جرش ـ بترا
يمضي زوار مهرجان جرش الكثير من وقتهم في شارع الاعمدة في المدينة الاثرية متنقلين بين معارض المنتجات الجرشية الممتدة على طول الشارع والتي تتنوع بين المنتجات التراثية والحرف اليدوية والمواد الغذائية .
فعلى امتداد شارع الاعمدة تعرض منتجات جرشية تتقدمها منتجات الالبان التي تشتهر بها المحافظة ومنتوجات النسيج والغزل لكافة انواع الاثواب المطرزة التي تمثل مختلف مناطق المملكة والحرف اليدوية من الرسم على الزجاج الى الزجاجات المعبأة بالرمل بطرقة فنية تلفت انظار الزائرين والمنحوتات الحجرية والخشبية واللوحات الفسيفسائية من انتاج فناني المحافظة،مثلما يعرض مزارعو جرش منتجاتهم من الزعتر والزيت والسماق والزيتون والمقدوس اضافة الى مختلف اصناف الفواكه الطازجة والمجففة .
رشيد بني مصطفى الذي له بصمات كثيرة عبر مشاركاته في معارض شتى وفي مهرجان جرش على وجه الخصوص يهتم بإنتاج الأغذية الطبيعية البلدية الخالية من أي إضافات أو أصباغ أراد باستخدام الطواحين إعداد منتجاته وإضفاء النكهة التراثية الأصيلة عليها من الحبوب والبهارات التي يعدها ضمن مزيج من الخلطات التي تعطي نكهة وجمالية الصناعة اليدوية بتكاليف قليلة مقابل ريع يؤمن له مصدر دخل جيد .
يقول إن خبرته الكبيرة في العمل في هذا المجال أكسبته معرفة واسعة في إعداد الخلطات من البهارات والأغذية الطبيعية الأخرى وطرق إعدادها، لافتا إلى أن الطواحين تعد الآن تحفا نادرة يصعب إيجادها غير أنه امتلك بعضا منها من خلال توارثها من الأهل والأقارب.
يتمنى بني مصطفى الذي يشارك في المهرجان سنويا من خلال جمعية جرش للحرف اليدوية ان يجد المكان المناسب لعرض خبراته لاسيما في الساحة الرئيسية ليتمكن غالبية الزوار من الاطلاع عليها .
ويضيف أن المهرجان يعد موسما ومصدر رزق للكثير من أبناء جرش الذين ينتظرونه، غير أن تراجع الإقبال على الأجنحة الفنية والتراثية خيب آمال الكثيرين الذين يتوقعون من مهرجان يقام في منطقتهم الشيء الكثير، ويعزوا بني مصطفى هذا التراجع إلى بعد المكان عن حركة زوار المسرح الجنوبي مطالبا أن يخصص لأبناء جرش مكان أكثر ملاءمة حيث يكون على مرأى من أعين رواد المسرح الجنوبي الذي يعد الجاذب الرئيسي للزوار.
رئيس جمعية جرش للحرف اليدوية صلاح عبيد العياصرة يرى أن الجناح الذي خصص لأبناء جرش بشكل مجاني لعرض مشغولاتهم وفنهم وحرفهم أصبح هوية معروفة لدى الجميع كون أبناء جرش اعتادوا العرض فيه منذ أكثر من عقدين من الزمن فتحول إلى هوية مرتبطة بعروض الفنانين والحرفيين والمهتمين بالتراث من أبناء جرش.
عبيد لا تفوته مشاركة في المهرجان منذ أكثر من عشرين عاما يحترف مهنة التعبئة والرسم بالرمال وتهديب الأشمغة والمطرزات والفسيفساء والنحت على العظم الاصطناعي، ويقول إن مشاركة أبناء جرش في المهرجان هذا العام كانت لافتة مقارنة مع السنوات الماضية حيث وصل عددهم حوالي 150 مشاركا من خلال ثماني جمعيات من جرش وحتى الذين يصنعون أعمالهم في البيوت إضافة إلى الفنانين والشعراء والأدباء.
ويؤكد عبيد أن جناح جرش من أكثر الأجنحة تنظيما وحضورا في المهرجان والإقبال عليه جيد كون المكان ارتبط باسم المحافظة من سنوات طوال.
ولاول مرة ترتقي في المكان خيمة جرشية اقامتها بلدية جرش الكبرى تفوح منها رائحة القهوة العربية مرحبة بضيوف المهرجان قبالة المدرج الجنوبي لتستقبل زوار المدينة الاثرية وكبار الزوار ، فغدت محطة رئيسة يؤمها الكثيرون فضلا عن كونها محطة لمتابعة المسؤولين في البلدية وتقديم الخدمات .
يمضي رئيس بلدية جرش الكبرى الدكتور علي قوقزة جل وقته في الخيمة الجرشية يستقبل الزوار يحدثهم عن مزايا المدينة الاثرية ويطرح الكثير من الافكار التي من شانها ان ترتقي بواقع المدينة لتكون حاضنة حقيقة لزوار المدينة وانشطتها .
كما ويتواجد في الخيمة اعضاء اللجان المحلية والاعلامية يلتقون فيها ويجرون العديد من اللقاءات حول الانطباعات العامة عن المدينة ومدى قدرتها على تقديم الخدمات لزوارها .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر