فاس - و.م.ع
تحتفي مدينة فاس ابتداء من الجمعة بالموسيقى الأندلسية وروادها وعشاقها وذلك من خلال الدورة 19 للمهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية الذي أضحى تقليدا سنويا يحتفي بهذا الفن الأصيل الذي يشكل احد روافد الموروث الفني الموسيقي المغربي .
ويشارك في هذا الحدث الثقافي والفني، الذي ينظمه المجلس البلدي لمدينة فاس بهدف صيانة هذا الفن وحمايته وضمان استمراريته وإشعاعه، العديد من الفرق والمجموعات الموسيقية التي برعت في أداء هذا اللون الموسيقي وضمنت به، من خلال أعمالها الإبداعية، الاستمرارية والتألق باعتباره شكل على الدوام أحد مكونات الهوية الثقافية للمغرب.
ويتضمن برنامج هذه الدورة، التي تنظم تحت شعار " التراث .. أصالة وتجدد " وتستمر إلى غاية فاتح مارس، العديد من الفقرات الفنية والسهرات الموسيقية والأنشطة الثقافية والفكرية التي تصب جميعها في إحياء هذا الموروث الفني والمحافظة عليه .
وستحيي هذه السهرات الفنية، التي ستحتضنها بعض الفضاءات العتيقة منها رياضات ومركبات ثقافية، مجموعة من الفرق والمجموعات الموسيقية التي تضم في عضويتها رواد هذا اللون الفني الذين سيفدون من العديد من المدن المغربية التي عرفت عبر التاريخ بمحافظتها على طرب الآلة وتجديده وحمايته من الاندثار كفاس وتطوان والرباط وطنجة ومكناس وسلا والدار البيضاء وغيرها .
ولإعطاء دفعة قوية لهذا المهرجان استدعى القيمون على فقراته بعض الأجواق المشهود لها بتجديد طرب الآلة وصيانته خاصة جوق عبد الكريم الرايس برئاسة الفنان محمد بريول من فاس وجوق محمد العربي التمسماني بتطوان برئاسة الفنان محمد الأمين الأكرمي وجوق الرباط لطرب الآلة برئاسة الفنان إدريس كديرة وجوق المعهد التطواني برئاسة الفنان المهدي الشعشوع وجوق البريهي بفاس برئاسة الفنان أنس العطار وغيرهم .
وسيعرف حفل افتتاح هذا المهرجان مشاركة جوق بلابل الأندلس ( الرباط ) برئاسة الفنان عبد الكريم العمارتي وجوق الأصالة لطرب الآلة بمكناس برئاسة الفنان محمد الوارثي .
وسيكون عشاق الموسيقى الأندلسية على موعد في اليوم الثاني للمهرجان مع حفلة فنية يحييها جوق الرباط لطرب الآلة برئاسة الفنان إدريس كديرة بينما سيحيي السهرة الختامية كل من جوق المعهد التطواني برئاسة الفنان المهدي الشعشوع وكذا جوق البريهي بفاس برئاسة الفنان أنس العطار.
وإلى جانب الحفلات الموسيقية والسهرات التي ستؤثث العديد من فضاءات العاصمة العلمية للمملكة طيلة أيام المهرجان ستعرف هذه التظاهرة تنظيم عدة أنشطة فكرية يؤطرها باحثون وأكاديميون ومتخصصون في الموسيقى التراثية منها ماستر كلاس حول موضوع "منظومة الإيقاع في الموسيقى الأندلسية المغربية " بالإضافة إلى تنظيم ندوة منتدى تراث فاس التي ستبحث موضوع "الطرب الأندلسي بفاس .. تاريخ وأعلام "، فضلا عن تنظيم ندوة المهرجان التي تتضمن عقد جلسة علمية حول موضوع "مشروعية التلحين في الموسيقى التراثية .. الموسيقى الأندلسية نموذجا " .
كما ستعرف هذه الدورة حفل تقديم وتوقيع مجموعة من الإصدارات الجديدة التي تم إنجازها سنة 2013 والتي تتمحور في مجملها حول تراث الموسيقى الأندلسية المغربية منها كتب "الخطاب النظري .. الموسيقي عند العرب .. الآلة نموذجا" للباحث مصطفى العربي و"من مظاهر تطور النظرية الموسيقية العربية" لعزيز بنعبد الجليل و"الموسيقى الأندلسية المغربية والجزائرية" لمحمد العثماني ونوال قادري و"الموسيقى الأندلسية بين الأمس والغد" الذي هو عبارة عن مؤلف جماعي من إصدار جمعية هواة الموسيقى الأندلسية بالدار البيضاء وغيرها .
ويعد مهرجان الموسيقى الأندلسية، إلى جانب مهرجانات أخرى دأبت مدينة فاس على احتضانها وأضحت تقليدا سنويا كمهرجان الموسيقى العالمية العريقة والمديح والسماع وفن الملحون والثقافة الأمازيغية والثقافة الصوفية، إحدى أهم المبادرات التي تروم تنمية وتطوير مجموعة من الألوان والأشكال التعبيرية التي تشكل روافد مهمة في الموروث الثقافي والفني المغربي.
وكانت الدورة 18 لمهرجان فاس للموسيقى الأندلسية، التي احتضنتها فاس خلال شهر فبراير من السنة الماضية، قد عرفت تنظيم العديد من السهرات والأمسيات الموسيقية إلى جانب انشطة وتظاهرات فكرية وثقافية متنوعة .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر