لا عنوان رواية لم تكتمل لأندري مالرو
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

لا عنوان رواية لم تكتمل لأندري مالرو

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - لا عنوان رواية لم تكتمل لأندري مالرو

الرباط - وكالات

تُلخِّص كلمة «لا»، لوحدها، الرفض الذي أبانَ عنه آلاف الفرنسيين إثر هزيمة 1940 وهوْلَ الوحشية النازية.. ولقد كان «أندري مالرو» ( 1901 ? 1976 ) يعتزم وضعَ هذه الكلمة كعنوان لرواية شرَع في كتابتها كشهادة عن الأخطار اليومية التي كانت تهدد ما أسماه ب «جيش الظل».. وصرّح في 1972 بأن هذه الرواية «ملحمة ستشكل بالنسبة «للمقاومة الفرنسية» ما شكلته رواية «الأمل» بالنسبة للحرب في اسبانيا».. لكن هذا الطموح قد أُجهِض ولم يتبق من المشروع إلاّ مقاطع كان الكاتب قد شرع في تحريرها مع بداية 1970 وتمَّ اكتشافها في أرشيف المكتبة الخاصة ل «جاك دوسي» بباريس ليتولى كلُ من «هنري كودار» و»جان-لويس جانيل»، المُتخصِّصّان في أدب «أندري مالرو»، أمرَ تنسيق فصولها حسب الترتيب الأكثر تماسكا واتساقا قبل أن يتم نشرها عن دار «كاليمار» (أبريل 2013) .. ويتعلق الأمر بسلسلة من المشاهد نرى فيها، على سبيل المثال، اجتماع زعماء المقاومة في إحدى الحانات أو الهجوم على دبابة من طرف أحد المشاة... كما تضم المقاطع رسوما لبعض الشخوص وتروي عديدا من الأحداث عاش فصولها «لواء ألزاس- لورين» الذي كان يعمل تحت إمرة «أندري مالرو» ( الكولونيل بيرجي ) ما بين 1944 و 1945 ، بالإضافة إلى نص نقاش يجمع بين رجل دين وباحث اثنولوجي ويُذكِّرُ بالحوارات الميتافيزيقية التي تتضمنها روايتيْ «الوضعية البشرية» (1933 ) و»الأمل» (1937 ) .. أما الباقي فهو عبارة عن إشارات وهوامش وكذلك توصيات وجّهها «مالرو» لشخصه بالذات بقصد استغلالها عند التحرير.. لكن مسودّة الرواية بقيت مشروعا لم يتم تطويره، مما خيّب أمل كل من كانوا ينتظرون رواية تجعل من فرنسا مادة لها، تماما كما فعل «مالرو» عند إصداره لروايات حول الصين وألمانيا واسبانيا..لقد خاب أمل الفرنسيين، كما أشار إلى ذلك «روجي يكو» منذ 1957، وانتشرت إبانها فكرة نضوب الإلهام الروائي عند «أندري مالرو».. ولتبيان وفهم هذا الصمت وهذا التخلّي عن الإبداع التخيّلي من طرف «مالرو» منذ كتابته «جوزة ألتنبورغ» في 1943، يسوق «جان- لويس جانيل» عدة فرضيات قدّمها بين دفتيْ كتابه «مقاومة رواية ... « الصادر عن منشورات المركز الوطني للبحث العلمي (CNRS).. لقد كان «مالرو» يعطي الامتياز لمذكراته ومهامه الوزارية ويُفضِّل البحوث والمحاولات حول الفن؛ ومن ثمة فهو كان يبحث، قبل كل شيء، على تثبيت تجربته في الحرب وكذلك الذكريات التي احتفظ بها عن رفاقه في السلاح.. فالكتابة التخيلية، في نظره، كانت قد فقدت وثاقتها بسبب منافسة ما يقدمه المشهد السمعي- البصري وبحوث التحليل النفسي؛ مما جعله غير قادر على مواصلة تلمس الطريق .. علاوة على هذا، وبعد صدور روايات ك «يوميات لص» ل «جوني» (1949 ) و «من قصر إلى قصر» ل «سيلين» (1957) و «الإعدام» ل «أراغون» (1965)، لم تعُد الكتابة بصيغة المتكلم المفرد مُمكنة بدون أن يعني ذلك، قسرًا، التعبيرَ عن الذات.. والحالة هذه - يقول «جان- لويس جانيل مُفسرًا ? فإن أعمال «مالرو» تنبني على العلاقة المُبهمة التي تربط بين المُؤلِّف وشخوصه .. فضلا عن ذلك، فإن رواية عن المقاومة مثل هذه، كان وزير «ديكول» ينوي التعبير فيها عن رغبته في مخالفة المألوف وإعطاءها نبرة شكسبيرية، كانت ستتنافر مع وضع «مالرو» كخطيبٍ للجمهورية الخامسة .. « إن كتابة رواية أكثر تعددية من حيث المعاني ومن ثمّة أقل انصياعا من حيث التحكم فيها، أمرٌ قد يتداخل مع هذا النوع من الخطاب الذي كان الكاتب يؤدّي من خلاله واجب الذاكرة إزاء المقاومة .. «فرواية «لا» تدل إذاُ على حركة مزدوجة : فهي قصة بقيت في طورها الجنيني، كما إنها وضعت حدُّا لتفكيرٍ قاد «مالرو» إلى توديع جنس الرواية .. ?

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا عنوان رواية لم تكتمل لأندري مالرو لا عنوان رواية لم تكتمل لأندري مالرو



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya