القاهرة - أ.ش.أ
كانت تسأله، هل للأحلام مواسم وعناوين؛ فيجيبها: أنتِ، هكذا تقدم حرية سليمان مجموعتها القصصية «بطعم التوت» في طبعتها الثانية، بتلك الكلمات من قصتها «أسيل»، فالمجموعة بمثابة حلم يراود القاريء ويدفعه للتأمل، لابد أن تعتريك الدهشة حين تقرر خوض التجربة لتتفتح عوالما من الفانتازيا بدون افتعال، لتمر شخوص ومواقف وأماكن وومضات متتابعة كفلاش الكاميرا، تترك بك شعورا كنغمة يتردد صداها في البعيد أو ربما كتوتر يكتنف سطح بحيرة صماء، تتابع الترددات لتتسع الدوائر، وانت في المنتصف متورط بالحدث كحصاة صغيرة.والمجموعة مكونة من خمس وعشرين قصة، صدرت عن مؤسسة إبداع للنشر والتوزيع، وتأتي في كتاب من القطع المتوسط في 117 صفحة.والمجموعة تصنع حالة من الشحن الوجداني مما جعلها من وجهة نظر الكاتبة تصلح لأن تكون مجموعة على قدر كبير من الإتساق، وصممت الغلاف المصممة السكندرية منار سكوري.والمجموعة تتناول عوالما نفسية لرجال ونساء، ومن أبرز العناوين بالمجموعة «نخطئ حين لا نبكي، حين تتحدث لبنى، ترويض، نافذة القبو، طعم التوت، قبل السقوط بقليل» وغيرها.وتقول الكاتبة حرية سليمان: كم كان ممتعًا الولوج للنفس البشرية والكتابة عن عوالم متوارية خلف الجدران، لافتة إلى أن مساحة كبيرة للركض خارجا مسموح بها ومن ثم كانت العودة للبر بأمان خيارًا متاحًا.وتابعت: الكتابة فعل حياة، وعجيب أن تمنحك كل هذا السحر والأغرب أن تستدفيء بشخوصك وأن تكون عوالمك وحاراتك وأرصفتك واضواءك وظلالك كل المتنفس، غريب أن يمتد ذاك الأثر برفق ليتخلل بطانة روحك ويستحلبه ريقك ويتسلل مختلطا بأنفاسك كعامل مساعد للحياة بسيط وجد مركب. تلك كانت فكرتي عن الكتابة بكل بساطتها وتعقيدها والتي اعمد إليها هاربة بطقوس خاصة تشبه طقوس العزلة.وأضافت: بعقيدتي الإبداع الجيد يفرض نفسه. ويكفي أن تكون كائنا أثيريا يسبح مع الحروف ككائنات الضوء و مشتعلًا كاليراع فيضع بصمة سحرية تغلف أسطح الأشياء.بقرار نفسي أعتقد بأنه ليس من خطر حقيقي يواجه الإبداع فالكتابة قادرة ان تخترق جدران العزلة أيا كانت قسوتها، تلك ميزة أنعم الله بها على كل الكائنات لتستمر الحياة.«بطعم التوت» تعد الإصدار الرابع للكاتبة بعد ديوان نصوص نثرية بعنوان «عناقيد ملونة» ومجموعة قصصية بعنوان «ربما يكون مغلقا» ورواية بعنوان «سهر» ولها روايتان بعنوان «اسود دانتيل» و«لأنهم يجيدون الاختباء» بصدد النشر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر