دبي ـ المغرب اليوم
تتواصل الاستعدادات لانطلاق مهرجان ليوا للرطب في نسخته العاشرة لهذا العام والذي يقام للسنة الثانية على التوالي في شهر رمضان المبارك خلال الفترة من 12 ولغاية 18 يوليو 2014 في مدينة ليوا بالمنطقة الغربية بإمارة أبوظبي ، وذلك تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وبتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي.
ويضم المهرجان العديد من الفعاليات الشعبية والتراثية والفنية، من أهمها مزاينة الرطب والليمون والمانجو والسوق الشعبي، وذلك في إطار الاحتفاء بالعادات والتقاليد والمحافظة على التراث المعنوي لدولة الإمارات، وخاصة شجر النخيل الذي يشغل مساحة كبيرة من التراث الإماراتي الأصيل والذاكرة الإنسانية لمجتمع الإمارات.
وفي هذه المناسبة قال سعادة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية " نحن لا نريد لهذه الشجرة أن تكون ماضياً نحتفي به فقط، فنحن لليوم ما زلنا نستمع إلى روايات عن طقوس الاستعداد لموسم الرطب، فإن لذلك حكاية ورواية قديمة لا يعرفها إلا أهل الخبرة والمهارة من الآباء الذين ما زال البعض منهم رغم كبر سنه يمارس هواية أجداده ويورثها لأبنائه ".
وأكد أنّ هذه الشجرة المباركة تحظى باهتمام ودعم كبير من قبل قيادتنا الرشيدة، وتسعى الجهات المعنية دوما ً لتطوير طرق زراعته والاهتمام به، إضافة لتبوأ الإمارات مرتبة عالمية متقدمة في مجال إنتاج التمور وتصديرها، ونوّه بنجاح مزرعة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" بالعين مؤخراً، في حصاد أول رطب"الخلاص" قبل موسمه بشهرين للمرّة الأولى، كأول منطقة في الخليج العربي، فيما تنتج بقية المناطق هذا النوع من الرطب في نهاية الشهر المقبل. كما نجحت سابقاً تجارب مخبرية إماراتية في استنساخ البراعم الأولية لفحل نخيل نادر ووحيد، يتميز بوفرة حبوب اللقاح، ويكفي الواحد منه لتلقيح ما يقارب 25 نخلة تمر.
وأشاد محمد خلف المزروعي بتوجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مجال دعم وتشجيع كافة المزارعين في الدورة الماضية 2013، حيث تمّ شراء كميات كبيرة من الرطب الطازجة من العارضين في سوق الرطب المقام على هامش المهرجان.. كذلك، وتقديراً من سموه لمحبي النخلة من الفائزين والمشاركين، فقد وجّه سموه عشرة آلاف فسيلة نخيل نسيجي هدية للمزارعين المواطنين الفائزين وللذين شاركوا في مهرجان ليوا للرطب في دورته التاسعة ، مُتمنياً سموه المزيد من التوفيق والنجاح والبذل والعطاء لكافة المشاركين وللعاملين في قطاع نخيل التمر.
من جانبه أشار عبيد خلفان المزروعي مدير مهرجان ليوا للرطب إلى إن نجاح المهرجان على مدار السنوات الـ 9 السابقة ما هو إلا نتيجة لتضافر جهود الجميع وتحملهم المسؤولية كاملة من أجل العمل على إنجاح الحدث المميز، وإظهاره بأبهى صوره و تقديم أفضل الخدمات للمشاركين وأرقى العروض لزوار المهرجان.
واعتبر أن المهرجان هو الحدث الأبرز الذي يُعنى بشجرة النخيل وكل ما يرتبط بها، حيث تحوّلت الاحتفالية التي تقام على ما يزيد عن 20 ألف متر مربع في مدينة ليوا إلى محطة رئيسة على خارطة المهرجانات السياحية في الدولة، مشيراً إلى أن أهمية مهرجان ليوا ينبع من جمعه لعشاق الأصالة والتراث والمهتمين بخير الأرض ورُطبها وإرثها الحضاري، وذلك بفضل الدعم المميز من قبل راعي المهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.
وأكد عبيد المزروعي أنّ النجاحات العلمية والبحثية المتواصلة التي تحققها الإمارات في مجال زراعة النخيل بالتوازي مع جهود صون التراث، إنما تأتي تأكيداً على أهمية النخيل في الحياة الإماراتية وليس كونه تراثاً وتقليداً إنما حاضراً نحيا به ونقدمه لأجيالنا القادمة لتحقيق الاستمرارية الناجحة في عملية تطوير زراعته وريه والمحافظة عليها.
يذكر أن اللجنة العليا المنظمة لمهرجان ليوا للرطب تواصل عقد اجتماعتها الخاصة بإطلاق الدورة العاشرة منه حيث يتم مناقشة كافة الشؤون التنظيمية الإدارية واللوجستية والأمنية والإعلامية اللازمة لضمان تحقيق أهداف ورسالة المهرجان، والتنسيق مع كافة الجهات المعنية بما يضمن تكامل الأدوار وتوفير الجهود والتكاليف وتحفيز المجتمع المحلي والإقليمي على المشاركة في فعاليات المهرجان وشروط الالتحاق بالمسابقة وآليات التقييم الخاصة بالمهرجان.
وتميزت فعاليات الدورة الماضية من مهرجان ليوا 2013، بتزامنها وللمرّة الأولى مع أجواء شهر رمضان المبارك، حيث استقبل المهرجان الآلاف من الزوار في الفترة المسائية يوميا ً . كما تميّزت الدورة التاسعة باستحداث ثلاثة أشواط تشجيعية لكل من فئات الدباس والخلاص والنخبة، تمّ تخصيصها للمشاركين الذين لم يسبق لهم الفوز من قبل في أيّ من الدورات السابقة للمهرجان، وذلك بهدف مكافأتهم على مشاركتهم المتواصلة وتحفيزهم وتشجيعهم على بذل الجهود لمنافسة الآخرين.
وقارب مجموع جوائز الدورة التاسعة الـ 5 مليون درهم تمّ منحها لـ( 205) مشارك، حيث شملت فئات مسابقة مزاينة الرطب، وهي الفعالية الرئيسية للمهرجان: الخنيزي، الخلاص، الدباس، أبومعان، الفرض، النخبة، أكبر عذج. إضافة لفئات مسابقتي المانجو والليمون، ومسابقة أجمل عرض تراثي.
وتشكل مسابقات الرطب الفريدة من نوعها هدفاً لجميع المشاركين للحصول على المراتب الأولى، حيث يتم إعلان النتائج بعد القيام بتدقيق المزارع وفقاً لمعايير دقيقة متعدّدة تشمل النظافة العامّة للمزرعة، والعناية بالنخلة، واستخدام أسلوب الري الأمثل في توفير مياه السقي، إضافة الى الالتزام بمواعيد تسليم العيّنات حسب الفئات والتواريخ التي يتم تحديدها من قبل اللجنة المنظمة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر