نيويورك - أ.ف.ب
يستكشف معرض دولي في نيويورك العالم المذهل للزواحف الطائرة من عصور ما قبل التاريخ المعروفة بالتيروصورات والتي سيطرت على الاجواء في الفترة التي هيمنت فيها الديناصورات على الارض قبل ملايين السنين.ويفتتح معرض "التيروصوات: رحلة جوية في زمن الديناصورات" السبت ويستمر حتى كانون الثاني/يناير 2015 في المتحف الاميركي للتاريخ الطبيعي، بمشاركة خبير من البرازيل.وهذا المعرض هو الاكبر من نوعه في الولايات المتحدة بشأن هذه الزواحف الطائرة التي لطالما احتلت موقعا مميزا في المخيلة الشعبية والتي افردت لها الافلام التي تروي قصصا عن الديناصورات، مساحات مهمة.وفي تجربة تفاعلية بالكامل، يمكن للزوار ان "يقودوا" اثنين من فصائل التيروصورات الطائرة محلقين فوق مناظر تشبه طبيعة عصور ما قبل التاريخ عن طريق برنامج حسي يحاكي حركات الجسم البشري على شاشة.وقالت رئيسة المتحف ايلين فلوتر انه "على رغم اسرها الدائم لمخيلتنا الشعبية، تعتبر التيروصورات من اقل الحيوانات الكبيرة المفهومة من عصر الديناصورات".
وكانت هذه الكائنات من اول الفقاريات في الطيران وتوزعت على اكثر من 150 جنسا باحجام متنوعة قبل ان تنقرض قبل 66 مليون سنة.ومن زواحف "نيمكولوبتيرس كريبتيكوس" التي بلغ طولها 25 سنتمترا فقط، الى "كويتزالكوتلس نورتروبي" الذي بلغ طوله 10 امتار، يلقي المعرض الضوء على الكثير من التيروصورات المعروفة من خلال متحجرات نادرة ونماذج مذهلة بمدى تطابقها مع الواقع.وقال عالم الاحاثة الكسندر كيلنر من المتحف الوطني في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية "انه لمعرض مذهل حقا، (مذهل) ان تؤخذ هذه العظام وتضخ فيها الحياة"واول متحجرة لتيروصور في التاريخ كانت لحيوان من فصيلة "تيروداكتيلوس انتيكوس" ويعود اكتشافها الى القرن الثامن عشر وكانت من ضمن مجموعة تابعة لامير الماني. وقد اثار هذا الاكتشاف دهشة العلماء لسنوات.
لكن تعريفها الصحيح حصل في العام 1809 من جانب عالم الطبيعة الفرنسي جورج كورفييه الذي اطلق هذه التسمية عليها تيمنا بالكلمتين اليونانيتين "تيرو" اي الجناح و"داكتيلي" اي الاصبع.وطورت التيروصورات اطرافها الامامية الطويلة وزعانفها التي تتكيف مع الطيران قبل اكثر من 200 مليون سنة.وكما الحال بالنسبة للحيوانات الطائرة الاخرى، فقد قضت هذه التيروصورات وقتا على البر. ويسود رأي جامع بين العلماء بانها كانت تسير على قوائمها الاربع.وعلى مدى اكثر من مئة عام ركز علماء الاحاثة ابحاثهم على مناطق بافاريا في المانيا وجنوب انكلترا والداخل الاميركي.
لكن في العقدين الماضيين، شهدت مناطق شمال شرق البرازيل وشمال شرق الصين "نهضة في مجال الاكتشاف" لهذه الحيوانات.وقال مارك نوريل القيم والمسؤول عن قسم الاحاثة في المتحف "كان ثمة ثلاثة مواقع على مدى مئات السنوات. الان لدينا موقعان اضافيان افضل من المواقع الثلاثة الاخرى".كذلك اشار كيلنر الى ان هذه الاكتشافات الجديدة ليست نتيجة عمليات حفر اثرية جديدة وحسب، بل ايضا ناجمة عن "دعم اكبر" للعلوم من القوتين الاقتصاديتين الصاعدتين، البرازيل والصين.كذلك نجح موقع سادس، منطقة ترانسيلفانيا في رومانيا، بجذب علماء الاحاثة مع اكتشاف بعض "النماذج المذهلة" في هذا المجال، وفق نوريل.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر