دمشق - سانا
يواصل ملتقى "يا مال الشام" إقامة أمسياته الشعرية فبعد استضافته لأهم الأسماء السورية الشعرية ببيروت تنتقل هذه الفعالية التي أسسها المخرج والكاتب المسرحي أحمد كنعان إلى مدينة الياسمين وذلك مساء كل أربعاء في صالة شام محل للفنون التشكيلية بحي الأمين حيث تستضيف مساء الأربعاء الشاعر السوري لؤي سلمان الذي سيقرأ نصوصاً من ديوانه الجديد "لفافة الوقت" إضافةً لقراءات شعرية بصوت أحمد كنعان وعلي الماغوط كما ستؤدي الفنانة ناديا كامل مقطوعات غنائية بصوتها وسيقوم باسل طه بأداء مسرحي وسيقدم حسين الشاذلي مشاركة إضافة لمختارات من شعر محمود درويش بصوت عمر جمعة.
وتدأب فعالية "يامال الشام" إلى تكريس صوت الشعر في الحياة السورية المعاصرة عبر إلقاء الضوء على التجارب الجديدة والمخضرمة بغية إعادة جمهور الشعر إلى شعرائه في ظل إيقاع الحياة الخاطف الذي يعيشه إنسان هذا العصر بعيداً عن وحشية الميديا ووسائل الإعلام حيث دأب المسرحي أحمد كنعان على تطوير هذه المبادرة بين بيروت ودمشق كأسلوب حياة يرى في الشعر فسحة حقيقية للحلم وللعب الحر والبريء مع اللغة.
وقال الشاعر لؤي سلمان إن "أهمية حضور الشعر اليوم في الحياة الثقافية السورية لا سيما في هذه المرحلة نابع من عدم قدرتناعلى تأطير الشعر ضمن مرحلة معينة كما أن فن الشعر لم ينحي نفسه عن الذات الإنسانية في مرحلة من مراحل الثقافة العربية المعاصرة بل كان مسؤولاً عن تسليط الضوء على هذه الحياة بمختلف مراحلها".
وأوضح صاحب "لفافة الوقت" في حديث خاص لسانا أنه من الأهمية بمكان الإصرار على حضور الشعر كدليل على استمراريتنا وعشقنا لثقافة الحياة في مواجهة ثقافة الموت التي تحاول اليوم النيل من شخصيتنا الثقافية العربية ومجرد غياب الشعر عن ملامسة حالات الإنسان الخاصة والعامة الطارئة أو الرتيبة سيكون فاقداً لجوهر وجوده أما أهميته في هذه المرحلة هي الأهمية ذاتها في أي مرحلة لكن في هذا الوقت هو بمثابة صرخة ترفض توقف الحياة بأمر الجهل, سورية ودمشق تحديداً أول قبلة ثقافية في العالم العربي فهل تستطيع أن تتوقف عن أداء دورها الروحي مع الكلمة أو تسمح لتتار ومغول العصر الحديث أن يغرقونا في صحراء جهلهم.
وعن شغله في "لفافة الوقت" على شكل قصيدة الهايكو اليابانية قال مدير تحرير مجلة "سورية للجميع" الإلكترونية إن التجديد في الشعر أو شكل القصيدة ظاهرة طبيعية منذ أول بيت شعر كتبته حضارة أوغاريت على الساحل السوري فاختيار بنية قصيدة الهايكو يعود لجماليتها خفيفة الظل فهي قصيدة تبدو للوهلة الأولى خرساء لكن عند التمعن فيها تجد كيف تضج المعاني داخلها بالإضافة إلى كون هذا النوع من الكتابة الشعرية يشكل بحثاً عن ثقافة الحضارات الشرقية التي لا يعرف عنها الإنسان العربي إلا الآلة وطريقة استهلاكها فضلاً عن عزوف الإنسان العربي عن القراءة عموماً والشعر بشكل خاص متذرعاً بضيق الوقت وضغط الحياة.
وأضاف سلمان انها محاولة عبر "يامال الشام" لإصلاح ذات البين بين الإنسان والكلمة من خلال قصيدة مكثفة جداً تحافظ على شروط الشعر محققة المتعة لقارئ اليوم قائلاً: أعتبرها بمثابة تحريض على الكتابة إضافةً إلى المعاني السامية التي عكستها قصيدة الهايكو عند شعراء اليابان الكبار.
بدوره قال الفنان أحمد كنعان إن الأمسية الأولى من يا مال الشام كانت عبارة عن سهرة عائلية أصدقاء يسهرون ويتسامرون الأمسية التي تلتها جذبت جمهوراً أكبر الحضور مقبول وكل شاعر تستضيفه الأمسيات يأتي بجمهوره كما ان التفاعل الذي حظي به هذا النشاط صنع حالة جميلة الى حد ما حفز /القيمين/ على هذا النشاط الثقافي على جعله دورياً ومتواصلاً فما شجع الناس على الحضور بالدرجة الأولى، هو الرغبة لدى الناس باسترداد براءة الحياة المفقودة .
وأوضح كنعان أن يا مال الشام طقس ثقافي بحت بعيد عن الأيديولوجية قائلاً: لا نريد إفساد المشروع بالخصومات فهذه حالة ثقافية منفصلة تماماً ومحايدة بالمطلق نقوم بهذا النشاط لكي نسلي أرواحنا ونحول هذا الحنين وهذا التعب الى شيء منتج إذ نرغب في إبقاء هذه المساحة الصغيرة لنا ونأمل أن تبقى هذه الحالة طقساً يزيد دمشق قدرة على البقاء على قيد الحياة رغم كل هؤلاء الذين يحاولون شطبها من خارطة الثقافة العربية والعالمية.
وأضاف صاحب "أموات مجانين جداً" أن المقاهي هي روح المدن ومتنفسها ودمشق هي الشقيقة الكبرى التي أفرزت حركات ثقافية وحرص أهلها على التمسك بحميمية الأماكن ومقاهي المثقفين نقلت الى بيروت عبر شعرائها الشبان تجربة جميلة.
يذكر أن الشاعر لؤي ماجد سلمان من مواليد دمشق 1970 وهو صحفي وناقد إعلامي يكتب في العديد من الصحف والدوريات المحلية والعربية وأمسية يا مال الشام ستقام غداً عند الرابعة ظهراً في غاليري شام محل والدعوة عامة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر