حسين مروة كلمات حية كتاب جديد لقاسم بركات
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"حسين مروة: كلمات حية" كتاب جديد لقاسم بركات

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

بيروت ـ مصر اليوم

يرى الباحث قاسم بركات في كتابه "حسين مروة: كلمات حية" الصادر عن دار الفارابي في لبنان، أن هناك أشخاصا عبر تاريخ الشعوب، تتولد في عروقهم عواصف الرفض وصواعق التمرد وفي رؤوسهم رؤى وأحلام لتغيير واقع مجتمعاتهم، ليرسموا مستقبل الأجيال التي تأتي من بعدهم، ويكرسوا حياتهم كلها للنضال والتفاني في سبيل الآخرين. وقال بركات إن التاريخ يزخر بمثل هؤلاء الأفذاذ، الذين شهروا أقلامهم بوجه أنظمة القمع والتخلف وجاهدوا ببسالة في سبيل الحرية والعدالة، من أجل صياغة حياة أفضل لمجتمعاتهم، ولمجد الإنسان وإنسانيته، مبينا أن مصير معظمهم كان القتل والتشريد والاغتيال. ويصف هؤلاء بأنهم "خالدون دوما في ذاكرة شعوبهم"، وتحولوا إلى منارات هادية على طريق المستقبل الصحيح، مؤكدا أن حسين مروة، المفكر العظيم والشيخ الجليل هو واحد من هؤلاء الأفذاذ، الذين انخرطوا في معركة ضد القهر والظلامية والتخلف والجهل فكانت كتاباته كابوسا على الطواغيت، والدفع إلى اغتياله. وقال "إن الذين اغتالوا هؤلاء اغتالوا اجسادهم، لكنهم لم يتمكنوا من فكرهم وأدبهم"، مشيرا الى أن الباحث في صفحات وتاريخ مروة الغني، كسياسي ومفكر وفيلسوف، سيجد في شخصيته مخرجا الى القول:"هذا الرجل موسوعة: موسوعة أفكار وأدوار تتعذر الإحاطة بها كما يستحيل اختزال غناها". ويعتقد انه لا يدعي القدرة على الغوص في بحر مروة، الذي يمكن أن يقال إنه "فيلسوف عصره" على نطاق الأمة العربية والإسلامية، "وما دليلنا على ذلك إلا أعماله الفكرية التي شغلت الكثير من المفكرين والباحثين، والأسطع منه موته بيد من قتلوه"، وفقا لقوله. ويعتبر انه بعد المعتزلة والسهروردي والحلاج وكافة أفراد أسرة شهداء الفكر المغدورين، أجهز أمراء القتل المتحدرون من الجهالة والعمى الروحي الذين اغتالوا مفكرا تقدميا، ومحدثا للتراث العربي الإسلامي الفلسفي كحسين مروة، ظنا منهم أن المسدسات يمكن أن تطفئ الشعلة التي يوقدها القلب والعقل. وأكد بركات أن مروة كان صاحب مناقب لا تعد ولا تحصى من ثقافة النجف الإسلامية إلى جامعة موسكو الماركسية، أحد وجوه الاستمرارية الزاخمة لكل عقلانية ونقدية الثقافة والحضارة العربية الإسلامية، واحد احفاد ابن رشد وابن خلدون المستوعبين للتراث الإسلامي النير. ويعتبر ان كتاب "النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية" هو دليل على موسوعية وعقلانية وتقدمية مروة، الذي سعى في هذا الكتاب إلى تأسيس مجد جديد بصحبة التيزيني وحسن حنفي والجابري وفربان. ويقول إن السجل التراثي في الصوفية وغيرها إنما يوضح، بنصاعة، قدرة العديد من المفكرين المسلمين على العطاء الفكري، والحضاري، والإنساني، وعلى وضع لبنة عظمى في صرح حداثة العقل العربي المعاصر، المنكبة على دراسة الماضي من أجل رؤية بديلة للمستقبل. ويوضح بركات أن مروة عاش لعقود طويلة وهو يقاتل، "نادرا مع الآخرين وغالبا وحده، وبالقلم والكلمة المتوهجة والروح المتوثبة واللهجة الزاخرة، ولطالما أحزنه الجهل بالمعرفة والثقافة أكثر من الأمية، حيث عمل على شرح نصوص عاشت الأمة العربية والإسلامية لفترات طويلة على تحريفها"، بحسب ما يقول. ويعتقد أن قلة الذين ما يزالون يتذكرون "الشيخ الاحمر"، "داعية الاشتراكية"، والمحرض الأبلغ على الثورة والخروج على المستمرين في قمع الناس ومسلطي سيف الدين على رؤوسهم، مؤكدا أن هذا هو مروة، وهذه هي مقالاته التي تبين مدى سعة المعرفة عنده في المجالات كافة؛ السياسية والفكرية والأدبية والدينية. ويذكر أن د. حسين مروة، (1910-1987)، هو عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني سابقاً، وقيادي بارز في لبنان والعالم العربي له العديد من المؤلفات ويعتبر أبرزها وأكثرها شهرة على الإطلاق كتاب "النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية"، الذي أثار جدلا كبيراً في وقته. وترأس مروة تحرير مجلّة "الطريق الثقافيّة" من العام 1966 حتى شباط 1987 (تاريخ استشهاده)، وكان عضواً في مجلس تحرير مجلّة "النهج" الصادرة عن مركز الابحاث والدراسات الاشتراكية في العالم العربي. اغتيل د. حسين مروه في منزله في 17 شباط العام 1987، حيث ترك العديد من المؤلفات والدراسات النقدية في ضوء المنهج الواقعي منها :"تراثنا كيف نعرفه، دراسات في الفكر والأدب، الثورة العراقية، قضايا أدبية، النزاعات المادية في الفلسفة العربية والإسلاميّة (ثلاثة أجزاء)، من النجف دخل حياتي ماركس، ولدت شيخاً وأموت طفلاً (سيرة ذاتية)".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حسين مروة كلمات حية كتاب جديد لقاسم بركات حسين مروة كلمات حية كتاب جديد لقاسم بركات



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:02 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

الوحدة الوطنية التي نريدها

GMT 01:00 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

دار "ماتيلد لورون" تطرح عطرًا للرجل العاشق للحرية

GMT 22:35 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل ثلاثة مغاربة من أسرة واحدة في حريق شمال إيطاليا

GMT 05:34 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

مي الجداوي تعلن عن مراحل تشطيب المنزل

GMT 14:07 2016 الأربعاء ,17 شباط / فبراير

سفيان بوفال يقترب من حمل قميص أسود الاطلس

GMT 02:32 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

شركة "مرسيدس-بنز" تكشف عن تطوير سيارتها من الفئة "S"

GMT 18:43 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

ديكارت ومحافظ البصرة

GMT 02:08 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

قيس سعيد يجري حوارا بعد مرور 99 يومًا من تسلمه رئاسة تونس

GMT 08:25 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

موسكو: اغتيال سليماني خطوة متهورة تصعد التوتر في المنطقة

GMT 11:07 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

قناة "MBC5" تقرر الاستغناء عن الفنانة "جميلة البدوي"

GMT 19:19 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

كيف تفهم ما يقوله الاطفال قبل أن يتكلموا؟

GMT 09:08 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

الوداد يعير المترجي لشباب المحمدية
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya