الثقافة الجماهيرية والحداثة في مصرإشكالية الثقافة الشعبية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"الثقافة الجماهيرية والحداثة في مصر"إشكالية الثقافة الشعبية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

القاهرة ـ وكالات

طرح كتاب 'الثقافة الجماهيرية والحداثة في مصر' إشكالية الثقافة الشعبية بوصفها وعاءً يلخص بشكل ما النظام الاجتماعي ، في مواقف محددة، ضمن سياق تقع فيه الحداثة كمفتاح للثقافة الشعبية في وسائل الإعلام، وبالتالي يمكن القول إن الحداثة المصرية في إطارها التحليلي تركز بشكل أكبر على المحافظة على التواصل مع الماضي، حيث تتجلى العلاقة بين الحداثة والقومية بوضوح في موضوع اللغة، التي هي جوهر الممارسات الاجتماعية. والكتاب الذي صدر مؤخراً ضمن سلسلة الإنسانيات، التي تصدرها مكتبة الأسرة ، يقع في 286 صفحة، ومؤلفه هو الباحث وولتر أمبرست أستاذ الأنثروبولوجيا الثقافية بجامعة أكسفورد، وله أكثر من كتاب عن الثقافة الجماهيرية. ويشير المؤلف في البداية إلى أن الثقافة الشعبية لها مكانتها في حياة معظم المصريين، ومعظم بلاد الشرق الأوسط التي تتحدث بالعربية، ولذلك فإن عدم الاهتمام الذى تلاقيه الثقافة الشعبية في وسائل الإعلام من قبل مراكز الأبحاث والجامعات أمر غير مفهوم أو مبرر. والتحديث أو الحداثة في المجتمع الغربي يعني قطع الصلات مع الماضي كوسيلة لتمهيد الطريق أمام أنماط اجتماعية أكثر عقلانية، وهي عملية يسميها العالم هرفي 'التدمير البناء'، لكن الحداثة -في رأي المؤلف- تركز بشكل أكبر على المحافظة على التواصل مع الماضي، وأصبحت وسائل الإعلام في القرن العشرين وسيلة مهمة لنشر مبادئ أيديولوجيا الحداثة في مصر. والسبب في ذلك يرجع جزئياً إلى أن الحداثة مرتبطة بشكل عضوي بالفكر القومي، ومن هنا كانت الثقافة الجماهيرية مهمة من الناحية اللغوية في مصر، لأنها تاريخياً كانت وسيلة لتحقيق الهوية القومية، وتكثف الثقافة الجماهيرية إذا وضعت في سياقها السليم الكثير من أوضاع مصر الحديثة. وفي الفصل الأول يحلل المؤلف بتفصيل شديد المفردات الشعبية في المسلسل التلفزيوني الشهير 'الراية البيضا'، الذي كتبه أسامة أنور عكاشة وأخرجه محمد فاضل، باعتباره لقي اهتماماً كبيراً من المشاهدين، ونجح في تصوير التوتر الاجتماعي، وهو الشيء النادر في مسلسلات تلك الفترة. وفي الفصل الثاني يتحدث المؤلف عن الانقسام بين المثقفين حول هل الثقافة الشعبية هي الفلكلور؟ فهناك من يرى أن الفلكلور شر لا بد أن تمحقه الدولة الحداثية وفي نفس الوقت عليها أن تشجع إحلال نموذج ثقافي غير تقليدي أو مختلف محله، بينما يرى فريق آخر أن هناك فصلاً تاماً بين الثقافة الجماهيرية التي هي ثقافة الإنسان الأمي، وبين الثقافة العامة بمفهومها الواسع. ويخصص المؤلف الفصل الثالث للحديث عن الموسيقار محمد عبد الوهاب ودوره في إحياء وتطوير الموسيقى العربية، وقدرته على دمجها مع الموسيقى الغربية، وتحويل التخت العربي، الذي يضم ما بين أربع أو خمس آلات، لأوركسترا كبيرة، وإدخال الموسيقى العربية سياقات ووسائط جديدة، كتسجيلات الغرامافون والأفلام الغنائية. ويقارن المؤلف في الفصل الرابع بين فيلمي 'الوردة البيضاء' و'العزيمة' حيث كان الأول أرستقراطيا، بينما كان الثاني يعبر عن الطبقة المتوسطة، ويحلل المؤلف النمط الثقافي لكلا العملين. أما الفصل الخامس فيتحدث عن فيلم 'خلي بالك من زوزو'، الذي يتحدث عن طالبات الجامعة في تلك الفترة وقضية الرقص وعلاقته بالفساد الأخلاقي، ثم يناقش فيلم 'كابوريا' للفنان أحمد زكي ومدى تطور الثقافة الشعبية بين العملين. وفي الفصل السادس والأخير يتحدث المؤلف عن السوقية، ويناقش مسرحية 'مدرسة المشاغبين' كنموذج، إضافة إلى بعض الأغاني الهابطة، ليكشف جانبا سلبيا من الثقافة الشعبية ومدى علاقتها بالحداثة كما يفهمها المؤلف.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثقافة الجماهيرية والحداثة في مصرإشكالية الثقافة الشعبية الثقافة الجماهيرية والحداثة في مصرإشكالية الثقافة الشعبية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya