ندوة حول أهمية التعددية الثقافية في بناء الهوية الإفريقية المتعددة والمنفتحة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

ندوة حول "أهمية التعددية الثقافية في بناء الهوية الإفريقية المتعددة والمنفتحة"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ندوة حول

الرباط - وكالات

أكد مشاركون في ندوة دولية بالرباط، على الأهمية الحيوية للحوار والتعددية الثقافية في بناء الهوية الإفريقية المتعددة والمنفتحة على القاسم الإنساني المشترك، وتطوير سياسات تنموية وطنية واستتباب السلم والاستقرار في العالم وإفريقيا على وجه الخصوص. وفي محاضرة افتتاحية لهذه الندوة، التي تنظمها اللجنة الوطنية المغربية للتربية والثقافة والعلوم بتعاون مع منظمة اليونيسكو حول «حوار الثقافات والهوية الافريقية» استعرض أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية معالم ومحطات تاريخية «مشرقة» منذ القرن السادس عشر، اضطلعت فيها الصوفية بأدوار طلائعية ومؤثرة في نشر الإسلام سلميا في إفريقيا الغربية والدفاع عن الهوية وتحرير البلدان والوحدة والتماسك الاجتماعي والتعايش السلمي وإرساء قيم التسامح عن طريق فهم منفتح للنص الديني، وحذر من المآزق التي بات يتخبط فيها هذا التيار الصوفي بسبب «تأويل مغلق وحرفي للدين وإغراء سياسي أقل توافق مع فكرة التسامح» ، مما يخلق بيئة من «التعصب» وعدم التساكن وغياب السلم والاستقرار.وبعد أن شدد على أن مفهوم «حوار الحضارات» لا يعني البتة أن يجتمع «أناس طيبون لاجراء حوار فيما برامج وسياسات التسليح مستمرة، وهو ما يعني الذهاب في مسار مفارق ومتناقض» ، دعا أصحاب القرار الاقتصادي والعسكري إلى ضرورة «الالتزام» بروح هذا الحوار ومرتكزاته الحقيقية. وتوقف عند رؤية الإسلام للعلاقة بين الناس والشعوب مشيرا إلى أن القرآن الكريم « يضع التفاوت بين الناس على أساس الفضائل الخلقية وليس ارتكازا على الجنس أو التملك ...» ، ليخلص إلى أن « التعارف سبيل للاعتراف، والاعتراف يفترض الموضوعية «، في الوقت الذي ما تزال هناك «عوائق» في ممارسة هذه الموضوعية، حيث « أننا مازلنا مسكونين بالشر فيما يخص قضية المعرفة» بالآخر والتعرف عليه. ومن جهته قال محمد أمين الصبيحي وزير الثقافة إن الإشكالية التي تطرحها هذه الندوة ذات الصلة بحوار الحضارات وهويات الشعوب والسياسات الثقافية والتعددية الثقافية والحقوق الثقافية، «كانت وما تزال مطروحة، بل ، ولاشك أنها ستظل كذلك، وأن حدتها سترتفع في المستقبل، إذا لم نأخذ بعين الاعتبار التحديات الكبرى التي يعرفها العالم، ولاسيما القارة السمراء». وأوضح الصبيحي أن هذا الموضوع يطرح «إشكالية أو مفارقة جوهرية تتعلق بالتنوع والانسجام، أو الاختلاف والوحدة، أو التنافر والتفاهم، داخل المجتمعات وبين المجتمعات بعضها البعض.وبمعنى أبسط، كيف نعيش معا على سطح هذا الكوكب؟ « ، مذكرا أنه «طيلة التاريخ البشري تعايشت أقوام وثقافات وأديان من كل نوع وصنف، كما عرفت البشرية منازعات وصراعات كذلك على أساس الثقافة أو اللغة واللون والعرق والدين..وما شابه، وهو ما نزال نعرفه اليوم، إذ فيما تعرف مناطق من العالم تعايش الثقافات ، تعرف مناطق أخرى صداما للثقافات، وفيما تعرف دول أو مجتمعات تعددية أو تنوعا خلاقا، تعرف أخرى توترات ثقافية أو إثنية بالغة الخطورة ، كما هو الأمر في عدد من الدول الافريقية». وتساءل السيد الصبيحي عن المدى الذي يمكن فيه اعتبار عدد من الصراعات التي يعرفها العالم ثقافية فعلا؟ ولماذا انتقلنا من «البراديغم الاقتصادي والاجتماعي الى البراديغم الثقافي؟ كآلية لتحليل الصراعات الدولية¿ وما الدور الذي لعبته ولا تزال العولمة الاقتصادية والمالية في تحريك النعرات الأصولية والطائفية؟ وما الحلول المناسبة لخفض التوترات أو الصراعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على المستوى العالمي، ولاسيما في افريقيا؟ «. وقالت ثريا ماجدولين الأمينة العامة للجنة الوطنية المغربية للتربية والثقافة والعلوم خلال الجلسة الافتتاحية للندوة، أن المنظمين يسعون إلى جعل «التعدد الذي يسود افريقيا في أكثر من صورة ، سواء من الجانب الديني أو اللغوي أو نمط العيش، أداة فعالة لتحقيق التكامل والتفاعل والثراء الثقافي، وأن يكون هذا الحوار سبيلا إلى التنمية الشاملة والمستدامة، في ظل مفهوم هوية افريقية تحترم الاختلاف والتنوع والخصوصية وتسعى للتفاعل فيما بينها». ‎وبعد أن أشارت إلى أن أهم القضايا التي تشغل الساحة السياسية الدولية اليوم، هي في أغلبها قضايا ثقافية، أضافت «أنه من واجبنا كدعاة للسلام تكريس كل السبل المؤدية إلى التفاهم بين الشعوب والمجتمعات، ومن هنا جاء سؤال الهوية الافريقية تدعيما لفكرة التكامل، وتأكيدا لإمكانية التعايش السلمي بين الثقافات المختلفة في القارة، من أجل مواطنة كونية تنسجم فيها الخصوصيات والتوجهات وتقبل التعدد والاختلاف». وأبرزت بهذا الخصوص أهمية مد الجسور إلى « أشقائنا في البلدان الإفريقية، من أجل استبعاد الصور النمطية والاقتراب أكثر من جذورنا التاريخية والجغرافية، التي تشكل اليوم أحد أهم التحديات السياسية لمجابهة العولمة الشرسة وضمان العيش في عالم أكثر سلاما، علاوة على أن هذا التلاقح الثقافي الذي نسعى إليه من شأنه أن يساهم في ازدهار وتطور الثقافات ومدها بروافد جديدة تمكنها من الإبداع والابتكار، وتمكننا من تفعيل الدور الذي على الثقافة أن تضطلع به في التقريب بين الشعوب». ومن جانبها ذكرت للا عائشة بنبركة مساعدة المديرة العامة للشؤون افريقيا باليونيسكو بتوجهات منظمة اليونسيكو الحالية في مجال تعزيز التعدد الثقافي واللغوي باعتباره «تراثا إنسانيا مشتركا»، وبالنظر للدور الرئيسي الذي تضطلع به الثقافات في تحقيق التنمية، وكونها ضامنة للتنوع الثقافي والحوار بين هذه الثقافات، ووسيلة لتعزيز التعاون والحفاظ على التراث الثقافي، مشيرة في هذا المجال إلى الاتفاقيات التي أصدرتها المنظمة ذات الصلة بالتعدد الثقافي ø، خصوصا «اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التنوع الثقافي 2005» و»اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي 2003». وأبرزت بنبركة دور الحوار الثقافي في إرساء التنمية ووضع السياسات والتفاعل بين الثقافات والتلاحم الاجتماعي وضمان الأمن والسلم العالمي والاندماج والتفاهم والتضامن الإنساني وتقاسم واحترام التنوع ، مضيفة أن «التوجه الحالي في هذا المجال يذهب في اتجاه طرح موضوع الإنسان المتعدد والعلاقات الدينامية والمثمرة بين الثقافات والتعدد الكوني، متجاوزة بذلك الحوار بينها . وأوضحت أن هذه « القيم الجديدة والاستفادة من القاسم الإنساني المشترك هو السبيل لخدمة قضايا وأهداف القارة السوداء وترسيخ الهوية الافريقية». وقال رضوان مرابط رئيس جامعة محمد الخامس السويسي بهذه المناسبة إن «الثقافة الافريقية تمارس حوارها الخلاق على المستوى الداخلي القاري من جهة ، وتنفتح على الثقافات الكونية والإنسانية من جهة أخرى، حيث أصبحت هذه الثقافة كفكر وتصور وإبداع تفرض نفسها على المحافل الدولية ومثار جدال ونقاش وتحليل في مختلف المعاهد والعالمية .وأصبح الوجود الافريقي مجال اشتغال تخصصات هادفة في الجامعات شرقا وغربا . وأضاف أن «المغرب كان في مقدمة الدول التي سعت جاهدة إلى خدمة الحضور الثقافي لهذه القارة من خلال إنشائه لمعهد الدراسات الإفريقية. يتضمن برنامج الندوة مائدتين علميتين تتمحور الأولى حول «أثر الحوار بين الثقافات في بناء الهوية الإفريقية» ، والثانية حول «التنوع الثقافي وإسهامه في التنمية» ، بمشاركة مجموعة من الأكاديميين من بوركينا فاصو والسينغال وموريتانيا والمغرب.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ندوة حول أهمية التعددية الثقافية في بناء الهوية الإفريقية المتعددة والمنفتحة ندوة حول أهمية التعددية الثقافية في بناء الهوية الإفريقية المتعددة والمنفتحة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya