عمان - بترا
أعلنت وزيرة الثقافة الدكتورة لانا مامكغ عزم الوزارة اطلاق عدد من المشروعات والمبادرات التي تسهم في تطوير المشهد الثقافي في المملكة خلال الفترة المقبلة في مجالات مختلفة.
وقالت ان الوزارة ستتعاون مع القطاع الخاص في ايجاد مجلس أعلى للدراما، للاستفادة من ابداعات المثقفين والكتاب الاردنيين في القصة والرواية، كما سيتم الإعلان عن "كتاب الأردن" الذي سيضم نتائج مسابقات للتأليف في حقول معرفية مختلفة تجرى سنوياً لإصدارها في كتاب، وانشاء مكتبة عامة تابعة للوزارة في دائرة المكتبة الوطنية وفتح باب الإعارة للجمهور، واستملاك قطعة أرض حرجية تزرع فيها أشجار تحمل كل شجرة إسم مبدع أردني بارز في مجالات مختلفة، اضافة الى إطلاق أسماء مبدعين أردنيين على أماكن ومنشآت ومؤسسات للتعريف بهم وبانجازاتهم، وإنشاء "مختبر المسرح الجوّال" لصقل المواهب الفنية والإبداعية للشباب.
وبينت مامكغ في محاضرة لها نظمها منتدى الفحيص الثقافي بعنوان "آفاق الثقافة في الأردن" مساء الاثنين في نادي الفحيص الارثوذكسي، ان الوزارة قدمت عدة اقتراحات لإدارة مهرجان جرش للثقافة والفنون بهدف تطويره وتعزيز دوره كمهرجان عالمي، مشيدة بالوعي الثقافي المتقدم في الفحيص الذي يجعل منها "حالة ثقافية خاصة جداً".
واكدت ان تنمية الثقافة تشكّل "حصانة" للمجتمع وحماية له من تيارات التطرّف، كاشفة عن زيارة قريبة الى فلسطين بمرافقة طلبة من مدارس وزارة التربية والتعليم بمبادرة من وزيرة الثقافة في السلطة الوطنية الفلسطينية.
واشارت الى ان الثقافة هي التي تمنح "الطعم واللون" لمجتمع ما، بما في ذلك سلوك البشر وأنماط حياتهم، لافتة الى أن ما يميز الأردن هو اندماج الثقافات المتعددة بحيث أصبحت حالة ثقافية خاصة تتميز بالغنى والتنوع، وهذه احدى أسباب "قوة الأردن"، ومن هنا يأتي دور الوزارة في تكريس هذا الطابع والاستفادة منه.
وأكّدت أن على المبدع أن يحمل رؤية ويساهم في تطوير الوعي والذائقة الأدبية والفنية، مشيرة الى ان المبدع الاردني لم يحظ بالاهتمام الكافي حتى يحمل رسالة الثقافة كما يجب ان تكون.
وقالت ان المثقف ليس هو ذلك الشخص الذي يتميز بكثافة الثقافة والمعلومات، بل القادر على توظيفها واستخدامها بالصورة الصحيحة، وهو من يملك إجابات لجميع الأسئلة، ويطرح الأسئلة الصحيحة التي تواجه تطوّر المجتمع، ويعيش حالة مرهقة بالتساؤل الدائم.
وبينت ان الملاحق الثقافية للصحف تستعمل لغة نخبوية لا تجذب القراء العاديين، واقترحت بدلاً من تخصيص "برامج ثقافية" في الإذاعة والتلفزيون أن تحمل البرامج الإذاعية أو التلفزيونية كافة "خطاباً ثقافياً"، سواء أكان يتحدث عن الأسرة أو الصحة أو الرياضة.. لأن ذلك سيؤدي إلى استقطاب جمهور أوسع، معبرة عن أملها في أن تختفي وزارة الثقافة بعد عقد أو عقدين حيث من المفترض أن تحمل كل وزارة خطاباً ثقافياً في ثناياها، ومن ثم ايجاد مؤسسة لرعاية الإبداع فقط.
واشارت الدكتورة مامكغ الى ان أحداث المنطقة و"الموت المجاني" الذي يرافقها دفع المسؤولين إلى الاقتناع بأن توسيع الاهتمام في الثقافة يشكّل "حصانة" للمجتمع من تيارات التطرّف وان ما يهم هو الابداع الجماعي الذي يكرس الحالة الثقافة والتقارب الانساني.
من جهته عرض رئيس منتدى الفحيص الثقافي منعم صويص في بداية اللقاء لمراحل مشاركة مامكغ في الحياة الثقافية سواء من خلال الكتابة او التلفزيون أو المواقع الأخرى التي شغلتها.
وفي نهاية المحاضرة التي حضرها امين عام وزارة الثقافة مأمون التلهوني ورئيس بلدية الفحيص هويشل عكروش ووزير الثقافة الأسبق الشاعر جريس سماوي وجمهور غفير من أبناء الفحيص، دار نقاش بين المحاضرة والجمهور أجابت فيه على العديد من الأسئلة التي تركزت حول برامج وزارة الثقافة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر