طرطوس - سانا
كتب الأديب والروائي غسان كامل ونوس الكثير من المقالات في الصحف والدوريات السورية عن المحنة التي تعيشها سورية كما ألقى العديد من المحاضرات حول أسباب الأزمة ونتائجها وتداعياتها وذلك من باب البحث عن الخلاص الذي بات ينتظره كل سوري وطني يحلم بالأمن والأمان والاستقرار في هذا البلد.
تعتبر بقايا ندم مجموعة ونوس القصصية الجديدة الصادرة عن دار الآدب والهندسة في طرطوس مقاربة جديدة للكاتب حول الأزمة في سورية من زاوية القصة القصيرة التي يرصد من خلالها موضوعات وحالات اجتماعية عديدة ولا سيما موضوعات الشهادة والشهداء وفظائع الارهابيين المجرمين بكل جوانبها وانعكاساتها وتداعياتها على الوطن والأسرة والمجتمع.
حاول الكاتب ونوس من خلال قصصه تقديم صورة واقعية عن معاناة الناس جراء هذه الحرب المدمرة متلمساً الأسباب التي حددها بالجهل والفساد وانتشار الفكر التكفيري الظلامي بالإضافة إلى مؤامرات الأعداء التي لم تتوقف يوماً للنيل من صمود سورية.
ويسعى الكاتب ونوس في قصصه الاثنتي عشرة التي تضمها المجموعة إلى التقاط نبض الواقع وكشف التصدع الذي أصاب النفوس في وجدانها كما في قصة الزيارة التي تحكي عن النفاق في أوساط المتدينين.
وضمت المجموعة القصص الكثيرة عن الشهداء منها وردة آخر الوقت التي تروي حكاية أحد الشهداء في المعركة وبسالته ضد الإرهابيين وقصة وجدتها التي تصور فظاعة ممارسات الإرهابيين وساديتهم وإجرامهم.
تأتي مجموعة بقايا ندم من ناحية الأسلوب أشبه بمونولوجات يبوح الكاتب فيها لنفسه وكأنها صرخات مكتومة على ما جرى ويجري في سورية من دمار وخراب وقتل وهذه القصص هي في الوقت الذي تصور فيه الواقع فإنها تعبر عن روح إنسانية شفافة يمتلكها الكاتب ونوس لا يعنيها تصوير الحالة فقط بل الإحساس بها ومعايشتها والانغماس فيها وهذه هي مهمة الكاتب العضوي المرتبط بواقعه وناسه بأفراحهم وأتراحهم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر