كلمة يصدر التوابل التاريخ الكوني
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"كلمة" يصدر "التوابل التاريخ الكوني"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

دبى ـ وكالات

أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة كتاباً جديداً بعنوان "التوابل .. التاريخ الكوني" للمؤلف فريد كزارا، وترجمة إيزميرالدا حميدان. التوابل.. رفاهية لابد منها على كل مائدة، فهي تضيف سحراً وألقاً وتميزاً إلى طعامنا، وكم من مرة تساءلنا من أين تأتي هذه النكهات الرائعة وكيف تصل إلينا؟ وربما شرد فكرنا متجولاً في أماكن نموها وأشكال نباتاتها، ولكن لعل القليل القليل منا من فكر إن كان لها تأثير على أمور غير الطعام.. وهذا بالتحديد ما يتناوله الكتاب، فكم من حرب ضروس اشتعلت بسبب التوابل وكم من دماء أزهقت في سبيلها، وكيف كان تأثيرها على الحضارات والتاريخ ونهوض الأمم وانهيارها. تعرض فصول هذا الكتاب لمسار التوابل عبر التاريخ بدءأ من العصور القديمة فالعصور الوسطى مروراً بعصر الاكتشافات وانتهاءً بالقرن العشرين، ويشرح الكتاب دور الحضارات والدول في حركة التوابل من الشرق إلى الغرب وأثر كل منها على انتشار التوابل وتجارتها والحملات العسكرية التي ترافقت مع اكتشاف مناطق جديدة لزراعتها. يبدأ الكتاب استعراضاً مثيراً للتوابل فيتحدث عن أسمائها وأنواعها وأصولها ويذكرنا بمدى غرابتها وارتفاع قيمتها ثم يستعرض لنا التوابل الرئيسة التي ستشكل محور هذا الكتاب وهي: القرفة والقرنفل وجوزة الطيب والفلفل والفلفل الحار، حيث كانت هذه التوابل الخمسة محور الأساطير التي نسجت حول التوابل بشكل عام. تدور جميع فصول هذا الكتاب حول التوابل الخمسة الرئيسة وتأثير كل منها في كتابة تاريخ البشرية والطرق البرية والبحرية التي سلكتها التوابل لتصل إلى مختلف أنحاء العالم وما ورد في الآداب والفنون المحلية من تغنٍ بالتوابل وآثارها السحرية وفوائدها الطبية، وكيف غيرت خريطة ومسارات التجارة العالمية لتصبح السلعة الأثمن والأغلى والتي اعتمدت كبديل للنقود في بعض الأحيان، وأدت إلى نهوض مدن أوروبية وقيام ممالك تجارية. عَبَرت التوابل من شرق آسيا إلى أوروبا، مخترقة المنطقة العربية وحاملة معها الرخاء والازدهار لكل من عمل في هذه التجارة من مختلف الأعراق والأديان. وبعد انتهاء الحروب الصليبية فضل الغرب البحث عن أماكن زراعة التوابل بدلاً من انتظار العرب والفرس ليزودوه بها، وهكذا بدأ عصر الاكتشافات، حيث سيرت كل دولة حملاتها بحثاً عن أماكن زراعة التوابل ونشأت المنافسة بين الهولنديين والإنجليز والإسبان والبرتغاليين على طريق التوابل وتسارعت الاكتشافات، فالجميع يسعى للوصول إليها واحتكار تجارتها. وفي سبيل تحقيق هذه الرغبة ارتكبت مذابح بحق الشعوب الأصلية في الجزر التي تنتج التوابل وتم احتلالها بالكامل أو إخضاع سكانها للهيمنة الغربية، ونشط القراصنة في سرقة السفن التجارية المحملة بالتوابل والتي غرق الكثير منها بسبب الحمولة الزائدة، واختلفت الثقافات وتصارعت على أرض التوابل وطريقها ولعب الجميع دون استثناء، من أوروبيين وعرب ومسلمين وهنود وصينيين وغيرهم، دوراً ما في انتقال التوابل وما رافقها من مآس وازدهار. فقد نشأت شركات جديدة وتحولت لتصبح إمبراطوريات تجارية بسبب التوابل واستعبد البشر ليعملوا في زراعة التوابل وحصادها، وانتقلت التوابل من الشرق إلى الغرب وأصبح لها المكان الأثير في قلوب الجميع. إلا أن التوابل لا توجد في الشرق فقط، فقد انتقل الفلفل الحار من الأمريكيتين في الغرب نحو الشرق ليصبح من التوابل الأساسية في المطابخ الآسيوية ويعرف باسم البابريكا، وهكذا يوضح لنا الكتاب تداخل الثقافات والحضارات الذي سببته التوابل. وينهي الكتاب استعراضه لتاريخ التوابل بالحديث عن آثارها على الصحة ومشاركتها في العصر الحديث ودخولها إلى مجال الصناعة وانتشار التوابل العضوية والغش الذي تتعرض التوابل وأساليب الحفاظ على جودتها. لم يخطر في بال الكثيرين أن هذا التابل الذي يضيف لمسة من السحر واللذة إلى أطعمتهم ومشروباتهم قد سحق في طريقه حياة آلاف من البشر واستعبد عشرات الآلاف وسبب حروباً وصراعات لا نهاية لها، ولكن في النهاية، استحقت التوابل موقعها على قمة الهرم الغذائي للبشر. كتاب أكثر من جدير بالقراءة، فهو يلقي الضوء على أسرار خفية ومعلومات قيمة إلى جانب احتوائه على صور نادرة تضيف متعة الاكتشاف أثناء القراءة، لنشاهد أثناء قراءتنا له كيف فتحت تجارة التوابل أول أبواب العولمة ودفعت البشر للاختلاط ببعضهم وحركت جشعهم وطمعهم. فريد كزارا، مؤلف الكتاب، يعمل مستشاراً في التعليم العالمي والدراسات الاجتماعية والتعلم عن طريق مشاركة الاختصاصات، وهو أستاذ مساعد في مادتي جغرافية العالم وتاريخه في جامعة سانت ماري في ماريلاند الأمريكية، وقد ألّف وساعد في تأليف سبعة كتب. أما المترجمة فهي إيزميرالدا حميدان، تخرجت من كلية اللغة الإنجليزية وآدابها في جامعة دمشق، لها عدة ترجمات منها كتاب "الغراب" من تأليف بوريا ساكس و"الحكايات الشعبية لقبيلة زوني" من جمع فرانك كاشينغ وغيرها.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلمة يصدر التوابل التاريخ الكوني كلمة يصدر التوابل التاريخ الكوني



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya