زينب الرواية التي أخجلت مؤلفها
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"زينب" الرواية التي أخجلت مؤلفها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

القاهرة ـ وكالات

في الوقت الذي ترسخ فيه الرواية العربية المعاصرة وجودها لتصبح ديوانا جديدا للعرب، كان على الدكتور محمد حسين هيكل أن ينتظر سنوات توفر الظروف الموضوعية على الصعيد الثقافي والاجتماعي لاستيعاب هذا النمط الإبداعي الجديد ليكتب اسمه على روايته "زينب" التي تعد أول عمل روائي عربي. فالرواية التي صدرت عام 1914 ولم يجرؤ مؤلفها هيكل (1888-1956) أن يضع اسمه عليها حملت آنذاك توقيع "بقلم مصري فلاح" وكان مؤلفها محاميا يخشي أن تسيء إليه وإلى مهنته كتابة الرواية التي كانت في تلك الفترة تعني التسلية لا العمل الفني الجاد. وتسجل طبعة جديدة من الرواية التي يراها مؤرخو الأدب وكثير من الدارسين العمل الأهم المؤسس للرواية قبل نحو مائة عام أن ما ترفضه الأعراف والتقاليد في عصر ربما يكون مصدرا للتباهي والفخر في عصر آخر، وأن بعض المهن التي لا تحظى بتقدير يمكن أن تكون أكثر أهمية وإغراء في عصر تال. "يشير هيكل في مقدمة الرواية لأنه بعد نحو 15 عاما تجرأ على كتابة اسمه الصريح على غلافها وأنه كان يخشى أن تجني صفة الكاتب القصصي على اسم المحامي "كانت خشية هيكل أن تؤثر الرواية على مكانته المهنية والاجتماعية في حقبة لا يتقبل المجتمع، ولا النخبة أيضا، أن يكون سليل عائلة أرستقراطية كاتب روايات أو قصص في وقت لم تكن الذائقة قد استوعبت بعد فكرة الرواية كفعل إبداعي يوازي مكانة الشعر، فما بالك أن تتضمن قصة حب تظهر "صادمة" من خلال اسم أنثوي هو "زينب" .ولذلك ومن خلال العنوان الفرعي "مناظر وأخلاق" حاول هيكل أن يخفف من وقع العنوان ليسبغ طابعا مختلفا على روايته فتبدو وكأنها حديث في الطبيعة -التي تحفل بها الرواية - والأخلاق الريفية في مصر، وقد أهدى الرواية  "إلى مصر وإلى هذه الطبيعة المتشابهة اللذيذة". ويشيرهيكل في مقدمة الرواية إلى أنه بعد نحو 15 عاما تجرأ على كتابة اسمه الصريح على غلافها وأنه كان يخشى أن "تجني صفة الكاتب القصصي على اسم المحامي" حيث كتب روايته بين سويسرا وباريس التي نال منها درجة الدكتوراه في الاقتصاد السياسي عام 1912. والرواية تعد عملا مؤسسا في حقل الرواية العربية، رغم الاختلاف على كونها أول عمل روائي صدرت منها عشرات الطبعات آخرها قبل أيام عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة ضمن  سلسلة "كلاسيكيات" التي تعيد طبع عيون الأدب والفكر العربي. وصدرت "زينب" بتقديم وتحقيق محمد فتحي أبو بكر الذي قال في المقدمة إنها "أول محاولة قصصية بارعة في أدبنا، إذ سبقتها محاولات روائية في مصر والشام، ولكنها لم تكن بالنضج الفني الكافي إذا ما قورنت برواية هيكل". "ظلت "زينب" وكأنها العمل الذي لم يكتب هيكل غيره على الرغم من عدم جرأته على وضع اسمه عليها إلا سنة 1929 بعد أن أصبحت البيئة أكثر استعدادا نسبيا لتقبل "وتولى هيكل الوزارة في الثلاثينيات وترأس مجلس الشيوخ في الأربعينيات وأسهم في مجال الكتابة التاريخية بعدة كتب هي "حياة محمد"  و"في منزل الوحي" و"الصديق أبو بكر" و"تراجم مصرية وغربية" و"ثورة الأدب" وغيرها. ولكن رواية "زينب" ظلت وكأنها العمل الذي لم يكتب هيكل غيره على الرغم من عدم جرأته على وضع اسمه عليها إلا سنة 1929 بعد أن أصبحت البيئة أكثر استعدادا نسبيا لتقبل مثل هذا العمل الجاد والاعتراف به، كما يقول المحقق. وكانت أول رواية تتحول إلى عمل سينمائي. ويسجل هيكل في مقدمة الرواية أنه تردد في إعادة طبعها "كما ترددت أول مرة" حتى طلب المخرج المصري محمد كريم (1896-1972) تحويلها للسينما، وهنا "لم يبق للتردد في إعادة الطبع محل كما لم يبق سبب لمحو اسمي من الرواية بعد أن كتبت الصحف وعرف الناس جميعا أنها لي". وكتب كريم سيناريو فيلم "زينب" الذي أنتج مرتين: الأولى عام 1930 في فيلم صامت بطولة بهيجة حافظ وسراج منير وزكي رستم، والثانية عام 1952 في فيلم ناطق شارك في كتابته الممثل عبد الوارث عسر الذي شارك أيضا في التمثيل فيه مع يحيى شاهين وراقية إبراهيم وفريد شوقي.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زينب الرواية التي أخجلت مؤلفها زينب الرواية التي أخجلت مؤلفها



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya