ملعون رواية يتعانق فيها الخيال مع التاريخ
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"ملعون" رواية يتعانق فيها الخيال مع التاريخ

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

القاهرة - وكالات

في رواية "ملعون" يتعانق الخيال مع تاريخ يحضر بأبطاله لا بوقائعه فيتابع القارئ جانبا من النضال ضد الاحتلال البريطاني لمصر تشارك فيه الفنانة الراحلة تحية كاريوكا وأنور السادات الضابط الذي فصل من الجيش في الأربعينيات ثم صار رئيسا للبلاد. كانت كاريوكا تمكنت من تهريب ما ظنت أنه صندوق من المنشورات في سيارتها من القاهرة إلى الإسكندرية ولكن السادات يفاجئها بأنه صندوق متفجرات ثم تقود السيارة وتقوم بتهريب السادات أيضا وهو في المقعد الخلفي وتنصحه "لو حد سألك قل لهم إنك إدريس السفرجي" نظرا لكونه أسمر ونحيفا. ورواية الكاتب إيهاب قاسم لا تمضي من نقطة لكي تنتهي إلى أخرى وفقا لتسلسل زمني بل تعد رواية أفكار لا يلهث القارئ وراء عقدة أو حكاية واحدة وإنما تعتمد على المرونة في تناول أزمنة مختلفة واستعادة أحداث ووقائع لم يشهدها أبطال الرواية ولكنها ظلت تحكى من جيل لآخر حتى حفرت في ذاكرتهم. ففي بعض الفصول ترتد الأحداث إلى صعود دولة محمد علي في مصر في بدايات القرن التاسع عشر وحروبه في الحجاز حين أرسل ابنه إبراهيم على رأس جيش واستولى على مدينة الدرعية عاصمة الحجاز آنذاك. وذكرى ما جرى للدرعية مصدر مرارة للشيخ البراك -أحد مريدي الكاتب عباس العقاد- والذي يحدث ابنه غازي باستمرار عما "فعلوه بنا في الدرعية" حتى إن غازي الذي رأى أباه يبكي للمرة الأولى أحس بالدموع كأنها "وشم" عابر للأجيال. الرواية أصدرتها دار الفارابي في بيروت بغلاف من تصميم فارس غصوب وتقع في 189 صفحة متوسطة القطع وهي الكتاب الثالث لقاسم. تبدأ السطور الأولى للرواية بخطاب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عقب حرب 1967 والذي أعلن فيه مسؤوليته عن "النكسة" وأبدى استعداده للتخلي عن أي منصب رسمي والانضمام إلى صفوف الجماهير؛ ولكن الشعب يرفض وتتحول الشوارع إلى "فيضان" يصر على الصمود والحرب. وتسجل الرواية أن تلك الحرب أسعدت بعض المصريين ومنهم الشيخ بيومي الذي صلى مع عدد من أصحابه "صلاة شكر لهزيمة الطاغوت الفرعون وآله وجيشه" حتى إن بطل الرواية يتساءل.. كيف "يشكرون الله على انتصار إسرائيل؟". ويتناغم رأي الشيخ بيومي مع ضيفه "غازي البراك" الذي يدهشه تمسك المصريين بعبد الناصر ويصف الشعب بأنه "غبي يستعذب الذل والهوان حتى الهزيمة" ويعتبر الجنود المصريين "جيش فرعون" ويصف ضحايا الحرب بأنهم "كفرة". وكان بيومي في صغره يمتلك "موهبة فذة" في فن النحت ويستطيع نحت أي وجه فرعوني ولكنه توقف عن ذلك وصار متشددا يؤمن بأن "العالم اليوم في جاهليته كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم. إن كل ما حولنا جاهلية. تصورات الناس وعقائدهم. عاداتهم وتقاليدهم. موارد ثقافتهم. فنونهم وآدابهم. شرائعهم وقوانينهم. حتى الكثير مما يحسبه الناس ثقافة إسلامية وفلسفة إسلامية وتفكيرا إسلاميا هو كذلك من صنع الجاهلية" وغير ذلك من أفكار كان ينسخها من كتاب "معالم في الطريق" لسيد قطب. وفي مقابل هذا التشدد تسجل الرواية سماحة الشيخ عماد الدين الرفاعي وهو رجل محب للحياة وللشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي (1164-1240) والذي يحلو له ترديد مقولته.."لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي-إذا لم يكن ديني إلى دينه داني. لقد صار قلبي قابلا كل صورة-فمرعى لغزلان ودير لرهبان. وبيت لأوثان وكعبة طائف-وألواح توراة ومصحف قرآن. أدين بدين الحب أنى توجهت-ركائبه.. فالحب ديني وإيماني." والرواية التي يهديها المؤلف "إلى كل من طلب الحرية... إلى شهداء مصر الأبرار" يحمل غلافها الخلفي كلمة للناقد المصري مصطفى بيومي تقول إن "حرية الفكر والإبداع تتعرض لخطورة حقيقية عندما يحكم المتطرفون وعلى الجميع أن يتكاتفوا في مواجهة محاكم التفتيش ومنابر التكفير التي قد نقع جميعا في ترسانتها الجهنمية.. "ملعون" ذلك الزمن الذي يسود فيه الجاهليون الذين يعيشون خارج العصر والتاريخ ولا بد أن نقاوم."

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملعون رواية يتعانق فيها الخيال مع التاريخ ملعون رواية يتعانق فيها الخيال مع التاريخ



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya