قراءات في الرواية النسوية العربية كتاب نقدي جديد
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"قراءات في الرواية النسوية العربية" كتاب نقدي جديد

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الرباط - وكالات

نحو «النسوية التأويلية» من أجل دحض القراءة الذكورية للرواية صدر حديثاً عن دار فضاءات للنشر والتوزيع – عمان للناقد سليم النجار، كتاب نقدي جديد، يحمل عنوان «قراءات في الرواية النسوية العربية». يتمحور «قراءات في الرواية النسوية العربية» حول موضوع النسوية العربية والرواية النسوية» المعولمة» التي تتمظهر تجلياته في الأعمال الرواية لعديد من الروائيات المعنيات بقضايا المرأة العربية في أماكن شتى من عالمنا العربي. وإن ما يجمع بين مجموعة الروائيات اللواتي يتناولهن الكتاب كونهن جميعاً ينحدرن من اصول عربية. ولا يخفي النجار انحيازه الفكري إلى ما أطلق عليه تعبير «النسوية التأويلية»، التي تقضي بإعادة قراءة النص الروائي قراءة نسوية جديدة، تطمح إلى دحض القراءة الذكورية للرواية، بهدف الوصول إلى استنباط حقيقة ان الوضع الراهن السائد في المجتمع البطريركي العربي، الذي يستحوذ فيه الرجال على السلطة والحقوق الاجتماعية كافة يستأثرون على الامتيازات، ويهيمون على مناحي المجتمع كافة. ليس أعطية من ثقافة تنويرية، وإنما جاء نتيجة القراءات الذكورية المتراكمة على امتداد التاريخ العربي. ولا ينتمي كتاب النجار الذي بين أيدينا إلى حقل النقد المجرّد، لكنه وإن بدا ملامساً لحقل الدراسات السوسيولوجية التي تقارب قضايا المراة وهمومها ضمن مجال الدراسات النسوية، يقتحم غير منطقة ثقافية أخرى الدين والأدب والفكر، والسياسة التي يمسها بحذر عن بُعد، وإن بدا هذا الكتاب على قطيعة مع نتاجات النجار السابقة، كونه يتناول موضوعاً جديداً في اعماله، فإنه في الوقت نفسه يظَّل يتقاطع مع اهتمامات هذا الناقد في مجال النقد بعامة والنقد العربي التنويري على وجه الخصوص، الذي أسهم فيه بغير كتاب. يفرد الكتاب كلمة للناشر من مجموع القراءات الستة للروايات التي تناولها النجار. وإذ أكدت الكلمة على أن دار فضاءات التي تأسست عام 2007، وأصدرت أكثر من «400» عنوان أدبي وفكري، خصّت الرواية ب(120) عنواناً، هذه الرؤية الثقافية، هي التي دفعتنا لإصدار مثل هذا الكتاب النقدي، الذي قرأ روايات أصدرتها الدار، نحن نعرف، أننا في عالمنا العربي، نمر في أزمة نشر وتوزيع الكتاب، ورغم هذه المعوقات، إلا أن إصرارنا على دفع الكتاب للقارىء العربي، هو ناتج عن قناعة تامة، أن للدار رؤيتها، وعليها واجب حضاري، يجعلها تتحمل هذه المغامرة، خاصة وأن جلّ الروايات المستهدفة، هي لروائيات كتبن الرواية لأول مرة، ويختم الناشر كلمته: وكما غامرت الروائيات، نغامر، دفعاً لن تكون المغامرة الإبداعية، عنوان الدار. الفصل الأول من الكتاب يكرّسه النجار لقراءة رواية «الناجون» للروائية المغربية «الزهرة رميج، التي تناولت فيها تجربة اليسار المغربي واشتباكه مع الواقع العربي المغربي، وفي هذا النص الروائي الذي يمتاز ببناء فني شديد الإحكام، تبدو الشخصيات الروائية هي العنصر الأكثر حضوراً وتميزاً وعمقاً سواء من خلال طبائعها وسماتها وملامحها أو من خلال وعيها وإرادتها وفعلها ومصيرها الذي تؤول إليه في النهاية. وتذهب مرمر القاسم في روايتها «مجانين في زمن عاقل...» التي جاءت قراءتها في الفصل الثاني، إلى المجتمع الفلسطيني، وطرح القضايا الإشكالية المطروحة في المشهد الاجتماعي الفلسطيني، إذ تؤكد الروائية الفلسطينية «مرمر القاسم» في روايتها «مجانينفيزمنعاقل...» ان لغة الحب، هي لغة القول الشعري لمنطق الفكر الناظر إلى المؤسسة الاجتماعية، كمؤسسة قمعية. وبذلك فهي لغة تقول على مستوى الرواية ما يمكن أن يقوله الفكر على مستوى اخر. اما الفصل الثالث، فقد جاء يقرأ رواية «نور القمر» للروائية السودانية – أميمة عبد الله، التي تمرّد نصها الروائي على مستوى الشكل، واعلن تمرده، على أشكال وطقوس السرد كماتمارس في حضرة السلطة والثقافة السائدتين، وتميز تمردّها بركنين مهمين: راو معلوم ينهض بمهمة الإخبار السردي يختفي وراءه مجهول يقدم جملة الاستهلال، وبطل ينجز مهمة الفحل. ويبدو لنا أن الكاتبة الروائية في رواية «نور القمر» هي نتيجة لعمل على الذاكرة الفردية والجماعية، سواء ذاكرة الكاتبة التي تعيش تجربة استقلال السودان، أو ذاكرة الساردة البطلة، وأيضاً لا تهمل ذاكرة القارىء. بينما يأتي الفصل الرابع قارئاً رواية «مكتوب» للروائية الإماراتية «فتحية النمر»، التي تسعى للكشف عن ماهية الحرية، كما يسعى السرد الروائي إلى اكتشاف الواقع النفسي للذات وراء المواقف والحالة والسلوك وذلك عبر الذاكرة وحركة الارتداد. وتوقف النص أما محطات شكّلت البعد النفسي للأنثى، وكذلك المكون الخارجي للذات، وجاء انحياز.. «مكتوب» إلى الزواج تخليداً للمكون الخارجي الذي ينتشلها من القهر. وضعت الأنثى بذلك مأساتها التي سقطت فيها، وأدركت خطورة ما يمكن أن تقع فيه حين سعت إلى إحياء الحب القديم. وإذا كان كتاب النجار أبعد ما يكون عن أن يمثل عملاً مهموماً بالنقد، فإن الربط بين الروائيات العربيات الرافضات و«الخارجات عن السرب»، وبين احتضانهن والترويج لهن، وضمن هذا السياق تأتي رواية «لا ملائكة في رام الله» للروائية الفلسطينية إيناس عبد الله، التي توهمنا بأن الرواية لم تكتب بعد، أو أنها ستكتب في وقت لاحق لا يبدأ إلا بعد انتهاء القارىء من الرواية المتسائلة «اين اختفى العاشق؟»، ثم تضع احتمالات لوجوده في أحلام محددة (الحلم، الواقع، الذاكرة) ولا أثر على اتجاهه سوى ذكره في الرواية. والملاحظ في رواية «لا ملائكة في رام الله» أن هذه الرواية بما تتضمنه من أسئلة وبنية مفاهيم وطرائق في البحث والتأويل، إنما يستهدف إنتاج معرفة أكثر إدراكاً لتحولات الواقع الفلسطيني ولعوائق تلك التحولات. وعلى نفس المنوال تنسج الروائية الفلسطينية روايتها «لست ملاكاً» في الفصل السادس والأخير. التي ترى روايتها إن الواقعي أو الواقعية هنا ليست بالضرورة ردة فعل يحدث خارج الفكر فيعبر عن تكوين يتحول مع المرأة، وإنما هو الوعي الذي يتكون في مرآة الفنان أو الكاتب فيعبر عن تكوين – يتحول مع المرأة التي هي ذاته إلى شيء حميمي ومعكوس عن الخارج. يبقى القول، أن خطوط بقلم الرصاص اقتحمت سطور الكتاب لتملأ ما بين السطور، شكلت العودة إلى قراءتها وإعادة قراءتها أساساً لهذه القراءة.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءات في الرواية النسوية العربية كتاب نقدي جديد قراءات في الرواية النسوية العربية كتاب نقدي جديد



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 08:59 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تؤكد وجود الكثير من النساء الذين يفقنها جمالًا

GMT 07:53 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مجوهرات "Gasia" للمرأة المُحبِّة للإطلالة الاستثنائية دومًا

GMT 01:55 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

حسنية أغادير يفرض التعادل على سريع وادي زم من دون أهداف

GMT 23:36 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الجهة الشرقية في المغرب تسجل أعلى نسبة الإعاقة بنسبة 4%

GMT 04:24 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

السجن 10 سنوات للجهادي المرتبط بمهاجمة "مانشستر أريينا"

GMT 17:06 2017 الجمعة ,07 إبريل / نيسان

حورية فرغلي تفضل العمل مع أحمد عز ومحمود حميدة

GMT 03:11 2015 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مجلس عمالة الصخيرات تمارة يصادق بالإجماع على نظامه الداخلي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya