أسوأ المهن فى التاريخ سرد لقصة ألفي عام من العمالة البائسة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"أسوأ المهن فى التاريخ" سرد لقصة ألفي عام من العمالة البائسة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

دبي ـ وكالات

أصدر مشروع "كلمة" للترجمة فى هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة كتاباً جديداً بعنوان: "أسوأ المهن فى التاريخ: سرد لقصة ألفى عام من العمالة البائسة" للمؤلف تونى روبنسون ونقله إلى العربية الدكتور عبد الله جرادات. يتناول الكتاب بأسلوب سردى ممتع ولا يخلو من الطرافة أسوأ المهن التى عاصرتها الجزيرة البريطانية على مدى ألفى عام ابتداء بالعصر الرومانى القديم، مروراً بالعصور الوسطى وانتهاء بالفترة الفيكتورية. وحاول المؤلف - حسب قوله - أن يخص كل فترة بما امتازت به من مهنٍ، قد يكون بعضها حديثاً، أو استمر منذ فترة سابقة، غير أن الكاتب يجزم أن اختياراته شخصية محضة، وذلك لعدم وجود مقاييس موضوعية لقياس بؤس الإنسان. ولقد استعرض الكاتب فى فصله المعنون: "أسوأ الوظائف الأولى" أسوأ المهن خلال فترة الحكم الرومانى للجزيرة البريطانية، وهى المهن التى عُدت العبودية إلى جانبها رفاهاً مستديماً، ومن المهن التى ذكرها الكاتب مهنة عامل مناجم الذهب الذى كان يقضى شهوراً فى مناجم لا يرى فيها نور الشمس، وقد يقضى دون أن يراها. واستحق فلاحو العصور المظلمة وحراثوها حق تصنيفهم إلى جانب الرهبان المبتدئين والناسخين المزخرفين وصائدى الحديد فى المستنقعات والفحامين وساكّى العملة المعدنية الذين لا ينالهم نصيب منها سوى ضمهم ضمن أسوأ المهن فى العصور المظلمة. وتعرض الكاتب ضمن هذا الفصل أيضا إلى أسوأ مهن الفايكنغ؛ الغزاة القساة، التى كان منها مهنة حمّالى البضائع، الذين كانوا يحملون سفنهم، إن اضطروا إلى ذلك. وانتهى المؤلف بذكر أسوأ مهنة على الإطلاق خلال العصور المظلمة، وهى - حسب رأيه - جامع بيض الغلموت الذى كان يتسلق وهو مربوط بحبل فوق الجروف الشاهقة الخطرة لجمع بيوض طائر الغلموت، ولك أن تتخيل ما سيحدث إن انقطع الحبل. وكرس الكاتب الفصل الثانى للحديث عن أسوأ المهن فى القرون الوسطى وهى "الفترة التى تبوأت فيها أسوأ المهن مكانه مستقلة، فأصبح للمهن نقابات تنظم عملها". وكانت مهنة حافد الفارس أو حامل دروع الفارس هى المهنة التى استهل بها الكاتب حديثه، ثم انتقل إلى الحديث عن الحلاق الجراح الذى عُد طبيب عصره، وهو لا يستغنى عن مهنة سيئة أخرى هى مهنة جامع العلق الذى كان له استخدامات طبية لما يحويه من مواد مضادة للتجلط. وتعرض الكاتب لمهنة سيئة أخرى متعلقة بالطب، ألا وهى الطبيبة الشعبية التى كانت تعتمد على الخرافات والمعتقدات التى لا أساس لمعظمها من الصحة. ومن المهن السيئة الأخرى تلك المرتبطة ببناء الكاتدرائيات الضخمة كمهنة البناء السيد، وحارق الجير، ومشغل العجلة / الرافعة. ولقد ختم المؤلف الفصل بالحديث عن أسوأ مهنة خلال تلك الفترة، وهى مهنة القصار وهو من يقوم بنزع الأوساخ عن صوف الأغنام. وتحدث الفصل الثالث عن أسوأ المهن خلال الفترة التيودورية، التى كانت تعد بالنسبة إلى الكثيرين نهضة حقة، لكن الكاتب اعتبرها خادعة، لأن ظروف الناس لم تتغير عما كانت عليه خلال القرون الوسطى. وكرس الكاتب الفصل الرابع للحديث عن العهد الستيورتى الذى شهد الكثير من الانقلابات الدينية والسياسية وكانت مهنة موظف ملح البارود الذى كان يستخلص ملح البارود من مختلف أنواع الفضلات أولى المهن وثانيها مهنة مساعد المفجر، الذى كان مسؤولاً عن نصب المتفجرة على أسوار الأعداء والهرب قبل أن تنال منه. ومن المهن الأخرى حامل الكرسى المغلق وحمال الماء وآكل العلاجم / الضفادع وملتقط بيض القمل. كما تعرض الكاتب لأسوأ المهن خلال فترة الطاعون، التى تضمنت الباحث عن الموتى ودافن الموتى وقاتل الكلاب والقطط وأخيراً، ذكر الكاتب أن مهنة صانع أوتار الكمان كانت أسوأ مهنة فى ذلك العصر لأن العاملين فيها كانوا يتعاملون من أمعاء الخراف بما تحويه من فضلات. وأشار الكاتب فى الفصل الخامس المكرس للحديث عن العصر الجيوروجى إلى أن "خلف كل ظاهرة جيوروجية مبهرة باطناً خفياً مظلماً" تمثل فى المهن السيئة. وأولى مهن هذا العصر مهنة الضابط الراكب الذى كان مسؤولاً عن حماية أميال من الشواطىء وحده من خطر المهربين والعصابات، وثانى المهن كان مهنة مرشد حمام "باث" الذى كان يقضى معظم يومه مخضلاً بالماء. أما المهن السيئة الأخرى فهى عارض الفنان، الذى كان مطلوباً منه أن يقف دون حراك لساعات؛ ونابش القبور، الذى كان ينبش القبر لاستخراج جثة مدفونة حديثاً ليقوم ببيعها إلى طبيب أو معهد طبي؛ والزاهد، الذى كان الغنى المترف يرى عبره بؤس الدنيا؛ وختم الكاتب الفصل بذكر أسوأ مهنة على الإطلاق خلال تلك الفترة ألا وهى مهنة نقاب آلة الغزل، الذى كان يقضى وقته أسفل دكة النساجة لجمع ما تساقط من خيوط على الأرض معرضاً نفسه لخطر فقدان أحد أطرافه. وتحدث الفصل السادس عن الجوانب المظلمة فى العصر الفيكتورى التى قام كتّاب كتشارلز ديكنز والسير آرثر كونن دويل بتصويرها فى كتاباتهم، ومهن ذلك العصر هى حفار السكك الحديدية وملتقط الحجارة ومنظف المداخن وصائد الجرذان وصانع الكبريت، ومن ثم تطرق الكاتب إلى أسوأ المهن فى الإصلاحية وهى كاسر الحجارة، وجامع نكيث الحبال، والباحث عن أعقاب السجائر، وبائع الشاى المتجول، ورجل النفايات، ورجل الخرقة ونابش العظام، ومنقب الصرف الصحى، وجامع روث الكلاب. وهكذا تناول الكتاب بتفصيل دقيق ولغة جذابة أسوأ المهن التى شهدتها بريطانيا خلال فترتين من الزمان، وقد حاول تونى روبنسون من خلاله كشف النقاب عن بؤس الكثرة الكاثرة من السكان الذين نسيهم التاريخ أو نسيهم كتابه - حين سلطوا أضواءهم على أخبار الملوك والملكات والفرسان - عبر تسليط الضوء على بعض المهن امتهنوها عن رضا أو إكراه. ورغم اعتراف روبنسون بأن اختياراته كانت شخصية بحتة، فإنه سعى جاهداً إلى أن يكون موضوعياً فى تخصيص كل فترة زمنية - ابتداء بالرومان وانتهاء بالفترة الفيكتورية - بمهنها الأسوأ الخاصة بها، وبذا كان الكتاب سجلاً تاريخياً للحياة الاجتماعية والاقتصادية، والسياسية، نستطيع من خلاله تلمس التواريخ المحددة لظهور مهنة ما كالقصارة، التى ظهرت فى العصور الوسطى، أو اختراع آلة ما كالنسّاجة التى ظهرت فى العصر الفيكتورى، أو وقوع حدث جلل كالطاعون، الذى حلّ فى إنجلترا خلال الفترة الستيورتية. والمؤلف تونى روبنسون (1947) ممثل كوميدى، ومؤلف، ومذيع وداعية سياسى، اشتهر بدور بالدريك فى مسلسل هيئة الإذاعة البريطانية الكوميدى بلاكآدر (Blackadder. ولروبنسون اهتمام بالغ بالتاريخ، وعلم الآثار، وقاده هذا إلى تقديم البرامجٍ التالية للقناة الرابعة فى الهيئة: تايم تيم (Time Team) وأسوأ الأعمال فى التاريخ (The Worst Jobs in History). وقام بترجمة الكتاب إلى العربية الدكتور عبد الله جرادات، أستاذ اللغويات المساعد فى قسم اللغة الإنجليزية فى الجامعة الهاشمية، الأردن. وهو حاصل على درجة الدكتوراه - مع مرتبة الشرف - فى اللغويات، متخصصا فى علم الدلالة من جامعة كانزاس، أمريكا عام 2007م. وتتركز اهتماماته البحثية فى توثيق التراث والأمثال بشكل خاص، والبحث فى علل استدامته وبقائه، ومساهمة التركيب اللغوى فى خلق هذه الاستدامة. وتعد مشاركته هذه هى الثانية فى مشروع "كلمة" للترجمة، فقد ترجم كتاباً سابقاً بعنوان: "الدخول فى اللعبة: قصة النساء الغربيات فى الجزيرة العربية"، وقد تم نشره.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسوأ المهن فى التاريخ سرد لقصة ألفي عام من العمالة البائسة أسوأ المهن فى التاريخ سرد لقصة ألفي عام من العمالة البائسة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya