الدوحة - قنا
انطلقت مساء اليوم فعاليات مهرجان حلال هل قطر الثالث الخاص بتربية الأغنام ( الماعز والضأن) والذي يقام تحت رعاية المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/ ويستمر حتى نهاية الشهر الجاري.
ويهدف هذا المهرجان إلى الحفاظ على سلالات نقية من الضأن والماعز والذي يعبر عن عمق الأصالة العربية في تقدير قيمة الحلال سابقا ولغاية الآن، بالإضافة الى تأصيل أدبيات ومفردات الموروث الشعبي في نفوس الأجيال الناشئة.
وكان الافتتاح مصحوبا بنغمات تراثية قدمتها فرقة خاصة لفن العرضة القطرية بانغام وأشعار تراثية تعزز القيم الوجدانية للتراث القطري كما أن صوت الدلال يصدح في فعالية المزاد إحدى الفعاليات الرئيسية في المهرجان، فكان الافتتاح لوحة تراثية نابضة بالحياة .
وعقب الافتتاح والجولة التفقدية في أرجاء المهرجان، قال الدكتور خالد السليطي مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/ في تصريح للصحفيين ان انطلاق مهرجان /حلال هل قطر/ للعام الثالث على التوالي يعكس مدى نجاح المهرجان، لافتا الى أن /حلال هل قطر/ يعد من أكبر المهرجانات في المنطقة حيث أقيم هذا العام بمساحة أكبر من النسختين السابقتين سواء من حيث المساحة الإجمالية أو من ناحية مساحة العزب وكذلك بالنسبة للأماكن والفعاليات التراثية.
وأضاف السليطي أن المشاركات كبيرة لهذا العام حيث يشهد المهرجان بنسخته الثالثة مشاركات من دول مجلس التعاون أبرزها من الكويت والمملكة العربية السعودية الشقيقة، مؤكدا أن المهرجان حرص على عكس أفضل الصور عن التراث القطري من خلال وجود عدد من المحلات بطابعها المعماري المميز للأبنية القديمة في قطر كذلك الحرف اليدوية والتراثية والشعبية، بالإضافة الى أن هناك وجودا لجانب خاص بالفنون التشكيلية ، إلى جانب وجود مشاركات من شركات متخصصة في المجال المتعلق بالمهرجان كشركة حصاد وشركات أخرى في مجال الأعشاب .
وأكد الدكتور السليطي أن المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/ تركز دائما على الموروث القطري الأصيل لربط الأجيال الحالية والنشء بجيل الآباء والأجداد وتعريفهم بحياتهم وكيفية اعتمادهم على الحلال حيث كان يشكل مصدر رزق بالنسبة لهم ، وربطه بمناسبات تكون متاحة لجميع الفئات في المجتمع ولكافة أفراد الأسرة.
وأضاف أنه لهذا فإن المؤسسة يكون لديها على مدار العام مهرجانات كبيرة وضخمة وفعاليات متعددة كلها متعلقة وتختص بالموروث القطري فقط ابتداء من مهرجان المحامل التقليدية السنوي وأيضا مهرجان حلال هل قطر بالإضافة إلى مسابقة سنيار المتعلقة بالبحر وكذلك أنشطة فعاليات القناص وما تقوم به من فعاليات كبيرة بالنسبة للصقور ، وكذلك هناك بطولة القلايل حيث تهدف كل هذه المهرجانات والأنشطة إلى تركيز وتأصيل التراث القطري وحمايته من الاندثار .
ولفت إلى أنه رغم كمية الحلال الكبيرة التي تعرض في المهرجان وأنواعها المختلفة فإن عقد المهرجان بصورة سنوية بوجود الكثير من الأنشطة المرافقة يشجع أصحاب الحلال على اقتناء الأفضل ويعطيهم المهرجان حافزا للجودة وقوة المنافسة إذ أن المهرجان يعتبر مشجعا لزيارته من قبل العائلة فهو في قلب الدوحة وفيه الكثير من المتعة التثقيفية والترفيهية للجميع .
وقد شهد المهرجان حضور شخصيات عامة قامت بزيارة المهرجان أبرزهم رئيس الهيئة العامة للسياحة السيد عيسى بن محمد المهندي، وقد أعرب المهندي خلال زيارته لمهرجان /حلال هل قطر/ عن تقديره للمؤسسة العامة للحي الثقافي بإقامة مثل هذه المهرجانات التي تتناغم مع رسالة السياحة في قطر إذ أن المهرجان يسلط الضوء على تراثنا الذي يعكس الهوية القطرية حيث إن هذه الفعاليات التراثية تعتبر جاذبة للسياحة من دول مجلس التعاون والدول الصديقة ونحن نقدر هذا التكامل في تنشيط السياحة في دولتنا الحبيبة قطر.
من جانبه، أعرب السيد محمد الخليفي مدير مهرجان / حلال هل قطر / عن سعادته للانطلاقة القوية لهذا المهرجان في نسخته الثالثة، مؤكداً رؤية القيادة الحكيمة لدولة قطر في استشراف الحاجة للحفاظ على الهوية القطرية بأبعادها المختلفة المستمدة من التراث، مشيرا إلى الرسالة التي يهدف الى ايصالها للجمهور والزوار سواء من خلال الفعاليات التي يحتضنها المهرجان وهي الحفاظ على الهوية القطرية المستمدة من ديننا الاسلامي وقوميتنا العربية وخصوصية الشعب القطري في حياته الاجتماعية من خلال ربط الأجيال الناشئة بموروثنا الشعبي وأدبياته في الماضي.
وأكد مدير المهرجان أن فكرة هذا الأخير إظهار الحياة التي عاشها آباؤنا وأجدادنا بكل تفاصيلها ومفرداتها على صورة لوحة تراثية فلكلورية تعج بالحياة بنفس الصورة التي عاشوها خاصة أن الانسان العربي منذ القدم اهتم بالحلال ( الأغنام ) وما يتضمنه من فحول وشياه وكانت هذه الثروة تشكل مراتب الغنى في المجتمعات العربية، كما أن العرب اهتمت بالسلالات النادرة والتي لها مدلول اقتصادي وجمالي فكانت تجارة الحلال بأنواعها المختلفة تمثل حياة نابضة تحوي كثيرا من المفردات المستخدمة التي تعكس أدبيات المعاملات في المجتمع القطري ومن هنا نعبر عن احترامنا لذكريات آبائنا واجدادنا للحياة التي عاشوها، بالمقابل وضح الخليفي الناحية الهندسية للتصاميم في إبراز خصوصية العمارة القطرية.
ولفت إلى أن التصاميم الهندسية لموقع المهرجان تبرز تفاصيل الأحياء القديمة التي ميزت البيئة القطرية وقد روعي في التصميم الحيز المكاني للموقع الذي تميز بتصاميم دقيقة للأروقة والسوق الشعبي والمقهى الشعبي والبيت القطري والحي الشعبي القديم آنذاك، مؤكداً أن بوابة المهرجان تلخص رمزية التراث بصورة هندسية مبتكرة للبيت القطري بأبعاد هندسية مستوحاة من البيئة، إذ أن البوابة الرئيسية للمهرجان تعتبر من التجديدات في الهندسة المكانية لموقع المهرجان ورمزية تجدده، حيث تميزت بارتفاعها وما تحويه من رمزية تتواءم مع الحدث .
وأكد الخليفي أن موقع المهرجان يشتمل على مرافق صحية حديثة وخدمات ترفيهية مثل ركن خاص بألعاب الأطفال، ضمن بيئة آمنة تشجع العائلة بالقدوم للموقع والاستمتاع بتفاصيل المهرجان المختلفة، والتنقل ضمن فقراته وما يحوي من فنون تراثية اصيلة ، مشيراً الى ان المهرجان بمثابة لوحة فلكلورية تراثية نابضة بالحياة سيرضي جميع الأذواق ، وفيه فرصة للمدارس لزيارته والتعرف على محتوياته التراثية والعادات الأصيلة التي درج عليها الانسان القطري وطبيعة الحياة التي عاشها الآباء والأجداد، مشيدا في الوقت نفسه بالجهود الكبيرة للجهات المشاركة ودورها الكبير في تطوره وظهوره بهذا الشكل الجميل والرائع ، لافتا الى انه تم تلافي جميع السلبيات ، ليحافظ على ألقه وروعته وجاذبيته ، وما يدخل الفرح والسرور في نفوس الزائرين ، من خلال تخصيص خيمة كبيرة لألعاب الاطفال .
ودعا الخليفي جمهور (كتارا) وعشاق الثقافة والتراث لاغتنام الفرصة وزيارة المهرجان الذي يعد أحد أكبر وأقوى المهرجانات التراثية في قطر والمنطقة، مشيراً الى ان المهرجان يستقطب سنوياً أعداداً متزايدة من مختلف الشرائح والفئات، الرسمية والشعبية ، بالإضافة الى استقطابه للمجموعات السياحية الزائرة من خارج البلاد ، لما يتمتع به من جاذبية وإبهار وتألق.
ومن جانبه أوضح السيد أحمد بن ناصر الكواري رئيس لجنة فعاليات (العزب والمزاين والمزاد) في مهرجان (حلال هَل قطر) الذي انطلقت فعالياته مساء اليوم، أن فعاليات المهرجان الرئيسية هي ثلاث فعاليات أساسية وهي المزاين والذي يتم من خلالها استعراض أجمل حلال بناء على معايير تحكيمية تشمل 25 نقطة في جسم الحلال الذي يدخل لهذه المسابقة وسيتم عرض النتائج مباشرة على الشاشة من باب الشفافية والعدالة للجميع، والفعالية الثانية هي المزاد ويتم فيها عرض مجموعة من الحلال للبيع ولا يوجد سقف محدد للمزاد حيث تشرف على المزاد لجنة خاصة ودلال يقوم بدوره باستعراض الحلال وتوصيفه بطريقة استعراضية فيها تشويق وإثارة بينما الفعالية الثالثة وهي فعالية العزب وهي مجموعة من الحظائر التي تحوي كل منها على أنواع وأشكال مختلفة من الحلال بحيث يتمكن الزائر من رؤيتها عن قرب والتعرف عليها .
وأضاف الكواري أن هنالك شروطا خاصة للمزاين مطبوعة وموثقة في طلب الاشتراك نأمل من المشاركين التقيد بها . يشار إلى أن اليوم الأول من مهرجان /حلال هل قطر/ شهد انطلاقة مسابقة المزاين في لفئتي الإنتاج وأجمل فحل لسلالة العوارض، وتميزت مسابقة المزاين بقوة المنافسة وتقارب المستويات مما يدل على الاهتمام من قبل المربين /أصحاب الحلال/ في اقتناء أجمل وأجود أنواع الأغنام، كما تميزت مسابقة المزاين بحضور جماهيري غفير وذلك نتيجة الأجواء الحماسية التي تعكسها المسابقة في نفوس الجمهور.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر