كلمة يصدر الأعمال الكاملة للغواتيمالي أوغستو مونتيروسو
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"كلمة" يصدر الأعمال الكاملة للغواتيمالي أوغستو مونتيروسو

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

أبو ظبي - وكالات

أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبى للسياحة والثقافة، كتاباً جديداً بعنوان: "الأعمال الكاملة وقصص أخرى" للكاتب الغواتيمالى أوغستو مونتيروسو. ونقلته إلى العربية عن الإسبانية المترجمة نهى أبوعرقوب. يعدّ الكتاب واحداً من كلاسيكيات القصّة القصيرة الحديثة فى القرن العشرين. وقد ضَمن لمؤلّفه مكانة مرموقة بين كبار كتاّب القصة فى أمريكا اللاتينية إلى جانب كلّ من خورخى بورخيس وخوليو كورتاثار وخوان رولفو، وجعل منه رائداً لما يعرف بالقصة المينيمالية أو القصيرة جدّا. ففى كتابه الأوّل هذا والذى حمل عنواناً يؤكد سمة أساسيّة فى عالمه القصصى ألا وهى المفارقة التهكمية، تتجلّى السمات الكبرى التى ستميّز مجمل أعماله ومسيرته الأدبية اللاحقة: خيال جامح غذّته قراءات أدبية معمّقة وبالغة التنّوع (من الأدب الإغريقى واللاتينى إلى كُتّاب الحداثة الأثيرين لديه: جويس، بروست، كافكا وفولكنر، مروراً بأدب العصر الذهبى فى اسبانيا) وتجربة حياتية واسعة الغنى؛ ومزج ذكى ولامع بين الجدية العميقة والسخرية اللاذعة، ثمّ قدرة كبيرة على توظيف المحاكاة الساخرة لنصوص كلاسيكية ومرجعيات أدبية وأسطورية راسخة فى سبيل نقد النزعة الأكاديمية والتعبيرات النمطية فى الكتابة، إضافة إلى جرأة كبيرة فى نقد الواقع الاجتماعى والسياسى. وذلك كلّه عبر تقنيات سرديّة حداثيّة متنوعة تقوم على التناصّ والميتا سرد وعلى لغة رصينة محكمة تفيد من تقنيات الحذف والإيجاز. وإذا كانت السخرية هى السّمة الأبرز فى رصد مونتيروسو للعديد من مظاهر" الكوميديا البشرية" عبر قصصه، فإنّ هذه السخرية لا تحيل فى أى حال من الأحول إلى موقف متعال لمثقّف ينظر من برجه العالى إلى ضعف أمثاله من البشر وعثراتهم وأخطائهم وحماقاتهم. فهو الذى انخرط سياسيّاً وناضل ضد الديكتاتورية فى بلاده، وعاش جلّ حياته ومات فى منفاه المكسيكى، يؤكد فى أكثر من موضع أنّ ما يكتبه ينبع أساساً من شعور عميق بالتعاطف مع البشر ومن الإشفاق عليهم غير مستثنٍ نفسَه، كما أن الكثير من نصوصه، خصوصاً تلك التى ينتمى أبطالها إلى عالم الكتابة والأدب، كقصّته " الأعمال الكاملة " التى يختم بها هذه المجموعة، تعبّر فى حقيقتها عن هواجسه الشخصيّة ككاتب وعن شكوكه وتساؤلاته حول معنى الأدب ووظيفته وعلاقته بالحياة. فى سعيه للتجديد، رفض مونتيروسو المفهوم التقليدى للقصة القصيرة الذى كان رائجاً بوصفها مادّة للاستهلاك السّريع تُقرأ ثم تُرمى، فعمل على كتابة قصة لا تستنفذ من قراءة واحدة، ولا ترتكز على النهاية المدهشة التى عدّها تقنية بالية؛ قصةِ حادّة مكثفة من أول سطر إلى آخر سطر فيها حيث لا يهمّ النهاية ولا الحكاية نفسها بل الطريقة التى تروى بها. وحيث السرد تفكيك للتقليد الأدبى، وخلطٌ للأجناس يستعصى معه النصّ المفتوح الذى يجمع التأمل الفكرى والأسطورة والنكتة البلاغية وقصيدة النثر على أى محاولة للتصنيف. وسيكون من السهل على قارئ "الأعمال الكاملة (وقصص وأخرى) أن يعثر فى بعض نصوص الكتاب على البذور الأولى لهذه النزعة التجريبية لدى مونتيروسو والتى جعلت منه واحداً من أبرز المجدّدين فى الأدب المكتوب بالإسبانية. يعد المؤلف أوغستو مونتيروسو( 1921 – 2003 )، فى نظر الكثير من أدباء أمريكا اللاتينية من أمثال غابرييل غارسيا ماركيز وماريو بارغاس يوسّا وإدواردو غاليانو معلّماً ومجدّداً فى أساليب السرد وتقنياته، كما حظيت كتاباته بنجاح نقدى وجماهيرى عالميّين. ومن أشهر أعماله قصّته "الديناصور" (إحدى قصص الكتاب) التى تعتبر أقصر قصّة فى الأدب المكتوب بالإسبانية وقد عدّها الكاتب الإيطالى ايتالو كالفينو نموذجاً مثالياً فى الإيجاز السردى. نفى إلى المكسيك بسبب معارضته الشديدة لحكم الديكتاتور أوبيكو عام 1944.أقام فى بوليفيا وتشيلى فى الخمسينيات ثم عاد وأقام فى المكسيك حتى وفاته. نال أرفع الجوائز الأدبية فى بلده غواتيمالا( جائزة ميغيل انخل أستورياس عام 1997) وفى العالم الناطق بالإسبانية (جائزة أمير أستورياس عام 2000 وجائزة خوان رولفو عام 1998). من أعماله الأخرى: النعجة السوداء وحكايات أخرى 1969، الحركة الدائمة، 1972، الكلمة السحرية 1983. المترجمة نهى أبو عرقوب، من مواليد دورا الخليل/فلسطين.حاصلة على درجة البكالوريوس فى اللغات الحديثة من جامعة اليرموك- الأردن. تعمل فى حقلى التدريس والترجمة. تسهم بترجماتها الأدبية عن اللغتين الإسبانية والفرنسية فى عدد من الدوريات والصحف الأردنية والعربية. وقد صدر لها عن كلمة ترجمة كتاب" الكاتب والآخر" عن الإسبانية لكارلوس ليسكانو.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلمة يصدر الأعمال الكاملة للغواتيمالي أوغستو مونتيروسو كلمة يصدر الأعمال الكاملة للغواتيمالي أوغستو مونتيروسو



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 08:59 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تؤكد وجود الكثير من النساء الذين يفقنها جمالًا

GMT 07:53 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مجوهرات "Gasia" للمرأة المُحبِّة للإطلالة الاستثنائية دومًا

GMT 01:55 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

حسنية أغادير يفرض التعادل على سريع وادي زم من دون أهداف

GMT 23:36 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الجهة الشرقية في المغرب تسجل أعلى نسبة الإعاقة بنسبة 4%

GMT 04:24 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

السجن 10 سنوات للجهادي المرتبط بمهاجمة "مانشستر أريينا"

GMT 17:06 2017 الجمعة ,07 إبريل / نيسان

حورية فرغلي تفضل العمل مع أحمد عز ومحمود حميدة

GMT 03:11 2015 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مجلس عمالة الصخيرات تمارة يصادق بالإجماع على نظامه الداخلي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya