شيء من النقد شيء من التاريخ  رواية تشبه صاحبها
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"شيء من النقد شيء من التاريخ " رواية تشبه صاحبها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الرياض ـ المغرب اليوم

علي العميم صحافي وباحث ومثقف سعودي لا يكتسب قيمته فقط من نتاجه النقدي المثري للمكتبتين السعودية والعربية، بل من موسوعيته المعرفية في الموضوعات التي تناولها بالبحث والدراسة والكتابة. يراه خصومه “الثقافيون” من الإسلامويين واليساريين والقوميين من أشرس النقاد الذين تناولوا أطروحاتهم بالبحث والتمحيص. العميم يشبه كثيراً اسم أحد مؤلفاته “شيء من النقد شيء من التاريخ” وهو جمعٌ لمعظم نتاجه المكتوب في كتاب واحد، فهو أيضاً شيء من هذا وشيء من ذاك، حضوره الذهني الفذ وبساطته وتلقائية روحه كفيلة بتحويل أي “دردشة” ثقافية معه إلى حوار عميق. في هذه المساحة الصحافية التي هي أضيق كثيراً من حجم العميم الثقافي، حاولنا قدر الإمكان إلقاء إضاءات معرفية على بعض نتاجه ومواقفه الفكرية. أحد أوجه النقد التي تساق لك أن لديك تقلبات في المنهج النقدي، وأن منهجك يتنوع بين أدوات المنهج المادي الماركسي في البدايات، ثم لاحقاً أخذت تميل أكثر إلى طريقة "ماكس فيبر" القائمة على تحليل النُظم بدوافع ثقافية، هل إطراد المنهج قضية محسومة لدى الباحث؟ إني مندهش من هذا الرأي ومذهول، إذ لا يوجد في كل ما كتبته من دراسات ــــ على قلتها ــــ أثر للتحليل أو الرؤية الماركسية سواء في صورتها التبسيطية أو المعمقة. مندهش ومذهول منه، رغم أني سمعت شفاهة منذ أكثر من عشر سنوات من الدكتورة نورة السعد في أثناء مكالمة هاتفية بيننا تصنيفا لي منها بأنني يساري. وقد أمدها بهذا التصنيف ــــ كما أخبرتني هي بذلك ــــ أستاذ جامعي، إخواني إسلامي من أحد البلدان العربية. وكانت مناسبة تصنيفه هذا انطباع نقدي كنت كتبته في جريدة "الشرق الأوسط" حول الأدب الإسلامي وحول مالك بن نبي في المنتصف الأول من التسعينيات الميلادية. ولم يكن هذا التصنيف لي في خانة اليسار ــــ كما عرفت فيما بعد ــــ قصرا على هذا الأستاذ الجامعي، إنما كان يقول به نفر من الإسلاميين الذين هم على اطلاع على موادي الصحافية التي تتصل بالشأن الإسلامي، والتي نشرت في تلك الفترة وفي فترة قبلها. وأن يضّل الإسلاميون في تصنيفاتهم السياسية والعقدية ويتوهون فيما يخص التيارات المحدثة، فهذا أمر ــــ لأسباب بريئة ومغرضة ــــ معهود عنهم، وبالتالي فهو لا يستوجب الدهشة ولا يوقع في الذهول. لكن أن يكون هذا الحكم صادرا عن مثقفين معنيين بالتصنيف المنهجي والثقافي لا العقدي والسياسي، ويتعثرون فيه إلى هذا الحد، فلا عجب أن أدهش وأن أذهل. لا أشك في أن تصنيفي عند بعض الإسلاميين في زمن مضى في خانة اليسار، وأن الحكم علي من قبل البعض في سؤالك بأنني أستخدم أدوات مادية ماركسية في بعض دراساتي، سيثير تأفف الرفاق في السعودية واستنكافهم، ذلك أن هؤلاء وأولئك وضعوا سيف الماركسية في غير غمده. فهذا التصنيف لي عندهم من جهة، تشريف لي لا أستحقه وافتئات على العقيدة الماركسية وعلى مناهجها من جهة أخرى. ولا تثريب عليهم أن يتأففوا من ذلك التصنيف العشوائي والحكم الطائش. فهم الأدرى من سواهم بتحديد محتوى موقفي إزاء الماركسية واليسار عموما، استنادا إلى موادي الصحافية منذ وقت بعيد، وهو محتوى ينزع بي إلى موقف المناوأة والخصومة. إن هذا الحكم حتى لو صح، الذي ساقه البعض على سبيل النقد، لا أعده نقدا ذا خطر، فما المشكلة أن ينتقل الباحث من المنهج الماركسي إلى المنهج الفيبري أو أن يجمع بينهما؟ ليس ثمة مشكلة أو نقيصة هنا، ففي مناهج العلوم الاجتماعية لا يوجد منهج نقي صاف وكامل تام لا محيد عن السير فيه بحذافيره إلا عند غلاة اليمينيين والماركسيين والدينيين. إن للباحث والمثقف الحق أن يمزج بين المنهج الماركسي والمنهج الفيبري ومناهج أخرى، كما أن له الحق أن ينتقي من هذه المناهج ما يتلاءم مع افتراضاته الاحتمالية ويخدمها بين دراسة وأخرى.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيء من النقد شيء من التاريخ  رواية تشبه صاحبها شيء من النقد شيء من التاريخ  رواية تشبه صاحبها



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجدي

GMT 06:36 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتع بمغامرة فريدة في أجمل مدن "مولدوفا"

GMT 11:44 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

المؤجلات… موت التشويق

GMT 22:25 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانجو فاكهة النشاط والتفاؤل

GMT 15:47 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة لتجديد حديقة منزلك بدون تكاليف في الشتاء

GMT 18:25 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

لمسات بسيطة تضفي مزيدًا من الجمال على شرفات منزلك
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya