الرباط ـ يوسف عصام
يستعد الكاتب والشاعر عبد الرحمن الوادي لإصدار ديوانه الشعري "تأشيرة إلى البصرة"، الذي يحاول من خلاله الإجابة على السؤال المحرقي: هل يمكن أن نكتب قصيدة حديثة في قالب قديم؟، عبر ركوبه أمواج البحور الشعرية لينتج خمسة عشر قصيدة من خمسة عشر بيتًا، يتناول في كل قصيدة بحرًا من البحور ووزنا من الأوزان القديمة باستثناء بحر الرجز الذي خصص له ثلاثة أبيات فقط في مقدمة الديوان.
ويبوح الوادي لـ"المغرب اليوم" بالسر وراء اختيار مدينة البصرة كعنوان لديوانه ووجهة لرحلاته البحرية، لكون "الخليل ابن أحمد الفراهيدي" مكتشف هذه البحور عاش في هذه المدينة، وتعمد الوادي أن يكون عدد الأبيات مثل عدد القصائد، كل قصيدة على بحر معين، حتى يتذوق نفس القدر من هذه وتلك، ولذلك سماها 15" رحلة بحرية"، واستبعد بحر الرجز لأنه كما سماه "حمار الشعراء" يركبه بسهولة كل من يريد.
يحاول الشاعر عبد الرحمن الوادي من خلال ديوان "تأشيرة إلى البصرة"، الذي لن يتعدى 75 صفحة، تفنيد مقولة أصحاب الشعر الحر وقصيدة النثر، الذين يدعون أن الأوزان القديمة تعيقهم، وبهذا الخصوص يوضح ل"المغرب اليوم" كيف أن القصيدة الحديثة تشتغل على اللغة بالدرجة الأولى أكثر من اهتمامها بالموضوع وتحاول خلق انزياحات جديدة.
ينطلق الشاعر في هذه الرحلة عبر البحور الشعرية، من مدينته الأصل "أبي الجعد" المغربية ويختمها في آخر المرافئ في مدينة "البصرة" العراقية، ويضم هذا الديوان قصائد: أبي يا جعد، البحر المتورط، على مدار الطاعة، سوفستان، سرقة موصولة، حي أعشق، أنا كافها، من وراء حجاب، قاتل بالتسلسل، عزف سيء، القديسة، وطني المجازات، ولكن، قديم جدا هذا الحب، آخر المرافيء.
ويتوقع أن يحقق هذا الديوان نجاحًا على غرار باقي إنتاجات الشاعر والكاتب عبد الرحمان الوادي، الحاصل على الدكتوراه في علوم اللغة العربية من جامعة محمد الخامس في الرباط عام 1999، ورئيس بيت المبدع فرع خريبكة، الذي سبق وأن أصدر أشرطة غنائية وأوبريت للأطفال، وديوان شعري بعنوان "ألسنة الماء"، ومجموعة قصصية، وعدة مسرحيات من بينها مسرحية "عودة السندباد إلى بغداد" التي فازت بعدة جوائز في كل من السعودية، مصر، الأردن والمغرب.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر