عمان - المغرب اليوم
يواصل الشاعر والقاص عمار الجنيدي اشتغاله على مشروعه الإبداعي، في الشعر والقصة، بدأب واجتهاد عميقين، إذْ أصدر، حديثا، في إطار إصدارات عجلون مدينة الثقافة الأردنية العام 2013، ديوانا شعريا حمل عنوان «تلالي تضيق بعوسجها»، إنحاز فيه إلى قصيد النثر، يقع في 123 صفحة من القطع المتوسط، ويأتي هذا الإصدار بعد ثمانية كتب له في الشعر والقصة القصيرة، هي: وهج الانتظار الأخير، الموناليزا تليس الحجاب، رايات على سفح الشفق، خيانات مشروعة، رماح في خاصرة الوجع، فضاءات شعرية، أرواح مستباحة، وذكور بائسة.
واشتمل الديوان على مجموعة من القصائد النثرية القصيرة، منها: إغفاءة على صدر الريح، فواصل للحب المنسي، من كل الجهات، على سفح الشفق، وغيرها من القصائد التي تمحورت حول الذات الشاعرة وانغماساتها في أتون الحياة، واقفة على تجليات الروح واشتباكها مع المعطى اليومي، بلغة مكثفة ومختزلة، تعبر بفنيتها على رؤى عميقة الوجع الإنساني والحياتي.
وعن تجليات هذا الديوان كتب العديد من شعراء ونقاد، حيث كتب: د. راشد عيسى يقول: «استند الشاعر الجنيدي في هذا التشكيل الى هيكلة الحروف وبنائها وفق نمط التقطيع الجزئي أو الحذف تاركا لعين القارىء متعة التأويل واقتراح المعاني»، فيما يقول الشاعر احمد الخطيب: «قصائد الجنيدي تحوم في غابات الوجود الكوني للذات وتؤشر بوضوح على فداحة الغياب الإنساني»، اما د. زياد ابو لبن فقال: «يضع الشعر أمامك في هذا الديوان كل دلالاته وتهويماته ولغته ليقدم نسيجه الشعري المتكامل بعيدا عن التزويق وغريب اللفظ، بل في تلقائية الشعر المتمرد التي تحمل خصوصيته وتجربته التي تستحق وقفة متأنية».
من أجواء الديوان نقرأ من قصيدة «تواضع»:
«لست ممن يجلدون الآه
كي تقودني إلى بوابة الشعر
ولست ممن يحتسون الحبر
كي ينزف في داخلي الصبر..لا
ولا كان البريق يوما ديدني
ولم يغرني يوما
صدف البحر».
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر