بعلبك ـ أ ف ب
افتتحت مهرجانات بعلبك الدولية مساء الاربعاء موسمها في المدينة التاريخية الواقعة شمال شرق بيروت، بعدما اقيم المهرجان العام الماضي استثنائيا في ضواحي بيروت لاسباب امنية مرتبطة بالنزاع في سوريا المجاورة.
واحتشد نحو ثلاثة الاف شخص على المدرجات في باحة معبد باخوس لحضور الإستعراض الذي احياه المغني اللبناني عاصي الحلاني (44 عاما)، وسط تدابير امنية مشددة على باب القلعة الاثرية وفي داخلها وانتشار كثيف للجيش اللبناني على طول الطريق المؤدية الى موقع المهرجانات.
واستمر العرض اكثر من ساعتين تخللتهما استراحة، وقدمت فيه اغان بقالب ممسرح، وفق مسار الفصول الأربعة، من الخريف إلى الصيف. وادى فيها المغني باللباس المحلي التقليدي مجموعة من الاغاني التي تتغنى بمدينة بعلبك، او تلك التي تعبر عن الثقافةالغنائية المحلية في منطقة البقاع شرق لبنان، والفلكلور اللبناني عموما مثل الميجانا والعتابا والهوارة.
ولونت الحفلة 22 لوحة راقصة فولكلورية ومعاصرة لفرقة المجد البعلبكية التي ضمت 25 راقصا وراقصة، على انغام فرقة من 45 موسيقيا انتشرت تحت المسرح.
ويستمر المهرجان حتى 31 اب/اغسطس، ويستضيف في الثالث من آب/اغسطس مغنية الاوبرا الرومانية انجيلا غورغييو التي تتميز بصوتها الجامع بين الرقة والقوة بتسلقه الدرجات الموسيقية العالية. لكن عرضها يقام في "كازينو لبنان" شمال بيروت.
وقال مصدر في إدارة المهرجان في وقت سابق لوكالة فرانس برس إن "جورجيو أبدت رغبتها في نقل حفلتها إلى موقع آخر قريب من العاصمة بيروت نظرا إلى ما تتناقله وسائل الإعلام عن الأوضاع الأمنية في المنطقة وهي فضلت هذا الخيار على الغاء حفلتها" دون تغييرات أخرى على البرنامج.
وتقع مدينة بعلبك قرب الحدود مع سوريا، وهي تعد معقلا لحزب الله الذي يخوض معارك في الداخل السوري الى جانب قوات الرئيس بشار الاسد. وقد تعرضت المدينة على غرار مناطق اخرى محسوبة على الحزب لتفجيرات وسقوط صورايخ كان آخرها مساء الاربعاء، تبنتها بمعظمها مجموعات متطرفة قالت انها ردا على تدخل الحزب في النزاع السوري. ويسود القلق من احتمال تكرر عمليات مماثلة.
وسيقف على ادراج بعلبك في العاشر من الشهر عينه عازف العود التونسي والمغني ضافر يوسف يرافقه كل من عازف الكلارينيت التركي حسنو سنلنديريتشي وعازف الغيتار النروجي إيفيند آرسيت ضمن امسية "ترنيمة "للطيور" وهي ايضا عنوان ألبوم يوسف الأخير الذي يمزج بين الجاز والموسيقى الصوفية الشرقية.
ومن اجواء الموسيقى الى اجواء استعراضية بهلوانية مع الفرقة الكندية "اصابع اليد السبعة" التي ستقدم "سيكانس 8" وهو عرض للصغار والكبار غني بالالون والحركات البهلوانية والتفاعلية يحمل رسالة لتقبل الآخر.
وكان أفراد هذه الفرقة قدموا عروضا أمام مئات ملايين المشاهدين في افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية التي اقيمت في شباط/فبراير الفائت في مدينة سوتشي الروسية.
ويختتم المهرجان في 31 اب/اغسطس بمسرحية فرنسية من بطولة النجمين الفرنسيين جيرار دوبارديو وفاني اردان.
يذكر أن " "مهرجانات بعلبك الدولية" انطلقت في العام 1956. ولم تنظم السنة الماضية في القلعة، بل في مصنع أثري للحرير قرب بيروت.
وتتواصل المهرجانات والنشاطات الثقافية والفنية في لبنان بوتيرة عالية لا يحد منها الانقسام السياسي الحاد الذي يتخذ احيانا شكل توترات امنية متنقلة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر