من أوراق شاب مصري رواية سيرية تفضح الإزدواجية وتعري الأقنعة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"من أوراق شاب مصري" رواية سيرية تفضح الإزدواجية وتعري الأقنعة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

القاهرة ـ وكالات

لم يجد حمزة قناوى أصدق من المرارة التي تجرعها وهو يشق طريقه صوب عالم الإبداع، لكي ينهل منها مادة هذه الرواية الطويلة التي يسهل على القارئ أن يكتشف من صفحاتها الأولى أنها تسجيل أمين لسيرته الذاتية وهو بعد في مقتبل العمر. فهكذا يفتتح روايته "من أوراق شاب مصري"، التي صدرت طبعتها الأولى مؤخرًا في بيروت عن دار الآداب، إيمانًا منها بموهبة هذا الكاتب الذي استحق تقدير جائزة جمعية أحمد بهاء الدين للإبداع الفكري، لأنه يمتلك بحق ناصية لغته التي يستطيع أن يطوعها لتشكيل عالمه الروائي كاشفًا بهذا مدى زيف كثير مما يطلع علينا من كتابات رديئة يقدمها لنا ناشروها على أنها روايات!"في أحد المساءات، وجدت نفسي أجرُّ حقيبة ثقيلة في مطار القاهرة وحيدًا مفردًا من المودعين، وأحثُّ السير تجاه بوابة تربض خلفها الطائرات المتأهبة للتحليق في كل اتجاه.بينما أجرجر حقيبة وأنا أشعر بأن نفسي ثقيلة بلا حدّ، كنت أسترجع مشاهد حياتي في مصر، وأنا أطرح على نفسي سؤالًا واحدًا: لماذا تقسو مصر على أبنائها رغم ذوبانهم في ترابها ومحبتهم لها حدّ العشق؟إن إحباطي الكامل ليس إلّا تفصيلة صغيرة تشكّل مأساة جيل كامل من شباب هذا البلد الذي تعلّم وكبر وهو يرسم الأحلام للمشاركة في حركة بلده ونهضته. وحين كبر واشتدّ عوده ليأخذ مكانه لم يجد نهضة ولا بلدًا".وتكتنز رواية حمزة قناوي، التي تقع في 416 صفحة، بالتهكم على بعض الناشرين الذين باعوا ضمائرهم مفضلين الثراء من الإتجار في كتب العادة السرية وليلة الدخلة! وتفضح الرواية أدباء بعينهم خدعوا القراء بإشاعة أنهم وصلوا إلى آفاق العالمية متناسين أنهم سراق، ارتموا في أحضان نظم ديكتاتورية روجوا لها، وأجهزة أمنية تطوعوا بأن يكونوا عيوناً لها على الشعب المصري حتى يتسيدوا على من يملكون الموهبة الحقة من الأدباء الغلابة!وبين سطور الرواية اشارات خفية لطبيعة علاقة خاصة ربطت مؤلفها بالمفكر الراحل الدكتور أنور عبدالملك.كما أنها تسخر بمرارة من جهلنا بقيمة آثارنا التي تزدان بها ميادين العالم؛ كمسلة رمسيس الثاني التي ترتفع وسط ميدان الشعب "بياتزا ديل ببلو" في قلب روما، أو الأخرى التي تتوسط ميدان الكونكورد في قلب باريس، عندما يتحسر على حال ميدان المسلة بالمطرية قائلًا: "أفقت من ذكرياتي وأنا أقترب من المسلة التي طالما حيرتني، وأنا أتذكر شقيقتيها المنتصبتين في ساحة الكونكورد وفي واشنطن، تنعمان في الترف، بينما تغرق هذه في إحباط التلوث والفقر والعالم الثالث "بعد الألف"! لماذا تقسو مصر على أبنائها؟    رأت ما كتب على الرخام أسفل المسلة:سلة الملك سنوسرت الأول: "مسلة المطرية" وهي الأثر الوحيد الباقي من معالم مدينة "أون" أو هليوبوليس باليونانية وتعني "البرج" أو "الفنار" ويرجع تاريخ هذه المسلة إلى عصر الدولة الوسطى، أي إلى الألف الثاني قبل الميلاد، والملك الذي شيدها هو من ملوك الأسرة الثانية عشرة الذين بذلوا جهدًا كبيرًا في بناء الدولة بعد فترة اضمحلال سبقت هذه الفترة، وهي أقدم مسلة في العالم.يا إلهي! أقدم مسلة في العالم في أتعس أحياء العالم!". ويكشف هذا الروائي الموهوب كيف تعرض للمهانة عندما فكر يومًا ما، قبل أن يرحل من مصر، في أن يحقق حلمه بزيارة المتحف المصري في ميدان التحرير، فكانت الكارثة: "كان دخول المسلة بديلًا عن زيارة المتحف المصري الذي ينتشر حوله المخبرون، وما إن يرون مصريًا يدخله حتى يبدأوا في التحقيق معه: بطاقتك.. ماذا تشتغل.. لماذا تأتي إلى المتحف؟!.. المشكلة الأكبر تقع إذا كان زائر المتحف من الشباب الجامعي أو معه زميلة له ويدخلان ليريا آثار بلدهما.. يستوقفهما المخبرون ويظلون يرتابون فيهما طوال فترة وجودهما في المتحف ويخضعان لمضايقات بلا حصر".أذكر المرة التي توجهت فيها لزيارة هذا المتحف، استوقفني شاب تبدو على ملامحه الخشونة، سألني بفظاظة عما إذا كنت أحمل بطاقة أم لا.. فطلبت منه أن يعرفني أولًا بنفسه! كان الرد حاسمًا.. أشار لاثنين من زملائه اللذين أتيا على وجه السرعة واقتادوني ثلاثتهم إلى ضابط متأنق ليحقق معي بخشونة: لماذا لم ترد على المعاونين بأدب؟ نظرت إلى المعاونين.. تيقنت أن أحدًا منهم غير متعلم.. كان ذلك باديًا عليهم.. من لغتهم وطريقتهم في التعامل ولهجتهم العدوانية. وانتهى الموقف بطردي من المتحف بعدما سخروا مني.خرجت إلى شارع التحرير أتأمل المتحف من الخارج.. وأرى كيف يدلف السائحون إليه ويُعاملون بكل ترحاب وتهذيب، أما المصري فـ "متهم" حتى يثبت العكس! متهم بزيارة متحف وطنه!

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أوراق شاب مصري رواية سيرية تفضح الإزدواجية وتعري الأقنعة من أوراق شاب مصري رواية سيرية تفضح الإزدواجية وتعري الأقنعة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya