالم الدمى"، "حرب أم سلام"، "القاتلة"، والقصة الأخيرة تحمل عنوان "مصاصة الدماء".إن "شيرمن" كاتبة مشغولة بالحكي عن تفاصيل مركبة في العلاقة بين المرأة والرجل، بل وبين المرأة وذاتها أيضًا، ثمة بوح عن جزئيات نفسية صغيرة كما في قصة "حرب أم سلام" التي تحكي فيها عن لقاء حميم بين امرأة ورجل تخمن أنه يحبها، لكن اللقاء الجسدي العاصف ينتهي بالتصريح لها عن ارتباطه بامرأة أخرى تقول: "ولا أريد أن أرى كيف يرتدي ثيابه، أعدو إلى الحمام، حيث أنظر إلى نفسي في المرآة، وأحملق في العيون الزجاجية، وأقول في نفسي، النهاية، انتهينا، هذا هو الختام، وكان يعقد لتوه خيوط حذائه حين بدأ جرس الهاتف بالرنين".هذا التوتر، واللبس، في العلاقة بين المرأة والرجل، نجده في قصة "استسلام" أيضًا، كلتا القصتين تكشفان عن وجود مناطق غائمة، ومشاعر شائكة. تكشف قصتا "شيرمن" أن الجنس لا يعوض أبدًا عن غياب الحب، والحنان في العلاقة العاطفية بين المرأة والرجل، وأن فقدان الأمن والانتماء بين الاثنين يؤدي إلى تردٍ سيئ ينتهي بانهيار العلاقة ككل.تقول في قصة "استسلام": "لم يكن من قبيل الكذب أيضًا تجاوبي في يوم عيد ميلادي الثلاثين بحماسة مع عرض (كليمنس) أن نستأجر منزلا مشتركـًا، ومع ذلك لم يشأ السلام الداخلي الذي كنت ألتمسه بإلحاح أن يحل في قلبي بل على النقيض من ذلك، إذ لم يزدد كل شيء إلا سوءًا، لأجد نفسي من جديد في الاضطراب الذي كان من قبل".. في ذلك الوقت لم أعرف بأنني أتعرض للعطن والفساد من الداخل".تبدأ قصص "زلك شيرمن" غالبًا من نقطة غير متوقعة وهامشية تمامًا لا تتعلق بالمحور الرئيس للحدث، لكنها تقترب من بؤرة القص شيئـًا فشيئـًا. كأن يكون مطلع القصة يركز على الوصف الخارجي للمكان، أو أن تبدأ مع شخصية هامشية غير مؤثرة على الحدث الرئيس. تقول في مطلع قصة "عالم الدمى": "كانت أرضية سطح المبنى خالية إلا من منضدة وكرسي ومنشر غسيل قديم، والحق أن شمس الشتاء التي كانت تسقط أشعتها من خلال نافذة السطح لم تكن تهب حرارة، غير أنها كانت تسقط مثلثـًا ضيقـًا من الضوء على الأرض، وكان الغبار يلمع، وكأنما في وسع المرء أن ينتقل بالانطلاق من هناك إلى بعد آخر".لكن على الرغم من اتكال هذه الكاتبة على الوصف في معظم قصص المجموعة، فإن ذلك مرده إلى غرقها في التفاصيل بكل أنواعها، الداخلية والخارجية، إنها تتعمد الموازنة بينهما لتبني عوالم قصتها. إن قصص "شيرمن" طويلة ومحملة بتفاصيل كثيرة تتجاوز قدرة احتمال القصة القصيرة، لذا يبدو السرد الذي تقوم به "شيرمن" في قصصها يتناسب أكثر مع النفس الروائي أكثر منه مع إيقاع القصة القصير والمكثف.يشار أن المجموعة القصصية "ليزا والجسد السماوي"؛ للكاتبة الألمانية زلك شيرمن صدرت عن دار قدمس، دمشق – ترجمة: زياد منى.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليزا والجسد السماوي تفاصيل الحياة والجسد ليزا والجسد السماوي تفاصيل الحياة والجسد



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya