القاهرة ـ أ.ش.أ
أعادت سلسلة آفاق عالمية ، إصدار رواية "الجوع" للروائي النرويجي كنوت هامسون التى كتبها عام 1890وحققت شهرة عالمية واسعة .
وفي الرواية.. يدين الكاتب الحضارة المادية وجميع مظاهرها التي لوثت الحياة الإنسانية وجعلتها غير محتملة ، وهذا ما فعله أيضا هامسون في معظم رواياته التي أصدرها خلال مسيرته الإبداعية الطويلة أثناء الحرب العالمية الثانية .
وكان هامسون قد ناصر النازية واعتبر أن هتلر قادر على أن يقيم في ألمانيا مجتمعا جديدا متحررا من كل الأمراض التي جلبتها الحضارة المادية، الأمر الذى يثير حتى الآن زوبعة فهو وعلى النقيض من أقرانه الروائيين الأوروبيين كان مناصرا للنازية حتى بعد احتلال بلاده النرويج من قبل الألمان ، ومبجلا لشخصية أدولف هتلر، حيث وصف موت هتلر "موت آخر العمالقة" وهو الامر الذي جلب له الكثير من الويلات ، فقدم للمحاكمة وعوقب بالإعدام سنة 1947 .
كما رفض هامسون حجة المحامي الذي حاول انقاذه في المحكمة بإدعاء خرف موكله لكبر سنه ولكنه ليبعد عن نفسه هذه التهمة ألف كتابا جديدا بعنوان "تحت الدهاليز" سنة 1949 يؤكد خلاله سلامته العقلية مما أدى بخصومه استبدال العقوبة بإخضاعه للعلاج النفسي ومصادرة أملاكه.
ينتمي كنوت همسون، الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1920، إلى عائلة ريفية فقيرة ومارس العديد من المهن الوضيعة لكسب قوته وسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، غير أانه كان رافضا المادية الأمريكية واعتبرها ضد الإنسان وضد الطبيعة، وأن الديمقراطية في بلاد العم سام مزيفة .
وكان كنوت همسون يؤمن بأن البشر درجات وأنهم ليسوا متساوين في الذكاء ، لذلك كان يقول بأنه ينتمي إلى ما كان يسميه بارستقراطية الحس والذكاء، وفي كتاباته حاول الدفاع عن أفكاره وجاءت لغته موسيقية متدفقة وقادرة على إلتقاط التفاصيل الدقيقة .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر