الشعب المصري مطالبٌ بالحفاظ على مكتسبات الثورة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الشعب المصري مطالبٌ بالحفاظ على مكتسبات الثورة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الشعب المصري مطالبٌ بالحفاظ على مكتسبات الثورة

القاهرة ـ وكالات

عبر أكثر من خمسة آلاف سنة مرت على مصر الكثير من المحن، غير أن الشعب المصري استطاع تجاوزها جميعا، محافظا على خصائصه ومكوناته الأساسية والحضارية كالإيمان والطيبة والشهامة وروح المرح وعدم الاستسلام لظلم الظالمين، وجسدت ملاحم الشعب المصري عمق إيمانه العميق بضرورة انتصار الخير على جحافل الشر، وما أسطورة إيزيس وأوزوريس وانتصار ابنهما حورس على الحاكم الظالم "ست" إلا واحدة من عشرات القصص والبطولات التي تجسد الإيمان بحتمية انتصار الخير والحق، وفي هذا الإطار عرف تاريخ مصر الكثير من الأبطال: مينا، أحمس، تحتمس الثالث، حور محب، صلاح الدين الأيوبي، قطز، طومان باي، محمد كريّم، عمر مكرم، أحمد عرابي، مصطفى كامل، محمد فريد، سعد زغلول، سعد الدين الشاذلي ، وعشرات غيرهم ممن تصدوا للظلم وطالبوا بالعدل، وانتصروا للخير، وأيقنوا بزوال دولة الباطل ولو بعد حين. وفي كتابها الصادر عن مكتبة مدبولي عن " تاريخ مصر من عصر مينا إلى ثورة 25 يناير 2011" تستعرض كريمة حسن الديب، تلك المحن التي مرت بها مصر عبر العصور، وأبرزها حقبة إخناتون التي أدت إلى ضياع الإمبراطورية المصرية في آسيا، وتداول السلطة فيها بين الدول كالرومان والفرس، ومحاولة الصليبيين والتتار احتلالها، وتنازل العادل وابنه الكامل عن انتصارات صلاح الدين، وحكم المماليك لها، ونجاح الأتراك والفرنسيين والإنجليز في احتلالها، وقيام أسرة محمد علي، وقيام دولة إسرائيل على حدودها الشرقية، وثورة يوليو وحكم العسكر، وقد تخلصت مصر من هذه المحن، وعانت كبقية الدول العربية من تسلط الحكام، والحكم الشمولي الدكتاتوري، ولا زالت تدفع ثمن الدكتاتورية التي تحكمت فيها لعشرات السنين. يخلص الكتاب إلى أنه من مصلحة إسرائيل أن تظل الدول العربية تعاني من تسلط الحكام على الشعوب، ذلك أن الحكم الدكتاتوري يؤدي إلى إضعاف الشعوب وتدهور أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية، ويسهم في هذا أن كثيرا من الحكام العرب يرون في السلطة غاية، تبرر كل أفعالهم، ويضرب الكتاب مثلا بحكم مبارك لمصر وعهده الذي اتسم بالفساد والرشوة وسرقة المال العام، وتوزيع أراضي الدولة بأرخص الأسعار على الأعوان والمنافقين، حيث تكونت عصابة نهبت ثروات مصر والأموال من البنوك، دون الالتفات إلى المواطنين، أو العمل على تحسين أوضاعهم المعيشة والصحية والتعليمية، ولتجثم المشكلات على صدر مصر وتزداد معدلات البطالة، ويتقلص بذلك الأمل في حياة سياسية حرة وسط تزوير الانتخابات والقضاء على المعارضين. ووفقا للكتاب الذي يقع في 325 صفحة من القطع الكبير، تسبب مبارك وأسرته وأقاربه وحاشيته في إفقار الشعب المصري، وقاموا بتحويل مليارات الدولارات إلى الخارج، وزادت الديون الخارجية والداخلية في عهده، كانت أسرة مبارك ترغب في توارث الحكم مثل أسرة محمد علي، وكأنها تريد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء نحو مائتي سنة، وكانت رغبة التوريث من أهم الأسباب التي أطاحت بحكم مبارك، الذي اعتمد في حكمه للشعب على الأحكام العرفية وسوء استخدام السلطة، وإهانة الشعب المصري وتعذيبه وتلفيق التهم له في أقسام الشرطة، ومن أهم هذه الحوادث مقتل الشاب خالد سعيد، الذي أدمى قلوب المصريين، وأثار سخط الشعب على النظام الحاكم وسلطاته وأجهزة قمعه، وقد آن الأوان لكي تسترد مصر نفسها من قبضة ذلك الحكم الغاشم، الذي أدى إلى الفقر والمرض والبطالة، بعد أن أدى سوء إدارة البلاد إلى وجود طبقة حاكمة مستبدة من كبار الضباط في الجيش والشرطة وكبار رجال الأعمال المستغلين، ما ساهم في تفاقم الأوضاع والتفاوت الرهيب في الأجور. بعد ثورة يناير طالب الشعب بمحاكمة جميع المفسدين، ومن تسببوا في قتل الثوار، وإعادة الأموال المنهوبة، وبحسب ما يرصده الكتاب فإن هذه المطالب لا تزال قائمة، وأن سبب إصرار الشرطة على موقفها من الثورة ومحاربتها بضراوة ومحاولة القضاء عليها في مهدها تلك المزايا غير المسبوقة التي يتمتعون بها ولا يريدون التفريط فيها، وترى المؤلفة ضرورة أن محافظة مصر على وسطيتها الإسلامية ضرورة لتعايش الجميع بسلام، وأن يعمل الشعب كله على النهوض بها، وأن تكون دائما فوق الجميع، كما تلفت إلى أهمية سرعة البت في المشكلات ووصول الحق إلى أصحابه، وضرورة وجود سلطة رقابية لها كل الصلاحيات لمراقبة المسؤولين والحكام ومحاسبتهم، وأن يقدم كل مسؤول أو حاكم إقرارا بذمته المالية هو وأسرته لوضع حد لسرقة المال العام ، وتنتقد المؤلفة حكم العسكر لمصر، وترى أنه آن الأوان لمصر بعد كوارث ومآس استمرت لنحو 60 عاما أن تعود إلى الطريق الصحيح، وأن تنعم بالحرية والعزة والكرامة، وأن تحقق شعار ثورة 25 يناير " عيش حرية كرامة عدالة اجتماعية".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشعب المصري مطالبٌ بالحفاظ على مكتسبات الثورة الشعب المصري مطالبٌ بالحفاظ على مكتسبات الثورة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya