فرسان وكهنة التاريخ يحاور الراهن
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"فرسان وكهنة" التاريخ يحاور الراهن

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

جدة ـ وكالات

تصنع رواية السعودي منذر القباني "فرسان وكهنة" ملحمة تاريخية تزاوج بين الماضي والحاضر لتشكل نسيجا سرديا متناغما وفريدا، ساهمت المخيلة في صنع أحداثه أكثر من الذاكرة، لتحمل القارئ إلى مواقع بكر لم تطأها أقدام الروائيين من قبل دون أن تنقطع عن عالم الواقع.والأعمال الأدبية التي تظهر دور الأدب في التاريخ وتربطه بتجربة إنسانية حيّة لتصوغها وفق رؤية فنية تحقق المتعة والفائدة معا، أعمال نادرة. ولكن الدكتور القباني اشتغل على أكثر من ذلك، حين عمل على إحياء الذاكرة الفردية والمكانية والمجتمعية بعناصر من الواقع والوثيقة والسرد والخيال، فاحتشدت كل العناصر التي تضبط جدلية العلاقة بين الإنسان من جهة وبين التاريخ والإبداع السردي من جهة أخرى.وتعد ثلاثية "فرسان وكهنة" المشروع الروائي الجديد في بنيته الزمنية وفضائه المكاني وأشخاصه، أقرب ما تكون إلى الحقيقة والواقع. فقد بنى القباني أحداثه من مركزية حقيقة الحدث (وجود القائد جنكيز خان كشخصية تاريخية حقيقية) إلى الحدث المتخيل والمفترض المنسوج تحقيقا لهذا الواقع أو خلق عالمه الموازي (حقيقة وجود الطبيب مراد قطز في الحياة وحقيقة انتقاله إلى العالم الآخر).وكان هذا الحدث أشبه بمشاهدة شريط سينمائي لا يخضع فيه القارئ إلى معايير الزمان والمكان، بل إن الروائي يترك له حرية مشاهدة الأحداث من أي زاوية يراها مناسبة، وحتى حرية التنقل بين هذه الأحداث وزواياها المختلفة.فتارة يجد القارئ نفسه أمام همجية المغول في القرن الثاني عشر، وتارة أخرى في القرن الواحد والعشرين يتابع سير شبكة من العلاقات الاجتماعية المتشابكة في مجتمع مخملي يضم سادة وعبيدا في قصر من قصور الرياض، وهذا ما جعل الروائي يحرّك شخوصه عبر الزمن وكأنهم يتحركون أو كأن الزمن يتحرك من حولهم.فمراد قطز الشخصية الرئيسية في العمل رأى أن الذي حدث له في الماضي كأنه كان يحدث في الحاضر، حتى إنه تساءل "هل بإمكاني أن أفعل ذات الشيء؟ هل بمقدوري إعادة مشاهدة الأحداث ويأتي الجواب من الروائي على لسان شخصية من الرواية عبر حقيقة علمية أثبتتها التجربة، ولكن كثيرا من الناس لا يدركونها لأنهم لا يلاحظونها في حياتهم اليومية، "... الواقع كما يراه الإنسان والواقع كما هو قد لا يكونان ذات الشيء. بل هناك ما هو أدهش من ذلك، فبحسب فيزياء الكم، العالم كله قائم على الاحتمال وليس على اليقين، فكل شيء قابل للتحقق مهما كانت غرابة ذلك الشيء".وهكذا وعبر أسئلة فلسفية ووجودية مزمنة يستحضر القباني أبطال روايته الأخيرة من عمق التاريخ، ليرتحل  بالقارئ في عوالم مختلفة يندمج فيها التاريخ بالحاضر والواقعي بالمتخيل، ليسطر عملا سرديا يشبّهه الدكتور هاني المعلم بكونه "سياحة تاريخية ممتعة, فيها مزج بين الماضي والحاضر، فيها إثارة وتشويق وأسئلة من دون أجوبة, وخيال من دون حدود, وإسقاطات متعددة, واستفزازات متكررة".لكن "فرسان وكهنة" وإن كانت تقوم على بعد ذهني وتساؤلات كثيرة وعميقة عن الوجود والحياة والكينونة، لا يغادر المؤلف فيها الواقع بتشعباته وأسئلته الراهنة، ويقترب -كما يقول الدكتور أيمن أسعد عبده- "دونما حذر من قضايا كبيرة كالعقيدة والتاريخ والحقيقة والتغيير".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرسان وكهنة التاريخ يحاور الراهن فرسان وكهنة التاريخ يحاور الراهن



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya